على مرِّ التّاريخ، تزامنَ الأوّلُ مِن رمضانَ معَ أحداثٍ عظيمةٍ مثلِ نزولِ صُحُفِ سيّدِنا إبراهيمَ عليهِ السّلام، وفتحِ مِصرَ، وإعلانِ استقلالِ الجزائر، وأخرى مؤسفةٍ – بالنّسبةِ للمسلمينَ – مثلِ هزيمتِهم في معركةِ “بلاط الشُّهداء”، واحتراقِ المسجدِ النّبويِّ في المدينةِ.
ومع بدايةِ شهرِ رمضانَ 2024، تعرَّف إلى أهمِّ الأحداثِ التَّاريخيَّةِ الّتي صادفَ وقوعُها مثلَ هذا اليومِ في التّاريخِ الهجريِّ:
نزول صحف إبراهيم
بحسب ما روي في الحديث الذي يرويه المسلمون عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن صحف النبي إبراهيم التي ذكرت في أكثر من موضع في القرآن نزلت في أول ليلة من شهر رمضان.
وقد ورد ذلك في حديث رواه أحمد في المسند وحسنه العلماء.
حيث جاء عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ).
فتح مصر سنة ٦٤٠
بعدما تم للمسلمين في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتح الشام وانتزاع فلسطين من أيدي الروم البيزنطيين، توجهت الأنظار نحو مصر.
فقد اقترح الصحابي عمرو بن العاص على عمر بن الخطاب التوجه إلى مصر لحماية ظهر المسلمين من الروم الذين انسحبوا من الشام وتمركزوا في مصر.
بعد إلحاح بن العاص وافق الخليفة على إرسال جيش قوامه ٤٠٠٠ جندي عبروا فلسطين بقيادة بن العاص متوجهين إلى العريش ومنها إلى ميناء الفرما، حيث دار قتال شديد مع البيزنطيين انتصر فيه المسلمون وتابعوا مسيرهم إلى بلبيس ومنها إلى حصن بابليون.
كان حصن بابليون من حصون الروم المنيعة، فاضطر بن العاص إلى طلب المدد من الخليفة لاقتحام الحصن، وما إن وصل المدد حتى وقعت معركة عين شمس الشهيرة التي انتصر فيها المسلمون نصرًا ساحقًا على الروم بالرغم من تفوق هؤلاء عليهم بالعدد.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
واستطاع المسلمون اقتحام الحصن بعد أن تسلق الصحابي الزبير بن العوام مع نفر من المسلمين سور الحصن وكبروا، فظن من بقي من الروم أن العرب اقتحموا الحصن ففروا تاركين أبواب الحصن ليفتحها المسلمون ويسقطوا أكثر حصون الروم مناعة.
بعد ذلك لم يتبق أمام بن العاص سوى الإسكندرية التي تمكن من فتحها، معلنًا انتهاء حكم الدولة البيزنطية لمصر وجلاء الروم عنها.
هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء سنة ٧٣٢
أحد المعارك الضخمة التي وقعت في الأول من رمضان معركة بلاط الشهداء، التي دارت رحاها بين قوات المسلمين بقيادة عبدالرحمن الغافقي وقوات الفرنجة بقيادة شارل مارتل.
سميت المعركة بهذا الاسم لأنها وقعت بالقرب من بلاط (قصر) مهجور، وخسر فيها المسلمون الكثير من الشهداء.
كان عبدالرحمن الغافقي والي الأندلس في عهد الدولة الأموية، وكانت جيوش المسلمين قد بدأت في التوغل ببلاد الفرنجة (فرنسا حاليًا)، ليلتقي الطرفان بالمعركة التي وصفها بعض المؤرخون بأنها العلامة الفارقة التي أوقفت ما سمّوه بالمد الإسلامي في أوروبا.
انتهت المعركة بانتصار قوات الفرنجة الذين استطاعوا استدراج المسلمين إلى المكان المناسب للفرنجة واختيار التوقيت المناسب لهم أيضًا، مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء من بينهم عبدالرحمن الغافقي وانسحاب ما تبقى من جيش المسلمين.
احتراق المسجد النبوي في المدينة سنة ١٢٥٦
في أول أيام رمضان من عام ٦٥٤ هـ وقع حريق هائل في المسجد النبوي أدى إلى انهيار سقف المسجد بالكامل، وتسبب بتلف كل المحتويات التي يرجع الكثير منها إلى عصر الرسول، بداية بالمنبر النبوي، والزخارف والأبواب والخزائن، التي تم تصميمها من قبل الخلفاء الراشدين، وخلفاء الدولة الأموية والعباسية.
كما تسبب الحريق أيضًا في تلف جميع الكتب التي كانت تحويها مكتبة المسجد، وكسوة الحجرة النبوية وانهيار جزء من سقف الحجرة النبوية.
يقول المؤرخون إن سبب الحريق ، يرجع إلى أن أحد خدام المسجد نسي استخراج القناديل المشتعلة من إحدى مآذن المسجد، فأشعلت النيران في كل أرجائه.
وقد تواكب احتراق وانهيار المسجد النبوي مع انهيار الدولة العباسية، مع هجوم التتار على مناطق نفوذ العباسيين.
إعلان استقلال الجزائر سنة ١٩٦٢
اندلعت ثورة التحرير الجزائرية في العام ١٩٥٤م ضد الاحتلال الفرنسي ودامت طيلة ٧ سنوات ونصف من الكفاح المسلح والعمل السياسي الذي انتهى بإعلان استقلال الجزائر بعدما فقدت قرابة المليون شهيد.
وفي الأول من رمضان سنة ١٣٨١ هـ أعلن الجنرال الفرنسي شارل ديغول استقلال الجزائر.
معركة تحرير الفاو سنة ١٩٨٨
معركة تحرير الفاو هي عملية عسكرية نفذها الجيش العراقي خلال حرب الخليج الأولى لإخراج الجيش الإيراني من شبه جزيرة الفاو.
شملت العملية ثلاث مراحل استطاعت القوات العراقية من خلالها تحرير كامل شبه جزيرة الفاو في حوالي ٣٥ ساعة وتكبيد الجيش الإيراني خسائر كبيرة ما بين قتيل وأسير بالإضافة إلى الاستيلاء على معداته.
أطلق على العملية اسم “رمضان مبارك” لوقوعها في أول أيام رمضان من عام ١٤٠٨ هـ.