الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلوات الله البر الرحيم عليه وعلى جميع إخوانه من الأنبياء والمرسلين ورضي الله عن آل كل والصالحين وبعد،
فإن الكذب هو من المعاصي التي اتفق المسلمون على تحريمها وهو الكلام الذي يخالف الواقع ويعرف الشخص أنه بخلاف الواقع، فقد قال عبد الله بن مسعود: “لا يصلح الكذب في جد ولا هزل” ثم الكذب مراتب، منه ما هو من الصغائر ومنه ما هو من الكبائر كالكذب على الله والرسول فهو من أكبر الكبائر والعياذ بالله تعالى.
يقول الله تبارك وتعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ} فكل الكذب على الله كبيرة وإن نسب إلى الله ما لا يليق به فقد كفر، بأن نسب له ولداً أو شريكاً أو نسب له كلاماً سفيهاً كما حصل من بعض المتهورين أمر عجيب وهو أنه قال: قال الله تعالى “إذا رأيت الأعمى فطبو، مالك أكرم من ربو” والعياذ بالله من هذا الكلام المؤدي إلى الكفر.
فقد قال العلماء: “إن من زاد على القرءان حرفاً ليس منه عمداً كفر” فكيف بهذا الذي نسب هذا الكلام السفيه إلى ربه وجعله قرآناً. فالله تبارك وتعالى لا يأمر بضرب الأعمى وإهانته، بل الله تعالى يأمر بالإحسان إلى الناس ومساعدة المنكوب منهم.
وأما من لم يؤد به كذبه على الله إلى الكفر بأن قال مثلاً: خلق الله كذا وكذا فيما مضى لشىء لم يحصل هذا ذنبه ذنب الكذب ليس فيه كفر.
ثم الكذب على رسول الله أيضاً من الذنوب الكبيرة.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد” فإن معناه إن الذنب أشد ما يكون في الكذب على مخلوقاته هو في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك قال الإمام أبو محمد الجويني: “من كذب على رسول الله كفر” لكن الصواب التفصيل وهو أن نقول من كان كذبه على الرسول يؤدي به إلى تكذيب الدين والشريعة أو إلى تنقيصه فهو كفر كمن يفتري ويقول أن الرسول في المعراج لما كان في الملأ الأعلى تكلم الله معه بصوت أبي بكر ليأنس بذلك فهذا تشبيه لله بخلقه وتكذيب لقوله تعالى {ليس كمثله شىء} وكذلك من يقول أن الله دنا من النبي ليلة المعراج بالحيز والمكان كدنو الحاجب من الحاجب كل هذا كذب على الله وعلى الرسول يؤدي بقائله إلى الخروج من الملة، ثم إنه (أي الكذب على الرسول) حرام سواء افترى بنية تأييد شريعته أو بنية تعظيمه لهؤلاء الذين يضعون أحاديث لتنشيط الناس للجهاد والصدقة ونحو ذلك حتى أنه وضع أكثر من مائة حديث لتنشيط الناس على قراءة القرآن.
فليعلم هؤلاء أنهم ملعونون مستحقون للعذاب الشديد في الآخرة.
فقد قال عليه الصلاة والسلام: “من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار” رواه البخاري.
حتى أنه وصل الأمر ببعضهم أنه افترى على الرسول أحاديث بقصد تنشيط الناس لصلاة السنة فأدى به ذلك إلى تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول بعض الناس أن الذي لا يصلي السنة يلاقي الرسول يوم القيامة وليس على وجهه قطعة لحم.
أي من شدة الخجل والعياذ بالله هذا ضد الشريعة لأن هذا معناه أنه يعذب والرسول قال للرجل الذي سأله عما افترض الله عليه في شرعه وقال له “والذي أكرمك بالنبوة لا أزيد على هذا ولا أنقص” فقد حلف لا يصلي السنّة البتة ولا يصوم سنّة ولا يزكي سنّة بالمرة قال: “دخل الجنة إن صدق” وفي رواية “أفلح الرجل إن صدق” فكيف يقال أنه يلاقي الرسول وليس على وجهه قطعة لحم وكذلك قول بعض الناس أن الرسول قال: “من لم يصل سنتي لم تنله شفاعتي” أو “من لم يصل سنتي فليس من أمتي” كل هذا ضد شرع الله مع انه افترى ووضع بقصد تأييد الشرع وتنشيط الناس للعبادة.
فالحذر الحذر من الوقوع في التحريف والزيغ ولا ترووا كل حديث تسمعونه من الناس فلا بد أن يكون مما تسمعون ما هو صحيح وما هو كذب وقال عليه الصلاة والسلام: “كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع” ولا يحملكم هواكم على افتراء أحاديث بقصد تنشيط الناس للطاعة.
فدين الله كامل مكمل خال من النقص لا يحتاج لمن يزيد فيه بنية تأييده وتعظيمه.
نسأل الله أن يوفقنا في الرد على الكاذبين على الله والرسول وعلى حماية شريعته وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلوات الله البر الرحيم عليه وعلى جميع إخوانه من الأنبياء والمرسلين ورضي الله عن آل كل والصالحين وبعد،
فإن الكذب هو من المعاصي التي اتفق المسلمون على تحريمها وهو الكلام الذي يخالف الواقع ويعرف الشخص أنه بخلاف الواقع، فقد قال عبد الله بن مسعود: “لا يصلح الكذب في جد ولا هزل” ثم الكذب مراتب، منه ما هو من الصغائر ومنه ما هو من الكبائر كالكذب على الله والرسول فهو من أكبر الكبائر والعياذ بالله تعالى.
يقول الله تبارك وتعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ} فكل الكذب على الله كبيرة وإن نسب إلى الله ما لا يليق به فقد كفر، بأن نسب له ولداً أو شريكاً أو نسب له كلاماً سفيهاً كما حصل من بعض المتهورين أمر عجيب وهو أنه قال: قال الله تعالى “إذا رأيت الأعمى فطبو، مالك أكرم من ربو” والعياذ بالله من هذا الكلام المؤدي إلى الكفر.
فقد قال العلماء: “إن من زاد على القرءان حرفاً ليس منه عمداً كفر” فكيف بهذا الذي نسب هذا الكلام السفيه إلى ربه وجعله قرآناً. فالله تبارك وتعالى لا يأمر بضرب الأعمى وإهانته، بل الله تعالى يأمر بالإحسان إلى الناس ومساعدة المنكوب منهم.
وأما من لم يؤد به كذبه على الله إلى الكفر بأن قال مثلاً: خلق الله كذا وكذا فيما مضى لشىء لم يحصل هذا ذنبه ذنب الكذب ليس فيه كفر.
ثم الكذب على رسول الله أيضاً من الذنوب الكبيرة.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد” فإن معناه إن الذنب أشد ما يكون في الكذب على مخلوقاته هو في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك قال الإمام أبو محمد الجويني: “من كذب على رسول الله كفر” لكن الصواب التفصيل وهو أن نقول من كان كذبه على الرسول يؤدي به إلى تكذيب الدين والشريعة أو إلى تنقيصه فهو كفر كمن يفتري ويقول أن الرسول في المعراج لما كان في الملأ الأعلى تكلم الله معه بصوت أبي بكر ليأنس بذلك فهذا تشبيه لله بخلقه وتكذيب لقوله تعالى {ليس كمثله شىء} وكذلك من يقول أن الله دنا من النبي ليلة المعراج بالحيز والمكان كدنو الحاجب من الحاجب كل هذا كذب على الله وعلى الرسول يؤدي بقائله إلى الخروج من الملة، ثم إنه (أي الكذب على الرسول) حرام سواء افترى بنية تأييد شريعته أو بنية تعظيمه لهؤلاء الذين يضعون أحاديث لتنشيط الناس للجهاد والصدقة ونحو ذلك حتى أنه وضع أكثر من مائة حديث لتنشيط الناس على قراءة القرآن.
فليعلم هؤلاء أنهم ملعونون مستحقون للعذاب الشديد في الآخرة.
فقد قال عليه الصلاة والسلام: “من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار” رواه البخاري.
حتى أنه وصل الأمر ببعضهم أنه افترى على الرسول أحاديث بقصد تنشيط الناس لصلاة السنة فأدى به ذلك إلى تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول بعض الناس أن الذي لا يصلي السنة يلاقي الرسول يوم القيامة وليس على وجهه قطعة لحم.
أي من شدة الخجل والعياذ بالله هذا ضد الشريعة لأن هذا معناه أنه يعذب والرسول قال للرجل الذي سأله عما افترض الله عليه في شرعه وقال له “والذي أكرمك بالنبوة لا أزيد على هذا ولا أنقص” فقد حلف لا يصلي السنّة البتة ولا يصوم سنّة ولا يزكي سنّة بالمرة قال: “دخل الجنة إن صدق” وفي رواية “أفلح الرجل إن صدق” فكيف يقال أنه يلاقي الرسول وليس على وجهه قطعة لحم وكذلك قول بعض الناس أن الرسول قال: “من لم يصل سنتي لم تنله شفاعتي” أو “من لم يصل سنتي فليس من أمتي” كل هذا ضد شرع الله مع انه افترى ووضع بقصد تأييد الشرع وتنشيط الناس للعبادة.
فالحذر الحذر من الوقوع في التحريف والزيغ ولا ترووا كل حديث تسمعونه من الناس فلا بد أن يكون مما تسمعون ما هو صحيح وما هو كذب وقال عليه الصلاة والسلام: “كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع” ولا يحملكم هواكم على افتراء أحاديث بقصد تنشيط الناس للطاعة.
فدين الله كامل مكمل خال من النقص لا يحتاج لمن يزيد فيه بنية تأييده وتعظيمه.
نسأل الله أن يوفقنا في الرد على الكاذبين على الله والرسول وعلى حماية شريعته وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.