ثم هو يضرب على نفس الوتر ثانيًا فيقول في شريط له مسجل بتاريخ 1/11/1981 إن الهجرة تعتبر في الإسلام ركنًا من أركانه. انتهى.
الرد:
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”لا هجرة بعد الفتح” رواه البخاري.
ثم يفسر رجب ديب الهجرة فيقول: تهاجر من الفقر الذي جعله الإسلام أخًا للكفر فقال كاد الفقر أن يكون كفرًا ووصف المؤمنين بالذين هم للزكاة فاعلون باذلون لا ءاخذون، وصف المؤمنين بالأغنياء لأن الذي يؤدي الزكاة في الإسلام لا يسمى فقيرًا ولا مسكينًا إنما اسمه غنيّ، وجعل الغِنى الذي هو الزكاة ركنًا من أركان الإسلام!!! انتهى.
الرد:
هنا أسفر رجب ديب عن عقيدته من غير مواربة فهو يذمّ الفقر ذمًّا شديدًا صريحًا ويعتبرُه كفرًا ويزعم أن الفقراء الذين يأخذون الزكاة غير مؤمنين لأن الغنى عنده ركن الإسلام وأساسه!! بل هو يقول صراحة في عبارة أخرى له: “محبة الله لا تكون من دون مال”. وقد اشتهر عنه قوله: التُّقى بالغِنى التُّقى بالغنى. وكان يقول لهم: أتقاكم أغناكم.
الرد:
من كفّر مسلمًا واحدًا بغير تأويل فقد كفَر فكيفَ بالذي يكفّر أغلب الأنبياء والأولياء بل وأغلب الأمة المحمدية، إذ أنّه من المعلوم أن أكثر الأنبياء والأولياء فقراء. وابتلاء الله تعالى لأيوب عليه السلام بالفقر مع المرض معلوم رواهُ ابن حبان وغيره. وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :”دخلتُ الجنَّةَ فرأيتُ أكثرَ أهلها الفقراء”، صحيح ثابت رواه النسائي وغيره. فعلى زعم محمد رجب ديب أكثر أهل الجنة هم من الكفار. وقد مدح الله تعالى فقراء المهاجرين الصابرين الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ومدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :”يدخُلُ فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام” رواه الترمذيّ وابن حبان وغيرهما. بل عقد البخاري رحمه الله بابًا في كتابه الصحيح سماه باب فضل الفقر. ليس هذا فقط بل نص الله تبارك وتعالى في القرءانِ على أن سيدنا محمَّدًا عليه السلام كان فقيرًا ثم أعطاهُ الله كفايتَه فقال عز وجل :{ووَجَدكَ عائلاً فأغنى} (سورة الضحى/8) فعلى زعم محمد رجب ديب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كافرًا والعياذ بالله.
وقد روى الترمذيّ وغيرُه أن رجلاً قال: يا رسول الله: إنّي أحبّك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”فأعِدَّ للفقْرِ تجفافًا، فإنّ الفقرَ إلى مَن يُحبّني أسرع من السَّيلِ إلى منتهاهُ” وهو حديثٌ صحيحٌ ثابتٌ. فهل يقول محمد رجب ديب إنّ محبةَ الرسول تقرّب من الكفر؟! نعوذُ باللهِ من سوءِ الحال.
وقد صحّ أنّ أويسًا القرنيّ (استشهد في صفين وكان من جيش علي وقبره يزار في الرقة في سوريا) كان من أفقرِ خلق الله وقد مدحَه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :”إنَّ خيرََ التابعينَ رجل يقال لهُ أويس بن عامر من قرَن ثمَّ مِن مراد” روى هذا الحديث مسلم وأبو نُعيم في الحلية. فهذا الرجلُ يكذّبُ الدينَ ويقلب الحقائقَ ليتخذ مريديه مطايا ينال بها الدنيا ويصل إلى أموالهم، وهو يصرح بذلكَ ويلمّح فتارة يقول لهم:”المحبة من غير إنفاق نفاق”، وتارة يقول :”الشيخ كالبقرة إن لم تطعمها لا تعطيك الحليب فكيف شيخكم الذي يعلمكم أمور دينكم، عليكم أن تدفعوا له وتضعوا له المال في ظرف وتقولوا له نحن مقصّرون في حقّك” وذلك في شريط له بتاريخ 9/2/1979. فهو يريدهم أن يجتهدوا في جمع الأموال ليقدموها له ليعيش عيشة الملوك.
وقد حصل مراده فبعد أن كان من أشدّ الناسِ فقرًا صار من أكثرِ الناس مالاً في بلادِه ولم يدرِ أن هذا المال سيعودُ عليهِ وبالاً يوم القيامةِ حيث إنّه أخذه من الناس بغير حقّ موهِمًا إياهم أنه سينجيهم في الآخرةِ وأنّه وليّ بل أعلى الأولياء درجة فهو داخل تحت حديث البخاري :”إنَّ رجالاً يتخوّضون في مال اللهِ بغيرِ حقّ فلهمُ النار يوم القيامة“.
ثم هو لا يكتفي بما قال بل يجعل المال هو علة الدرس والباعث عليه فيقول وفي نفس الشريط السابق: إذا اجتمع عشرون أو ثلاثون من المصلين ودفع كل واحد منهم خمسة فاجتمع مائة ورقة من العملة فوضعوها في ظرف وجاءوا إلى عند الشيخ بكل تقدير واحترام وقالوا له يا مولانا نحن مقصّرون في واجبنا في ديننا فلا تؤاخذنا وهذه هدية منا فالشيخ عندما يرجع إلى البيت ويرى المائة ورقة يصير يريد أن يعمل كل يوم درسًا فإذا تكرر الأمر أسبوعين يصير يريد أن يجعل الدرس درسين” انتهى كلامه.
وهو يعيد هذا المعنى ويكرره فيقول في شريط بتاريخ 23/12/1990: لو كل إنسان منكم يتبرع بخمسة دولارات لشيخكم ثم تقولون للشيخ تفضل هذا المال وتقبل يده فيكون مجموع المال مائتين وخمسين دولارًا فيكون الشيخ مسرورًا” انتهى كلامه. وهذا عندهم يسمى “بِر الشيخ“!
الرد:
إن لم تكن هذه الشحاذة فما هي الشحاذة؟! وقد ثبتَ في الحديثِ :”ما تزال المسئلةُ (أي الشحاذة) بأحدكم حتى يأتي يوم القيامةِ وليس على وجههِ مُزعة لحم” يعني رسول الله من شحذَ بغير حاجة لأنه هو المذموم، وأما الشاحذ عن حاجة فلا يُذَمّ. فقد قال رسول الله :”للسائل حقٌّ ولو جاء على فرس” أي لأنّه قد يكون الرجل يملك فرسًا وهو فقير ليس عنده كفايته، وليس هذا من شيم الصالحين بل المعروف عن عباد الله الأكابر العملُ ليكفوا أنفسَهم وأهلَهُم فقد كان الجنيدُ إمام الصوفية له دكان يقعد فيه، وكان الرواس يبيع رؤوس الغنم، وكان سيدنا عثمان وغيره من أكابر الصحابة يعملون بالتجارة، وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتجارة،وكان سيدنا إدريس عليه السلام خيّاطًا، وسيدنا زكريا عليه السلام نجارًا، وكلّ نبيٍّ من أنبياء الله رعى الغنم وهم القدوةُ وأعلى الناسِ مقامًا ولم يقولوا كما قال رجب ديب: “لازم أن تكفوا الشيخ دنياه وهو يكفيكم دينكم”. بل المعروف عن الأكابر كثرة الإنفاق في سبيل الله اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان ينفق إنفاق من لا يخاف الفاقةَ واقتدى به أصحابُه فتصدق سيدنا أبو بكرٍ رضي الله عنه بكل ماله، وتصدق سيدنا عمر رضي الله عنه بنصف ماله، ولم يوجد عند سيدنا عليّ رضي الله عنه عندما مات إلاّ القليل من المال وكان قد ادخره لحاجة له مع أنه بلغت زكاة أمواله في وقت من الأوقات أربعين ألفًا. هذه سيرتهم.
أما محمد رجب ديب فيقول :”إن الذي ينفق كل ماله في وجوه الخير لا يسمى وليًّا ولا صالحًا وهو لم يفقه الإسلام ولا الدين إنما هو منافق من المنافقين” انتهى كلامه.
فإن مذهبه بعيد من مذاهب المؤمنين ومذهبه في المال هل من مزيد لما يأخذه من الناس ليس كسبًا منه يكسبه بحرفة أو مهنة أو نحو ذلك. فما أبعدَ هذا الرجل من سيرة الصالحين ومع هذا يوهم أصحابه أنه أفضل الأولياء.
الرد:
قد بذل سيدنا أبو بكر كل ماله لله تعالى فلما سأله رسول الله :”ماذا تركت لأهلك” قال: تركت لهم الله ورسولَه، فلم ينكر نبيّ الله عليه ذلك ولا أنكره واحد من الصحابةِ ولا من بعدهم إنما أجمعوا على استصواب فعله باستثناء محمد رجب ديب الذي يعتبر مثل ذلك نفاقًا فأجهِلْ بهِ وأخبِثْ ثم أجهِلْ به وأخبِث.
ولو كان الغنى شرط الإسلام كما قلتَ يا محمد رجب ديب فلمن تُعطى الزكاة؟ أتعطى للكفارِ بزعمِك أم لمن تُعطى؟ كيف وقد نصّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هؤلاءِ الفقراء ءاخذي الزكاة هم مسلمون مؤمنون فقال في حديث البخاري وغيره: “فأخبرهُم أن الله افترضَ عليهم صدقةً تؤخذُ من أغنيائِهم فتُعطى لفقرائِهم” انتهى.
فأنت تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدّهم من أهل الإسلامِ وأنت تكذّب الرسولَ وتخرجهم من الإسلامِ فأنت أولى بذلكَ منهم. وكيف تجرؤ على تكفير المسلمينَ عامّة لمجرّد ترك الزكاةِ والحجّ مع أنّ أكثر الناس ليس عندهم مال يزكّونه ولا مال ليحجّوا به فتدارك نفسك يا رجل بالتوبةِ قبل الموتِ وإلا فكتاب الله حجة عليك يوم القيامة وسيدنا محمد عليه السلام خصمك يوم القيامة وكلّ نبيّ وعبد لله صالح، ومن كان هؤلاء خصومه خصموه
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website