وقد ذكرنا من ضلالات هذا الرجل خمس عشرة ضلالة، روجع في بعضها ونوقش فلم يقبل ولم يتراجع فلم يبقَ إلا التحذير منه غَيرةً على الشريعة وحرصًا على الدين، ولو كان رجب ديب مدرسًا في مدرسة عصرية فصدر منه غلطة أو غلطتان أي علَّم الطلاب خلاف الصواب في مسألة أو مسألتين ثم روجع فلم يتراجع لهاج أهالي الطلاب وماجوا ولسارعت إدارة المدرسة إلى زجره أو طرده لكنّ أمر الدين عند بعض الناس فضلةٌ وإلا فكيف تفسّر هذا السكوت المريب عن هذا الرجل؟! وكيف تفسّر تواني من يشرف على التدريس الديني في بلده عن معالجة هذا الخلل الفظيع؟! ولعلّ بعض المهتمين بحفظ الشريعة لا تبلغهم أقاويل هذا الرجل. وعلى كل حال فمن أطاع الله أعزه الله ومن ابتغى العزة بغير دين الله أذله الله. وصدق القائل
إلى ديّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصومُ
وعلى الله التكلان وإليه الملجأ والمآب.
ثم إن من صدّق محمد رجب ديب فيما أتى به من الكفر فقد كفر هو نفسه لذلك فنصيحتنا أن يرجع عن ذلك فيتشهد بنية الرجوع إلى الإسلام، ومن أراد زيادة التأكد فليطالع كتاب روضة الطالبين للإمام النووي وشرح العزيز للرافعي وكتاب الفتاوى الهندية التي وسّعت التفصيل في أنواع الكلمات الكفرية والاعتقادات الكفرية. وليس لنا غرض ببيان هذه الأمور إلا أداء النصيحة التي أوجبها الله تعالى.
وأما تكفيرنا لمحمد رجب ديب بالاسم ولمن يقول بمثل مقالاته فلا غرابة فيه فقد ذكر الأئمة العلماء من أئمة السلف الشافعي والأوزاعي وأبي حنيفة ويزيد بن هارون وأبو النضر الهاشميّ وغيرهم تكفير أشخاص معيّنين، فالإمام الشافعي كفر حفصًا الفرد وكان الذي ظهر منه القول بأن القرءان مخلوق وليس لله كلام إلا كلامًا يخلقه في غيره، والإمام الأوزاعي كفّر غيلان القدري الدمشقي بعد أن ناظره بأمر الخليفة هشام بن عبد الملك وقال الإمام الأوزاعي للخليفة :”كافر وربّ الكعبة يا أمير المؤمنين” فأمر هشام بقتله فقطعت يداه ورجلاه وعلق على باب دمشق. ذكر هذا الإمام الحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخ دمشق في الصحيفة الثامنة والمائتين والتاسعة والمائتين من الجزء الثامن والأربعين.
وقال الإمام أحمد: من قال إن الله جسم لا كالأجسام فهو كافر. والإمام المجتهد الحافظ ابن المنذر قال: وقال شبابة وأبو النضر هاشم بن القاسم إن المريسيّ كافر جاحد يُستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه. ذكره في كتاب الأوسط ص 615 وقال أبو حنيفة في جهم: كافر أخرجوه، ذكر ذلك كمال الدين البياضي في شرح رسائل الإمام أبي حنيفة. وقال يزيد بن هارون: جَهم كافر قتله سَلْمُ بن أحوز وهؤلاء الثلاثة المذكورون كفرهم هؤلاء الأئمة لأمر هو أخف مما قاله محمد رجب ديب. وكان الأوزاعي ناظر غيلان في قوله:”ما يفعل العباد من الكفر والمعاصي ليس بقضاء الله وقدره”، لهذا القول كفَّره.
وأما محمد رجب ديب فعنده أنواع من الكفر ليس نوعًا واحدًا يكفي تكفيره للفقير وتكفيره لمن ينادي امرأته باسمها وتكفيره الزوجة تنادي زوجها باسمه وتفضيله طريقتهم على الصلوات الخمس وقوله: ليس المهم أن تتعلم المهم أن يكون لك شيخ، وقد أجمع العقلاء من المسلمين وغيرهم أن التعلم فضيلة. وغير هذا مما سبق ذكره فهو أولى بالتكفير من غيلان الذي أفتى الإمام الأوزاعي بقتله على الردة، وكان غيلان من موالي سيدنا عثمان وكان يقصّ بالمدينة المنورة أي يعظ.
وهذا المريسيّ كان درس العلم على أبي يوسف القاضي وغيره لكن لما انحرف فقال بما هو ضد عقيدة الإسلام كفّره هذان الإمامان المذكوران وغيرُهما، والإمام أحمد رضي الله عنه كفّر من يقول “المعاصي ليست بمشيئة الله وليست بقضائه وقدره“.
وكل هؤلاء الذين ذكروا كانوا من أهل القبلة يصلّون صلاة المسلمين وكانوا حفّاظ القرءان لكن لما ظهرت منهم هذه الأقوال الفاسدة كفّرهم علماء عصرهم المذكورون، فقد وضح بما ذكر هنا أن تكفير من كَفَر شأن العلماء المجتهدين وغيرهم فمن العجب العجاب من لا يكفرون من ثبت عليه ما يقتضي التكفير، ثم بعض هؤلاء يقولون إذا ظهر من شخص لفظ صريح في الكفر يُؤول وهؤلاء يجرّؤون السفهاء على الكفر، فأين هو وأمثاله من أهل العلم يتزيون بزي أهل العلم وهم ضد أهل العلم، وهل يظنون بأنفسهم بأنهم أورع من الإمام الأوزاعي فليحاسب هؤلاء أنفسهم وليرجعوا إلى الصواب وليلتزموا الجادة التي سلكها السلف والخلف من تكفير من ثبت منه ما يقتضي التكفير، وليتركوا التأويل البعيد فالتأويل البعيد مردود كما نقل إمام الحرمين عن الأصوليين أنهم قالوا: من نطق بكلمة الردة وزعم أنه أضمر تورية كفّر ظاهرًا وباطنًا، يعني إذا كانت التورية لا يحتملها اللفظ، لأن التورية القريبة التي يحتملها اللفظ فهي من التأويل المعتبر
أما اللفظ الذي يحتمل معنيين فأكثر وكان بعض معانيه كفرًا وبعضه لا يقتضي التكفير فهذا لا يحكم على قائله بالكفر إلا أن يُعرف منه أنه أراد بهذا اللفظ المعنى الذي هو كفر وذلك كقول القائل: هذا خير من الله، لأن هذه الكلمة لها معنيان: أحدهما: خير أي نعمة من الله والآخر: خير أي أفضل من الله فقائل مثل هذه الكلمة لا يكفر حتى يعرف أي المعنيين أراد، فإن قال: أردت المعنى الذي يقتضي الكفر كفّر وإلا فلا، وقد نقل عن الإمام محمد بن الحسن أنه قال فيمن قال: لا أصلي أنه إن أراد لا أصلي لقولك لا يكفر، وكذلك إن أراد أني لا أصلي كسلاً لا يكفر، وإن أراد لأن الصلاة لا تجب عليه كفر، وهذه المسألة ذكرت في الفتاوى الهندية، التي أُلفت بأمر ملك الهند نظام المُلك، ألفها جمع من العلماء الحنفيين فليسلك من أراد الاعتدال مسلكَ هؤلاء الأئمة ولا يشذ كما شذ شاذون ونسأل الله السلامة.
وبالله التوفيق والله سبحانه وتعالى أعلم.
قد ذكرنا لك يا من نوّر الله قلبك بالإيمان ورزقك حظًا من الفهمِ خمس عشرة كفرية من كفريات رجب ديب موجودة في شرطه بصوته أو مسموعة بواسطة شهود أحياء وما ذكرناهُ ليس إلا غيضًا من فيض شذوذاته.
فالرجل جاهلٌ مدع قليل الأدب مع الله قليل الأدب مع رسول الله وقليل الأدب مع أحبار الأمة ولذلك فإن الكفرَ يتتابع صدوره منه بعد الكفرِ، والضلالة بعد الضلالة، ولو أردنا أن نحصي كل ما تكلم به مما يخالف الشريعة أو يعارض الدين لاحتجنا إلى مجلدات لكن فيما ذكرنا كفاية للعاقل. على أننا نزيدك على ما تقدم ذكر أمورٍ أخرى باختصار لتكون على بينة أكبر بحاله وحال أتباعه وذلك حتى يزداد في قلبك الرحمةُ للمسلمين والخوفُ عليهم من هذا الرجل وأمثاله وأتباعه فتسرعَ في تحصين أهل بيتك وجيرانك ومعارفك وأصدقائك وعشيرتك ولتبذلَ ما استطعت لحمايتهم وغيرهم من المسلمين من هذا الضلال محذرًا من المنكر وأهله سادًا عليهم السبل ما استطعتَ حتى تكون ممن يحفظ الله بهم هذه الشريعة بيضاء نقية، فإن أقوال هذا الرجل صريحة في الضلال لا تحتمل تأويلاً ولا تقبل تفسيرًا تُصرفُ به عن معانيها، وإيّاك أن تصغي لمن يقول لك إن الرجل عالم فإن العلم ليس جبة تُلبسُ وعمامة يغطَّى الرأس بها.واعلموا رحمكم الله وبعد كل هذا البيان أن من كان بمثل هذا الفساد الكبير والضلال المبين والكفر الصريح يجب على المستطيع التحذير منه ومن أتباعه كما سبق لك وذلك عملاً بالقرءان والحديث وإجماع العلماء فيجب على من استطاع أن يحذر من محمد رجب ديب وأتباعه وتحذير الناس من دروسه ومن دروس أتباعه، فاحذروهم.
ولا تغتروا بلبس هؤلاء العمائم تغريرًا للناس فإن هذه الملابس لا تقدسهم إنما استعملوها لغشّ الناس والتمويه عليهم إذ ليس فيهم عالِم قط كيف وشيخهم ومرشدهم إمام من أئمة الكفر والضلال كما ظهر لك.
واحذروا من مجلتهم الأحباب
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website