قول محمد رجب ديب الله له شريك!
لا يخفى على أيّ مسلم أن الله تعالى لا شريك له ولا إلهَ غيره، فلو سئل أي مسلم عن قوله لا إله إلا الله لقال هو صواب، وهذا مما لا يشك فيه أحد من المؤمنين وهو أساس العقيدة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن محمد رجب ديب على مسمع من الشهود وسُجِّل كلامُهُ في الشرط في المدينة المنورة في موسم الحج سنة 1979ر. قال: كم إله في بالكون يا مسلمين؟ فأجابه شخص بقوله: واحد. فقال محمد رجب: كم إله في بالكون؟ واحد؟ أخطأتم، إلهين في، إلهين، يا أنا بطلع عالصواب يا إنتو عالصواب، إلهين، وقد ذكر القرءان إلهًا، الإله المعبود الواحد هو الله، والإله الذي يشارك، قال الله تعالى:{أرءيت من اتخذَ إلههُ هواه} [سورة الفرقان/43] في إله، انو إله ثاني؟ ثم قال: الهوى.” انتهى كلامه.
والمجلس الذي قال فيه هذا القول كان فيه جماعته وغير جماعته في مسجد المدينة المنورة. ثم لما أنكر عليه قوله هذا زاد بعض جماعته تعصبًا له فقال: يوجد ستّون ألف إله، وءاخر من ءال البدوي قال: بل مليونين إله.
وقد قال أحد المتعصبين له مدافعًا عن كفر شيخه لما ذكرت له هذه الكفرية في مسجد البسطة التحتا فقال “القرءان أثبت عدة ءالهة”، والياذ بالله من الشرك. فقيل له: القرءان يخبرنا أن الكفار قالوا بوجود عدة ءالهة والآية {واتخذوا من دون اللهِ ءالهةً} [سورة يس/74] فسكت.
الرد:
كان يكفي رادعًا لرجب ديب عن مقالته هذه قول الله تعالى :{وما من إلهٍ إلا إلهٌ واحد} [سورة المائدة/73] وقوله تعالى:{الله لا إلهَ إلا هو} [سورة البقرة/255] بل كان يكفيهِ الكلمة التي يعرفها المسلمون جميعًا صغارًا أو كبارًا وهي الشهادة الأولى “لا إله إلا الله“، لكن ما العمل ورجب ديب يعتقد أن كلمة الشهادة الأولى خطأ ويقول بكل وقاحة للناس ذكروها له “أخطأتم”!!! ولا شكّ أن من يدّعي وجود إله غير الله فهو كافر ومن يدّعي أن شهادة لا إله إلا الله خطأ فهو كافر لا يختلف في ذلك مسلمان. بل استمع رعاك الله إلى محمد رجب ديب وفي نفس الشريط يحاور شخصًا فيقول لو سألنا واحدًا منكم ما معنى لا إله إلا الله فيجيبه أحد الحضور معناهُ أنه لا يوجد إله غير الله فيقول رجب وبالفم الملآن أليس عندكم غير هذا؟! هذا ليس معنى لا إله إلا الله اهـ.
استمع إلى قوله هذا وقل لي ألا تشتعل غضبًا لله تعالى من استهزاء هذا الرجل بالدين واستخفافه حتى بكلمة التوحيد؟!
ثم إنّ “الإله” معناهُ المعبود بحق وهو الله ثم استعاره المشركون فأطلقوه ظلمًا على ما يعبدونه من دون الله (كما ذكره الفيوميّ في المصباح المنير وهو قاموس قديم مشهور مطبوع) فضارعهم محمد رجب ديب وتبع الكفار لا المسلمين، وأطلق لفظ الإله على غير الله فالله حسيبه.
ولفظ الإله خاصٌ بالله تعالى وقد عدَّهُ الإمام الأصوليّ الكبير عبد القاهر التميميّ من أسماء الله الحسنى وذلك في كتابه “الأسماء والصفات” فلا يجوز أن يطلق هذا اللفظ على ما يتعلق به قلب الإنسان من سيارة أو بيت أو امرأة أو نحو ذلك كما فعل محمد رجب ديب، وأما قول الله تعالى:{أرءيت من اتخذَ إلههُ هواه} [سورة الفرقان/43] فقد فسره تَرجمان القرءان عبد الله بن عباس بأن الرجل من المشركين كان يعبد حجرًا ثم يلقى حجرًا أحسن منه فيُلقيه ويأخذ هذا فيعبدهُ فأنزل الله هذه الآية {أرءيت من اتخذَ إلههُ هواه} [سورة الفرقان/43] الآية نزلت في هؤلاء أي اعجب يا محمد من هؤلاء المشركين الذين من سخافة عقولهم يعبدون حجرًا يستحلونه ثم يجدون غيره يستحلونه فيتركون هذا ويعبدون الجديد، فالله سفههم وأخبر نبيه عليه السلام في هذه الآية بأنّ هؤلاء سفهاء. هذا معنى الآية وليس معناها أنّ كلّ ما يحبه الإنسان أو يتعلق به فهو إله، ولعنةُ الله على من يحرّف هذه الآية أو غيرها من ءايات كتاب الله. ولو كان كل ما يتعلق به قلب الإنسان إلهًا لَمَا صحت كلمة لا إله إلا الله.
ولذلك لما خاطب سيدنا موسى عليه السلام موسى السامريّ الذي صنع العجل مهددًا له ومهينًا قال فيما أخبر به ربنا تعالى في القرءان {وانظر إلى إلهكَ الذي ظلت عليه عاكفًا} [سورة طه/97] فأضاف كلمة إله إلى كاف الخطاب وقال “إلهك” أي الذي ادعيتَ أنتَ أنه إله ولم يقل له “وانظر إلى الإله” لأنه لا يجوز إطلاق لفظ “إله” من غير تقييد بالإضافة على غير الله عز وجلَّ.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website