دائما ما يثار جدل واسع حول الأولياء وكراماتهم الواسعة بعد مماتهم، مما يجعل أضرحتهم مزارا لكثيرين، ليس فقط في نفس البلد بل من بلاد وأحيانا دول مجاورة، بل يصل الأمر إلى ديانات أخرى غير المسلمين، وإنّ عدم القدرة على نقل أضرحة لبعض الأولياء تكون كرامة تثبت ولايته لمواجهة المنكرين.
من بين هؤلاء الأولياء، مقام “أبي الدرداء” في الإسكندرية، الذي فشلت المحافظة في نقله مما أثر على اتجاه التروماي، الذي تم إنشاؤه حوله، وعن أسباب العجز عن نقل بعض الأضرحة، فإنّ المحافظة تكتشف ذلك من خلال الآلات التي تتعطل أو تنكسر أثناء عملية الهدم، فكرامات الولي تكون واضحة في هذه الحالات.
كذلك ضريح أبي الحجاج الأقصري، وضريح السيدة صفية، الموجود داخل سجن الاستئناف بجوار مديرية أمن القاهرة. فأبو الحجاج الأقصري، الذي يعتبر ضريحه قبلة يتبرك بها السياح ومناسبة لرؤية هذا الأثر الذي يحتضنه مركز الأقصر حيث تم بناء هذا الضريح منذ ثمانية قرون.
ترجع شهرة أبي الحجاج لكون ضريحه أحد الأضرحة التي فشلت الدولة في هدمها أو نقلها، رغم بناء مسجد كبير في مواجهة ضريحه الحالي لينقل إليه، إلا أن المحافظة عجزت عن ذلك وظهرت كراماته – كما يقول مريدون- في توقف الآلات وإصابة بعض المطالبين والمتشددين في إزالته بعقاب من صاحب الضريح في حياته أو صحته، وهو ما يردده أهالي الأقصر.
رغم تلك الكرامات – التي يتحدث عنها البعض – إلا أن الكثير ينكرها ولا يصدقها إلا من رأى بنفسه وشهد وقائع تثبت، خاصة أن هناك أضرحة أصحابها أولياء ويتم نقل رفاتهم، ولكن الرد: “هذه كرامة أخرى” ولكل ولي كرامة.
ومن الأضرحة التي تم نقلها أيضًا ضريح أبو الإخلاص الزرقاني، بمنطقة كرموز بالإسكندرية، الذي تم هدمه لإعاقته استكمال تنفيذ مشروع محور المحمودية، وثم نقل جثمان الزرقاني، وشقيقته أم محمد، لميدان المساجد بجوار مسجد المرسي أبو العباس، بمنطقة بحري، وسط إجراءات أمنية مشددة.
والمعروف أن الشيخ الزرقاني، توفى في 20 إبريل عام 1979، وقد أكد قبل موته أنه سيعرفه القاصي والداني، بل أخبر تلاميذه بأن جثمانه سوف ينقل، وقد خرج جثمانه كيوم دفنه منذ 40 عاما حسب رواية أهل التصوّف مما اعتبر كرامة له.
يقال إنّ بعض المحافظين ومديري الأمن هم من يعملون بأنفسهم على بناء أضرحة لبعض الأولياء، بعد رؤى يرونها في منامهم. ويشار إلى ما فعله أحد المحافظين ومدير أمن في أسيوط خلال السنوات الماضية، موضحا أنّ اختيار مكان الضريح أيضا يكون وفقا للمكان الذي أشار إليه الولي الذي زار المحافظ أو مدير الأمن في المنام، وهو ما حدث في أسيوط لأحد الأولياء ويسمى الشيخ محمد عمر، الذي كان متصوفا.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وفي منتصف تسعينيات القرن الماضي كان هناك مسجد في قليوب به ضريح الشيخ عواض ابن اسحاق الطهلموشي، وأراد المقاول الذي أوكل إليه ترميم المسجد، إخراج الضريح منه، فنزل إلى الضريح الذي كان بعمق 7 أمتار، ليخرج مؤكدا أنه لا يوجد أي جثمان وأنّ الضريح فارغ، فجاء أحد الصالحين وطلب ربطه وإنزاله فوجد الجثمان وأخرجه. هذا التصرف من المقاول جعل الولي ينتقم منه، ففي نفس الأسبوع استدعته النيابة، ثم في الأسبوع الذي يليه مات المقاول!