في عام 1890، نشر الكاتب اليهودي النمساوي “ناثان بيرنباوم” مقالًا في مجلة “الانعتاق الذاتي”، مُستخدِمًا لفظة جديدة على قُرَّائه في هذا الوقت، لكنها لم تكن لفظة اعتباطية، إذ لم تمضِ سبع سنوات فقط حتى تبلور هذا المصطلح في بازل بسويسرا عام 1897 على يد اليهودي النمساوي الآخر “تيودور هرتزل”، الذي استخدم لفظة “الصهيونية” التي صكَّها “ناثان” ليعقد المؤتمر الصهيوني الأول بعد عام واحد من صدور كتابه “الدولة اليهودية”؛ داعيًا فيه إلى هجرة اليهود نحو فلسطين وإقامة أرض إسرائيل التي ستحل مشكلة الأقليات اليهودية في الشتات.
ما نعرفه اليوم جيدًا أن هذه اللحظة كانت بداية المشروع الاستيطاني الصهيوني، الذي انتهى بدولة إسرائيل المُقامة على أنقاض فلسطين، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أيضًا أن اللحظة نفسها هي التي دشَّنت حكاية الصراع اليهودي الداخلي بين اليهود المتدينين وبين الصهيونية، قبل النكبة، وقبل الهجرات اليهودية إلى فلسطين، وقبل وعد بلفور، وقبل حتى أن يعرف “بلفور” أنه سيُقدِّم وعدا لليهود بشيء ما في أرضٍ ما. فوفقًا للباحث في شؤون التاريخ بالجامعة الإسلامية في غزة “يونس عبد الحميد” فإن كثيرًا من اليهود المتدينين رفضوا الفكر الصهيوني منذ بدايته، بل وحاربوه واعتبروه ضارًّا بمصالحهم في العالم، وأدرك زعماؤهم أن الصهيونية حركة علمانية، ليس فقط لعلمانية مؤسسيها، وإنما لمعارضتها الصريحة لاعتقادهم في مملكة إسرائيل التي سيُقيمها لهم “الماشيح” المنتظر حسب معتقدهم.
جميعنا نعلم جيدًا أن بني إسرائيل كرمهم الله لما كانوا مع رسوله موسى و لكن بسبب طغيانهم و قلة إيمانهم غضب الله عليهم وعاقبهم بتشردهم في الأرض و لم يكتفوا بهذا بدلًا من أن يتوبوا و يندموا على ما فعلوا سعوا في الأرض فاسدًا، ونحن نسمع أكثر من مصطلح يخصهم والكثير يعتقد أن هذه المصطلحات لها معنى واحد ولكن هذا غير حقيقي لأن يوجد فرق بينهم وهذا ما سوف نسرده في مقالنا هذا والذي يساعد القارىء على معرفة الفرق بينهم.
الإسرائيلي
هذا يعني في وقتنا الحاضر شخص ينتمي إلى موطن وهو الكيان المحتل المسمى بإسرائيل ولكن هذا التعبير قديم جدًا قبل أن يغتصبوا الأراضي المقدسة ويصنعوا لأنفسهم وطنًا مزيفًا، ولفظ إسرائيل ورد منذ قديم الزمان في القرآن الكريم في آية (آل عمران: 93) حيث قال الله فيها: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ). إذن اسم إسرائيل موجود منذ قديم الزمن وأصلًا إسرائيل اسمٌ ثانٍ ليعقوب عليه السلام وبني إسرائيل هذا يعني أنهم سلالة سيدنا يعقوب واسم إسرائيل يعني لدى اليهود المجاهد مع الرب والهدف من هذا الاسم الفصل بين سلالة إسحق وسلالة إسماعيل المشتركين مع أبيه سيدنا إبراهيم وهذا الاسم من أجل تمييز نسل يعقوب عليه السلام.
عبري
هذا الاسم يطلق على اللغة الخاصة بهم وهو له أصل حيث أن اسم أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام في التوراة المحرفة عندهم ”أبرام العبراني” كما أن هذا الاسم له معنى وهو العربي المرتحل أو المتنقل، وهذا الاسم يعد من أقدم الأسماء التي تطلق على الجماعات اليهودية ويقول البعض أن هذا الاسم منسوب إلى عبور يعقوب عليه السلام إلى نهر الفرات.
يهودي
اليهود هم القوم الذين بعث الله إليهم موسى -عليه السلام- نبيًّا، وقد أنزل الله تعالى فيهم التوراة، ومع ذلك فإنّ موسى لم ينزل باليهودية إنما نزل كما غيره من الأنبياء بدين الإسلام، لقول الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ}، ومعنى ذلك أنَّ اليهودية ليست هي الدين الذي جاء به موسى، ولكن اختاره هؤلاء القوم الذين أُرسِلَ إليهم موسى عليه السلام، ولهذه التسمية أسباب كثيرة يطول شرحها.
إنَّ اسم اليهود ليس هو الاسم الوحيد الذي أطلق على هذا القوم، ويطلق عليهم اسم بني إسرائيل والعبرانيين أو العبريين. وهم الذين يعتقدون -والعياذ بالله- أن الله في السماء يجلس على العرش.
صهيوني
الصهيونية هي فكر أيديولوجي وطني سياسي يدعو إلى إنشاء وطن قومي لمجموعة دينية اجتماعية هي الشعب اليهودي. ويعتبر اليهودي النمساوي ثيودور هرتزل مؤسس أو “أبا” الصهيونية السياسية. تأسست الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر وسط تزايد العداء للسامية في أوروبا.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
واستطاعت الحركة تأمين الدعم لها من قبل الحكومات الأوروبية الغربية، وخاصة بعد أن وافق الصهاينة على إنشاء وطنهم اليهودي على أرض عربية هي أرض فلسطين التاريخية. كان هدف الصهاينة الأساسي الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أرض فلسطين التاريخية بأقل عدد ممكن من أهلها الفلسطينيين. وما زال الهدف كما هو.
شجعت الحركة الصهيونية بشكل كبير هجرة يهود أوروبا الجماعية إلى أرض فلسطين خلال النصف الأول من القرن العشرين. وبالرغم من جهودهم الحثيثة والعداء المتزايد للسامية في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن أعداد العرب أواخر الأربعينيات فاقت أعداد اليهود في فلسطين.
ولهذا، يقر المؤرخ الإسرائيلي آلان بابيه أن قادة الصهاينة في القرن العشرين كانوا على دراية تامة بأن تطبيق المشروع الصهيوني سيؤدي حتمًا إلى عملية تطهير عرقي وتهجير قسري للسكان الأصليين الفلسطينيين.
وفي عام 1948، أعلن ديفيد بن غوريون، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية آنذاك، تأسيس دولة إسرائيل على أرض فلسطين. أكد الصهاينة أن إسرائيل ستمثل وطنًا قوميًّا آمنًا لليهود، وشجعوا كل يهود العالم على الهجرة إلى هناك والحصول على الجنسية الإسرائيلية. ويؤكد النقاد أن الصهيونية تعمل نفس عمل الاستعمار، ويرجعون إلى عمليات ما يسمونه بالتطهير العرقي التي ارتكبها الصهاينة ضد السكان الأصليين الفلسطينيين وعمليات بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة كأدلة ثابتة وواضحة على ممارسات الصهيونية الاستعمارية.