جمهور الأمة الإسلامية يبقى على حق
جمهور الأمة الإسلامية يبقى على حق
الحمد لله رب العالمين وصلاة الله وسلامه على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى جميع إخوانه من النبيين وعلى آله الطبيين الطاهرين.
أما بعد فإن خير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وقد أوصى أمته بوصية أداها وهو قائم ثم عمر رضي الله عنه كان سمع منه فأدى هذه الوصية قائما بالجابية بأرض بالشام اسمها الجابية قال عمر رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم” إلى أن قال: “وعليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة”.
الجماعة هنا ليست صلاة الجماعة إنما هي ما عليه جمهور أمته لأن الله تعالى وعده ألا تضل أمته عما أجمع عليه جمهوره.
ما أجمع عليه جمهور أمته عليه الصلاة والسلام فهو حق لا مرية فيه وإنما الضلال فيما شذ عن الجمهور والدليل على أن المراد بالجماعة في هذا الحديث جمهور الأمة المحمدية حديث آخر رواه داوود في سننه: “ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة وهي الجماعة” أي الجمهور أي السواد الأعظم.
فلا يجوز تفسير الجماعة في هذا الحديث بأناس يلتزمون صلاة الجماعة ولا بعلماء الحديث هذان التأويلان باطلان إنما مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم جمهور أمته.
والحمد لله جمهور الأمة إلى يومنا هذا من الصدر الأول إلى يومنا هذا متفقون في العقيدة وهي العقيدة التي شهرت في أوائل القرن الرابع وأواخر القرن السادس بالعقيدة الأشعرية والعقيدة الماتريدية.
هما الأشعرية والماتريدية هما أهل السنة والجماعة الذين أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتمسك بما هم عليه.
أما الخلاف الذي بين الأشعرية والماتردية فهو اختلاف في فروع العقيدة وهذا لا يضر لا يؤدي إلى تضليل بعض وتبديعه لأن هذا حصل في الصحابة. عائشة رضي الله عنها كانت تقول الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرى ربه ليلة المعراج وعبد الله ابن عباس رضي الله عنهم قال: “رأى محمد ربه” وفي لفظ: “رأى محمد ربه مرتين” وفي لفظ: “رأى محمد ربه بفؤاده” هذا الاختلاف في الفروع لا يؤثر لا يجعل أحد الفريقين مبتدعا لا، كلا الفريقين من أهل السنة. عائشة رضي الله عنها وابن عباس وإن اختلافا في هذه المسألة لكن في أصول العقيدة متفقان لا خلاف بينهم.
كذلك أبو الحسن الاشعري وأبو منصور الماتريدي رحمهما الله وجزاهما الله عن الإسلام والمسلمين خيراً لأنهما متفقان في أصول العقيدة لم يضر اختلاف عائشة وابن عباس في مسالة رؤية النبي ليلة المعراج في كون كليهما على السنة والجماعة فعلينا أن نسعى لإحياء هذه العقيدة التي هي شهرت في القرن الرابع بالأشعرية والماتريدية إنما هذا اسم تجدد لأهل السنة والجماعة لأنه لما كان أبو الحسن الاشعري وأبو منصور الماتريدي إمامين بارزين في تأييد عقيدة الصحابة ومن تبعهم إلى عصرهم لتقريبها بالأدلة العقلية والنقلية أي الأدلة القرءانية والحديثية شهرا فنسب أهل السنة إليهما أما هما فلم يبتدعا في أصول العقيدة شيئا لم يكن عليه الصحابة والتابعون وأتباع التابعين وتبع الأتباع.
فواجب علينا أحياء هذه العقيدة لأن من زاغ عنها خرج عن وصية الرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الحديث الأول صحيح قال الترمذي بعد أن رواه حديث حسن صحيح وهذا الذي رواه أبو داوود من حديث وراوية كذلك حديث صحيح وعلى الحديثين صحيح فلا يلتفت إلى من فسر الجماعة بغير هذا التفسير فإن هذا الحديث افتراق الأمة إلى ثلاثة وسبعين فرقة من الأحاديث المشهورة الصحاح رواه أكثر من عشرة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث للجمهور ليس للفرق الشاذة كل هذا الفرق الإثنتان والسبعون بالنسبة لهذه الفرقة الواحدة التي سماها الرسول الجماعة قلة عددهم قليل واليوم بحمد الله الأشاعرة نحو 700 مليون مصر أشاعرة وأندونيسيا أشاعرة وتركيا أشاعرة وبر الشام واليمن وكذلك المغرب الجزائر وتونس وليبيا وتركيا والهند وباكستان وأفغانستان كل هؤلاء ينتسبون إلى العقيدة الاشعرية.
وقد قلنا أن الأشعرية والماتريدية عقيدة واحدة لأنه لا اختلاف بينهما في أصول العقيدة وإن كان شىء يسير بينهما من الاختلاف لكن ذلك في فروع العقيدة ليس في أصول العقيدة هذا لا يضر كما أنه لم يضر اختلاف عائشة وابن عباس في مسألة رؤية الله ليلة المعراج وسبحان الله والحمد لله رب العالمين، ثم إن العقيدة الأشعرية لمن فتح الله قلبه موافقة للعقل والنقل.
أما النقل فقوله تعالى: {ليس كمثله شىء} ينزهون الله عن الحركة والسكون وعن السكون وملازمة السكون أو ملازمة الحركة لأن هذا من صفات الخلق.
الإنسان تارة يتحرك وتارة يسكن والسموات ساكنة على الدوام، والنجوم متحركة على الدوام فالله تبارك وتعالى لو كان متحركا مرة وساكنا مرة لكان مثل البشر ومثل البهائم لأن هذه صفة البشر والبهائم.
التحرك مثل السماء والسماء مخلوقة. الله لا يجوز أن يتصف بصفة أي شىء من مخلوقاته كذلك لا يوصف الله تبارك وتعالى بأنه متصل بالعالم أو منفصل عنه لأن الاتصال من صفات الخلق والانفصال من صفات الخلق البشر والنبات متصلون بالأرض منفصلون عن السماء.
فلو كان الله تعالى متصلا بالعالم لكان له أمثال ولو كان منفصلا عن العالم بالمسافة لكان له أمثال أيضا لأن السماء منفصلة عن الكرسي والكرسي منفصل عما فوقه وهو العرش وهذه الأرض التي تحملنا منفصلة عن التي تحتها كذلك تلك منفصلة عن التي تحتها إلى السبعة إلى الأرض السابعة كل واحدة منفصلة عن الأخرى والاتصال والانفصال من صفات الخلق. والله تعالى لا يجوز أن يكون متصفا بشىء من صفات الخلق.
هذا هو تحقيق معنى قول الله تعالى: {ليس كمثله شىء} لأنه نفى أن يماثله ويشبهه شىء ما قال الله تعالى ليس كمثل البشر ولا قال ليس كمثل الملائكة ولا قال ليس كمثل النوق ولا قال أنه ليس كمثل الظلام ولا قال أنه ليس كمثل الريح والهواء بل أطلق وعمم بقوله ليس كمثله شىء.
من قواعد اللغة العربية أنه إذا دخلت النكرة في سياق النفي تكون للعموم والإطلاق في حيز النفي.
النفي هو “ليس” وهناك أدلة كثيرة عند أهل السنة يفهمها من شاء الله تعالى أن يكون له فهم الصحيح.
أما الذين يقيسون الخالق على الخلق هم الذين يجعلون لله جهة وحيزا ومكانا.
على زعمهم أنه لا يصح الوجود لشىء ما إلا أن يكون في جهة ومكان هذا قياس فاسد.
هذا قياس للخالق على المخلوق هذا ضلال مبين في المخلوقات ما لا نستطيع تصوره في عقولنا مع ذلك يجب علينا أن نؤمن به والله تبارك وتعالى قال: {وجعل الظلمات والنور} المعنى أن الظلام والنور لم يكونا في الأول وبعد أن خلق الماء والعرش اللذين هما أول ما خلق الله أول مخلوقات الله ما كان نور ولا ظلام والعقل لا يتصور ذلك الوقت لا يتصور العقل لم يكن فيه نور ولا ظلام لا يمكن هل يتصور وقتا ليس فيه أحدهما مع وجود الآخر لا يتصور ولكن واجب عليهم أن يؤمنوا به لأن الله تعالى أثبته في القرءان الكريم {وجعل الظلمات والنور}.
فمن هنا علمنا أنه ليس كل ما هو موجود يمكن تصوره في القلب والله تبارك وتعالى أولى بأن لا يمكن تصوره في القلب وإذا كان الوقت الذي لم يمكن فيه نور ولا ظلام يجب أن نؤمن بوجوده فيما مضى مع أننا لا تستطيع أن نتصور ذلك في عقولنا فبالأولى أن يجب علينا الإيمان بالله من غير أن يكون متصل بالعالم عنه ولا متحركا ولا ساكنا فاليوم عقيدة أهل السنة هي أهم أعمال الإنسان أهم وأحب الأعمال عند الله إنما هي أساس التوحيد ليس التوحيد إنكار التوسل بالأنبياء والأولياء والتبرك بزيارة قبورهم هذا لا ينافي التوحيد كما تزعم الوهابية الوهابية تزعم أن زيارة القبور قبور الأنبياء والأولياء للتبرك أي لنيل البركة من الله بزيارة قبورهم والدعاة عندهم على زعمهم هذا ينافي التوحيد فلذلك يكفرون من يذهب إلى قبر النبي أو الولي للتبرك هذا ضد ما كان عليه المسلمون عن أيام الصحابة إلى وقتنا هذا.
هذا أبو أيوب الأنصاري الذي هو أحد مشاهير الصحابة الذي نزل الرسول ضيفا في منزله لما هاجر من مكة إلى المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ووضع وجهة عليه للتبرك ما أحد أنكر عليه من الصحابة.
وأوصيكم أن تثبتوا على الدعوة على عقيدة أهل السنة والجماعة وأن تبذلوا جهدكم في ذلك لأن الدنيا كما قال بعض الحكماء في الدين الدنيا أنها ساعة فاجعلها طاعة الإنسان لا يدري متى يفارق هذه الدنيا ثم لا يتبعه ماله ولا أهله إلى القبر إنما يتبعه عمله؛ عمله في القبر إن كان حسنا عملا صالحا يصوره الله تعالى بصورة رجل جميل الشكل حسن الثياب حسن الرائحة ليؤنس هذا الرجل في قبره يطهر عمله أما ماله إن كان قليلا وإن كثيرا فصار لغيره ذهب لغيره.
فالعاقل هو الذي يسعى لتأييد ما فرض الله عليه ومن أهم ما فرض الله على العباد تأييد عقيدة أهل السنة الت
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website