في مقبرة سقارة جنوب القاهرة، عثر علماء الآثار على جثث وآثار وكنوز وكتاب يبلغ طوله نحو 4 أمتار يُسمى كتاب الموتى. فما هو هذا الكتاب وعلام يحتوي؟ وما علاقة نبي الله إدريس بكل هذه الأمور؟
الاكتشاف الضخم أعلن عنه عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق زاهي حواس في 17 يناير/كانون الثاني 2021، حيث تم العثور على آثارٍ عمرها 4200 سنة والأسرة السادسة بواسطة بعثات مصرية.
ويعد هذا الاكتشاف استكمالًا لجهود سابقة واكتشافات أخرى في المنطقة بدأت منذ العام 2010 عندما تم اكتشاف هرم ارتفاعه 15 مترًا.
من ضمن الكنوز المعلن عنها، عثر المنقبون على الفصل السابع عشر من كتاب الموتى منقوشًا على بردية كبيرة، اسم صاحبها (بو حع اف)، في حين وُجد الاسم نفسه على 4 تماثيل أخرى، إلى جانب تابوت للشخص نفسه.
كما تم تزيين التوابيت بلوحات لمعبودات الفراعنة حينها ومقتطفات من كتاب الموتى، والتي كان يُعتقد عندهم أنها تساعد المتوفى على الإبحار في الحياة الآخرة.
أخبر حواس قناة CBS بأن الباحثين بدأوا التنقيب في الموقع، الذي يقع بجوار هرم الملك تيتي، أول حكام الأسرة السادسة للمملكة القديمة (2680-2180 قبل الميلاد)، في عام 2010.
ووفقًا لوكالة فرانس برس، حدد الخبراء أخيرًا ملكية المجمع -الذي يضم معبدًا حجريًّا وثلاثة مستودعات من الطوب اللبن تحتوي على قرابين وأدوات- على أنه قبر زوجة تيتي، الملكة نيرت.
هل وقع تحريف كتاب الموتى؟
وكتاب الموتى هو نص جنائزي مصري قديم مكتوب على ورق البردى وتم استخدامه منذ بداية الدولة الحديثة (نحو 1550 قبل الميلاد) إلى نحو 50 قبل الميلاد، حسب ما نشره موقع مجلة Smithsonian.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
تمت ترجمة الاسم المصري الأصلي للنص إلى “كتاب يوم القدوم” أو “كتاب الظهور في النور”.
يقول بعض الباحثين إن كتاب الموتى عند قدماء المصريين ما هو إلا بقية من تراث إدريس عليه السلام حُرف الزيادة والنقصان حتى وصل إلى الحالة التي عُثر عليه فيها في زمن قدماء المصريين الذين تركوه في مدافنهم. ومن نظر في نصوص كتاب الموتى فإنه لا يجد ذلك بعيدا فمن عادة البشر أنهم يحرفون دعوات الأنبياء بعد موتهم بزمن وكتاب الموتى فيه إشارة إلى سؤال الملائكة للموتى وإلى البعث والنشور والحساب والثواب والعقاب بل وفيه إشارة إلى الميزان وأن له كفتان واحدة للحسنات وأخرى للسيئات وفيه إشارة إلى تحريم القتل بغير حق والغدر والكذب والسرقة وغير ذلك مما جاءت به الرسالات السماوية بل وفي كتاب الموتى عند قدماء المصريين شيء من العقائد الإسلامية الصحيحة في التوحيد أي في أن الله تعالى إله واحد وأنه ليس كمثله شيء وأنه أزلي لا ابتداء له ولا انتهاء فيقول كتاب الموتى بالنص: <[يا رب] أنت الإله الواحد ليس قبلك شيء وليس بعدك شيء> إلخ.. ومما ورد في كتاب الموتى دعاء نصه: <.. أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتُك يا إلهي خاضعًا لأشهد جلالك، جئتك يا إلهي متحلّيًا بالحق متخليًا عن الباطل، فلم أظلم أحدًا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد مِن رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أقل كذبًا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع في الإيقاع بعبدٍ عندَ سيدِه. إني (يا إلهي) لم أتسبب في جوع أحد ولم أجعل أحدًا يبكي، وما قتلتُ وما غدرتُ بل وما كنتُ محرضًا على قتلٍ، إني لم أسرق من المعابد خبزَها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئًا مقدسًا ولم أغتصب مالًا حرامًا ولم أنتهك حُرمة الأموات، إني لم أبع قمحًا بثمنٍ فاحشٍ ولم أطفف الكيل. أنا طاهر أنا طاهر أنا طاهر وما دمتُ بريئًا من الإثم فاجعلني يا إلهي مِن الفائزين>.
وقد قيل إن إدريس عليه السلام هو أول من خط بالقلم وأول من كتب ما أنزل إليه من ربه وأول من خاط الثياب ذات اللون الأبيض التي أصبحت عادة المصريين القدماء من بعده كما نرى على جدران المعابد.. وأول من علم الناس بناء المدن. وقد يكون إدريس حقًّا هو أصل الحضارة المصرية القديمة ثم جاء بعده غيره من الأنبياء إلى أن انقضى زمنهم فحرف الناس بعدهم تعاليمهم وخلطوها بما جاءتهم به الشياطين.
وجرت العادات أن يوضع كتاب الموتى في نعش أو حجرة دفن المتوفى، كجزء من تقليد النصوص الجنائزية التي كانت مرسومة على أشياء غير مكتوبة على ورق البردي. تم بعد ذلك تحريف الكتاب فصار فقط يوجد فيه التعاويذ والتي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.
كما تم تأليف التعاويذ الأخرى في وقت لاحق من التاريخ المصري، ويرجع تاريخها إلى الفترة الانتقالية الثالثة (القرن الحادي عشر إلى السابع قبل الميلاد).
استمرت كتابة عدد من التعويذات التي يتألف منها الكتاب، بشكل منفصل، على جدران المقابر والتوابيت، ولم يكن هناك كتاب واحد أو كتاب قانوني للموتى.
تحتوي البرديات الباقية على مجموعة متنوعة من النصوص الدينية والسحرية، وتختلف بشكل كبير في الرسوم التوضيحية من قبر إلى آخر.
وهذا الاختلاف تم تفسيره على أن بعض الناس طلبوا نسختهم الخاصة من كتاب الموتى، وربما اختاروا التعاويذ التي اعتقدوا أنها أكثر حيوية في عبورهم إلى الحياة الآخرة.
وكان كتاب الموتى يُكتب بشكل أكثر شيوعًا بالخط الهيروغليفي أو الهيراطي على لفافة من ورق البردي، وغالبًا ما يتم تصويره بصور صغيرة تصور المتوفى ورحلته إلى الحياة الآخرة.
وتعود أصول هذه العادات إلى العهد المصري القديم، وكانت النصوص الجنائزية الأولى هي نصوص الأهرام التي استُخدمت لأول مرة في هرم الملك أوناس من الأسرة الخامسة، نحو 2400 قبل الميلاد.
ومع قدوم الأسرة الخامسة تم تخصيص نسخة من كتاب الموتى لزوجة الفرعون بعدما كان حكرًا عليه فقط، ثم تطور لاحقًا عبر التاريخ، ليصبح مستخدمًا من قبل الكهنة وكبار الشخصيات.
التعاويذ السحرية
يتألف كتاب الموتى من عدد من النصوص الفردية والرسوم التوضيحية المصاحبة لها. تبدأ معظم النصوص الفرعية بكلمة “رو”، التي يمكن أن تعني “فم” أو “كلام” أو “تهجئة” أو “لفظ” أو “تعويذة” أو “فصل من كتاب”.
يعكس هذا الغموض تشابه الفكر المصري بين طقوس الكلام والقوة السحرية.
في الوقت الحاضر، تم التعرف على نحو 192 تعويذة معروفة، على الرغم من عدم وجود مخطوطة واحدة تحتوي عليها جميعًا. يهدف بعضها حسب المعتقدات الفرعونية إلى إعطاء المتوفى معرفة روحانية في الحياة الآخرة أو ربما لتتعرف عليهم الآلهة.
كما توجد تعويذات يعتقد الفراعنة أن تضمن الحفاظ على العناصر المختلفة للشخص الميت بهدف لمّ شملها وتجميعها ومنح الميت القدرة على السيطرة على العالم من حوله.
كما توجد تعاويذ لحماية الميت من القوى الخارجية التي يمكن أن تؤذيه حسب المعتقد الفرعوني.