يقول رجب ديب إذا لم تطع أوامر شيخك أو من يوكله شيخك فأنت كافر!!!
من المعلوم أن المسلم قد لا يطيع ربّه في أمر من الأمور فيفطر يومًا في رمضان بغير عذر أو يكذب أو يغتاب أو يسرق أو يغش فيكون بذلك عاصيًا لكن لا يصير كافرًا بمجرد ذلك. وقد يعصي الشخص أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فعل أغلب الرماة في معركة أحد فيستحق اللوم لكنه لا يصير كافرًا بذلك. وأما محمد رجب ديب فيقول في شريط بتاريخ 14/1/78: إن الذي لا يطيع أوامر الشيخ ولو واحدًا في المائة منها هذا لا صلة له بالشرع ولا بالإسلام اهـ.
الرد:
يجعله بهذا كافرًا زنديقًا فهو ـ أي محمد رجب ديب ـ قد زاد شرطًا في أركان الإسلام الخمسة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “الإسلام أن تشهد أن لا إلهَ إلا الله وأن محمدًا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلاً” اهـ.
وزاد على أركان الإيمان الستة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره” اهـ. فها هو محمد رجب ديب قد زاد ركنًا في الدين وكأنه يقول الرسول نقصهُ شىء وها أنا أذكره، ومن زعم ذلك فهو كافر بلا شك.
زد على ذلك أن الشيخ ولو كان وليًا من الأولياء ليس هو معصومًا من الزلل والخطأ فقد يأمر مريده بشىء ويكون الصواب بخلافه، لذلك قال سيد الأولياء في زمانه سيدنا أحمد الرفاعيّ رضي الله عنه: “سَلم للقوم أحوالهم ما لم يخالفوا الشريعة فإذا خالفوا الشريعة فكن مع الشرع” اهـ. وقال السيد الإمام الهُمام عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه: “إذا علِمت من الشيخ خطأ فنَبهه فإن تركه فذاك الأمر وإلا فاتركه واتبع الشرع” اهـ. ذكره في كتابه أدب المريد. بل قد نصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على عكس قول محمد رجب ديب وتوجيهه فإنه عليه الصلاة والسلام قال:”ما منكم من أحد إلا يؤخذ من قوله ويترك غيرَ رسول الله” اهـ. رواه الطبرانيّ في الأوسط وحسّنه الحافظ العراقيّ.
فكيف بعد هذا يجرؤ محمد رجب ديب على اتهام من يخالف قول شيخه ولو أدنى مخالفة بالكفر وبانقطاع صلته بالشرع وبالإسلام؟! كيف وقد خالفت امرأةٌ سيدنا عمرَ أمر به يومًا وهو رأس أولياء هذه الأمة في الكشف وكان وقتها أمير المؤمنين فأمر بعدم الزيادة في المهور على حدّ معين،فقالت له ليس لك ذلك يا أمير المؤمنين ثم بيّنت دليلها في مخالفتها له فلم ينتفض عمر لما سمع ذلك ولم يتهمها بكفر ولا مروق ولا فسق ولا قلة أدب وإنما صعد المنبر فقال:”أخطأ عمر وأصابت امرأة” اهـ. رواه سعيد بن منصور في سننه. أم يعتبر محمد رجب ديب نفسه أعلى مقامًا من سيدنا عمر؟ والواقع كذلك إذ قال نحن أنبياء مصغرون.
واستمع إليه يؤكد هذا المعنى لتلاميذه فيقول :”إذا جعلت أميرًا عليكم في موضوع من الواضيع فهذا يطاع كما يطاع الشيخ اهـ. ثم قال: إذا أمر الشيخ فلم يُطع ونبّه فلم ينتبه الإنسان فهذا لا صلة له ولا رباط له بالمعلم حتى ولا بالشرع ولا بالدين اهـ.
الرد:
معلوم أن القاعدة التي اتفق عليها أهل السنة أهل الحق أن المؤمن لا يكفّر بذنب ما لم يستحله، وكلام هذا الرجل مخالف لذلك إذ هو يكفره من غير ذنب حتى!! وكفاه هذا تحريفا للدين. فمحمد رجب ديب جعل الميزان طاعته فمن أطاعه فهو مسلم ومن خالفه فهو غير مسلم. وكذلك من خالف أميره الذي يؤمره على جماعته فهو غير مسلم ومعنى هذا الكلام أن من أطاعه فهو المسلم ومن لم يطعه فهو كافر، وهذا في معنى دعوى النبوة. فهو من حيث المعنى صريح لكن أتى هو بعبارة لا يراها بعض الناس صريحة في هذا المعنى. وهذا في معنى دعوى النبوة كما لا يخفى، لكن إنما يريد رجب ديب أتباعًا عبيدًا يطيعونهُ طاعة عمياء!!! أليس هو القائل: إذا قال لك الشيخ عن اللبن أسود فقل أسود اهـ، فهل بعد هذا من بيان؟!!
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website