قال أبو بكر الصديق: كنا في الهجرة وأنا عطشان جدًّا، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول، وقلت له: اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي حتى ارتويت!
وفي رواية اخرى، قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن مَكَّةَ وأَبُو بَكْرٍ معهُ، قالَ أبو بَكْرٍ: مَرَرْنَا برَاعٍ وقدْ عَطِشَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: فَحَلَبْتُ كُثْبَةً مِن لَبَنٍ في قَدَحٍ، فَشَرِبَ حتَّى رَضِيتُ
نتفكر في هذه المحبة والعذوبة والرقة والإيثار والتفاني ومكارم الأخلاق التي مثلت روح الاسلام وجوهره الموغل في المحبة واللين.
هذه المناقب الإنسانية الفائقة الطهر التي حملها محمد صلى الله عليه وسلم واصحاب محمد، اضطهدت وحوربت وجرت محاولات اغتيال كل ما جاءت به من براءة وطهر وهدى. فهجر النبي العربي الهاشمي -عليه وآله واصحابه الصلاة والسلام- بلده مكة، احب البلاد اليه، وهاجر الى حاضنة يثرب -المدينة التي اصبحت منورة منيرة بقدومه- حيث الأمن والأمان.
هاجر فخر الكائنات محمد، بصحبة حبيبه أبي بكر الصديق، حزينا مهمومًا، حين دبّر قومه فرقة من قبائلهم لاغتياله، واستهدفوا أصحابه وعذبوهم وشردوهم وقتلوهم.
ههنا أصبحت الهجرة التي لم يهاجرها النبي خوفًا إنما امتثالًا للأوامر الإلهية، المنطلق من أجل العودة ونشر النور والهدى والحق والخير ودحر الظلم والظلام والعدوان.
نستذكر الهجرة النبوية الشريفة وفي الأفق القريب، مؤامرة تهجير شعب فلسطين العربي، الذي ما يزال يقاوم ويقاوم منذ ٧٠ سنة، أكثر أشكال العدوان الاستيطاني الإحلالي والظلم والقرصنة والنهب والسلب والجريمة الأممية المنظمة، وضوحا في التاريخ.
يقدم شعب فلسطين، شعب الجبارين بحق وجدارة، قوافل ومواكب الشهداء ويسخو في تقديم التضحيات الجسام دون توقف، لا تثنيه الظروف ولا اشتداد الحلكة ولا المؤامرات ولا خذلان الحكام ولا فتاوى علماء السلطان من وهابية وغيرهم ولا المعروضات التي تنتقص من حقه الصريح في العودة والكرامة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
المحاربة والظلم، التي عانى منها سيدنا وفخرنا محمد وصحبه، ليست نهاية العالم. بل هي بداية العمل من أجل العودة وانتزاع الحقوق غير القابلة للمساومة والتنازل والاستبدال والتصرف، التي لا تخفت ولا تضعف ولا تذوي.
من هجرة محمد الأمثولة، قبل أكثر من ١٤٤٠ سنة، نستمد العزم والأمل والتفاؤل، بأن الله على نصرنا لقدير قدير.