إن للعثمانيين آثار ما زالت موجودة إلى يومنا هذا ولكن، هل ترك العثمانيين عادات ما زالت موجودة إلى يومنا هذا؟ للعثمانيين عادات جميلة تمت عن طريق الحياة اليومية فما هي هذه العادات؟
في عهد الخلافة العثمانية كان يقدم كأس الماء مع القهوة، ففي حال شرب الضيف الماء أولاً فهو في هذه الحالة يريد أن يأكل فيعد المستضيف الطعام، أما في حالة شرب القهوة ففي هذه الحالة هو شبعان ولا يريد أن يأكل، وهذه الطريقة جيدة لأنها لا تسبب الحرج على الضيف والمستضيف، أما بالنسبة للسلطان فكان يقدم له الماء والقهوة فيضع قطرة من الماء في القهوة ليرى إن كانت القهوة مسممة أم لا، فإذا تحول لون القهوة إلى لون آخر فالقهوة فيها سم.
كان قديماً يوضع مطرقتين عند الباب أحداهما كبيرة وللرجال والأخرى صغيرة وللنساء، فإذا أتى رجل يفتح الباب رجل وإذا اأتت امرأة تفتح الباب امرأة وهذا يجسد غض البصر وتجنب الاحراج للجنسين.
كان مؤذنو المساجد السلطانية الكبرى في اسطنبول والولايات العثمانية الأخرى يرفعون آذان كل صلاة بمقام مختلف عن الآخر
فكان يرفع آذان الفجر بمقام الصبا، وهو مقام الحزن والخشوع والوحدة والبكاء بين يدي الله.
– وآذان الظهر كانوا يرفع بمقام الرست، وهو مقام الاستقامة، ورفع الآذان بهذا المقام للتذكير بواجب الاستقامة والامانة أثناء العمل.
– وآذان العصر كانوا يرفعونه بمقام الحجاز، وهو مقام الشوق والحنين إلى الديار المقدسة لأداء عمرة أو حج كمكافئه من الله للمسلم على ما قام به من عمل طوال اليوم.
– وآذان المغرب كانوا يرفعونه بمقام السيكا (البنجكاه) ويعني التفكر والتأمل في ملكوت الله خصوصاً مع لحظات غروب الشمس.
– وآذان العشاء كانوا يرفعونه على مقام يشبه مقام البيات في السلم الصوتي، وهو بالتالي مقام الفرح والأنس والراحة بما قام به المسلم من طاعات وواجبات تجاه ربه ودينه.
كان الأغنياء في الدولة العثمانية يحرصوا على اداء الصدقات دون التسبب بإحراج للفقراء، فكانوا يقومون بالذهاب للبقالة وبائعي الخضار ويطلبون دفتر الدين فيحذف الديون ويقوم بتسديدها، دون ذكر اسمها، وكان الفقراء دومًا يجدون دينهم قد حُذف دون أن يعلموا من قام بذلك فكانوا لا يشعرون بمنة الأغنياء.
عندما كان يسُئل كبار السن الذين هم فوق سن 63 عن سنهم في زمن الدولة العثمانية، كانوا يعدّون عاراً أن يقولوا إن سنهم فوق سن النبي صلى الله عليه وسلّم أدباً واحتراماً وتعظيماً له فكانوا يجيبون “قد تجاوزنا الحد يا بني” وهذا يدل على حبهم وخجلهم وإجلالهم للرسول -صلى الله عليه وسلم-.
كان يوضع وردة صفراء أمام البيت الذي فيه مريض، لإعلام المارة والجيران بضرورة التزام الهدوء وتجنب إزعاج المريض. إما إذا وُضعت وردة حمراء فكان هذا يعني بأن هناك شابة وصلت إلى سن الزواج موجودة داخل البيت يمكن التقدم لخطبتها، ويُحذر النطق بالأقوال البذيئة بجانب البيت حرمة لعواطفها.
كان الخليفة السلطان عبد الحميد الثاني (آخر خلفاء الدولة العثمانية) يقيم كل جمعة بما يسمى “جمعة سلام” حيث كان السلطان والباشوات والرجال والأطفال يذهبوا لأداء صلاة الجمعة وبعد الصلاة يقيمون مسيرة وقد حاول الانجليز اغتيال السلطان عبد الحميد ذات مرة ولكن لم يتم الاغتيال.
كانت العمامة العثمانية هي العلامة الفارقة والمُعرفة بالشخص ومهنته وكانت العمامة تتغير من الملك وحتى أصغر مهنة موجودة داخل حدود الدولة العثمانية.
ختاماً، فقد رأينا كيف أن العثمانيون قد تركوا عادات جميلة وبسيطة في حياتنا اليومية. وعندما نقول العثمانيون فلا نقول الأتراك وإنما أي مسلم كان تحت حكم الدولة العثمانية فبعض هذه العادات انتقلت إلى بلاد الشام ولكن هم من استخدموها اولاً.
المصدر: جزيرة نت
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website