هدد متشددو “الدولة الإسلامية” ذا العقيدة الوهابية المتطرفة بجعل قطاع غزة واحدا من مناطق نفوذهم في الشرق الأوسط متهمين المقاومة الفلسطينية بأنها غير جادة بما يكفي بشأن تطبيق الشريعة، فهل الأمر مجرد دعاية إعلامية أم تطور جديد سيعيد خلط الأوراق في القطاع؟
هدد تسجيل فيديو صدر من معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورياالمقاومة الفلسطينية بتوسيع نفوذه ليشمل قطاع غزة. ويتخذ هذا التهديد بعدا جديدا على خلفية الهجمات الدامية التي شنها تنظيم “ولاية سيناء” على الجيش المصري. وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في غزة طلال عوكل في حديث لـ وكالة الأخبار الألمانية “تهديدات داعش لحماس هي تهديدات جدية ولا يجوز لقيادة المقاومة وغيرها من القيادات الفلسطينية تجاهل أهميتها. لحد الآن ليس هناك تنظيم متبلور في قطاع غزة تحت عنوان (الدولة الإسلامية)، لكن بيئة غزة منتجة لهؤلاء أمام الفقر والبطالة والحصار الشديد”
مضمون رسالة “داعش” الوهابية واضح ولا يشوبه غموض، فهذه المزايدة الإيديولوجية في اتجاه التطرف تضع المقاومة الفلسطينية والفاعلين في المنطقة أمام تحد جديد. “الفلسطينيون يراقبون الوضع حاليا، ولمواجهة التحدي عليها الاستنفار طوال الوقت، فالأمر لا يتعلق بمائة أو مائتي شخص، ذلك إن عملية إنتاج (الداعشيين) الوهابيين قائمة ومستمرة طول الوقت.
وإذا كانت المقاومة حركة تواجه إسرائيل بقوة السلاح، فإنها لا تسعى لشن حرب دينية كونية أو تأسيس دولة خلافة، فهي تٌعرف نشاطها بأنه يجري داخل الحدود الوطنية الفلسطينية. وتصنف الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي المقاومة الفلسيطينة كتنظيم إرهابي. وقد دخلت المقاومة ميدانيا في مواجهات مسلحة مع تنظيم “داعش”، ومن المفارقات أن ذلك لم يُثر أي اهتمام في الخارج.
انتشار “داعش” لا يخدم القضية الفلسطينية
يرى طلال عوكل أن العلاقة بين المقاومة الفلسطينية وما يجري في سيناء من عمليات التهريب وتجارة السلاح كانت دائما موجودة وهي حقيقة لا يمكن إنكارها، إلا أنه أضاف أن “المقاومة حريصة أن تبقى قوية وممسكة بالوضع في غزة، وأن تحسن دورها ووجودها في أي مصالحة، وبالتالي فإن ظهور هذه الجماعات سيكون على حسابها وسيضعفها، كما سيضعف النظام في مصر، وبالتالي لا حل سوى التفاهم”. وأضاف المحلل الفلسطيني أنه لا بد من التنسيق بين مصر والفلسطينيين “لأن هناك تداخل شديد في موجبات وشروط الأمن القومي للطرفين.
ويبدو أن “داعش” الوهابية كلاعب جديد في المنطقة قد يحدث زلزالا يعيد خلط الأوراق من جديد، خصوصا أمام السياسة المتشددة التي ينهجها نظام السيسي اتجاه جماعة الإخوان من جهة، وأمام غياب أفق لحل سياسي لتحسين الوضع في غزة ورفع الحصار عنها من جهة أخرى. وضعٌ يشكل تربة خصبة لنشأة جيل جديد من الجهاديين لن يجد تنظيم “داعش” صعوبة كبيرة في استمالتهم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website