الرد على حزب التحرير (الفرقة الضالة التحريرية)

الرد على حزب التحرير (الفرقة الضالة التحريرية)

الحمد لله الذي قيض لهذا الدين كل جهبذ نحرير ذواد عن حياضه بالتحبير والتحرير، مبدد غياهب الشبه بلألاء الحجج وضاءة لأعشى وضرير حتى ترتعد فرائص أهل التوى ومن نكص والتوى اذا كان لمهنده ويراعته صليل وصرير أو جرى على لسانه الحق مستدلا وهو بمحضه جدير فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وهوعلى كل شيء قدير.
ثم الصلاة والسلام على من له البلاغة والتبليغ أحمد المظلل بالغمام النبي الأمي امام كل امام وعلى آله وصحبه بدور التمام ما لاحت غزالة وفاحت كمام وطاب بعد نعيب البوم تهدال حمام.
أما بعد، فقد ظهر في هذا العصر أناس من المبتدعة يروجون الاكاذيب الملفقة ويحرفون ما جاء في السنة المطهرة ظنوا بأنفسهم أن لهم نصيبا في علم التوحيد والفقه واللغة وليسوا كما ظنوا، وهؤلاء يمكن وصفهم بايجاز فنقول: هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا تعرف منهم وتنكر دعاة على أبواب جهنم من استجاب لهم قذفوه فيها.
فتراهم يحللون الحرام ويكذبون على الله ورسوله ويحرفون شرع الله تعالى.
لذلك وجب التحذير من أمثال هؤلاء.
ولنا قدوة في شيخنا المجاهد عبد الله العبدري غفر الله له، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر امتثالا لأمر الله تعالى.
قال الله تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)
فجزاهم الله خيرا وأدخلنا واياه فسيح جناته آمين.
فهو الذي بين لنا الحكم الشرعي فيما يتعلق بالتحذير ممن يغشون المسلمين في أمور دينهم بأنه واجب ولا يعد هذا من الغيبة المحرمة، بل الأمر كما قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه الأذكار في باب:ما يباح من الغيبة ما نصه:
ومنها اذا رأيت متفقها يتردد الى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم خفت أن يتضرر المتفقه بذلك، فعليك ببيان حاله، ويشترط أن يقصد النصيحة.ا.ه
فأحببت نصح المسلمين والتحذير من هؤلاء المبتدعة الذين يسمون أنفسهم بحزب التحرير. فهذه رسالة عنوانها: تحذير ذوي العقول المنيرة من مقالات حزب التحرير المكفره فيها بيان حال هذا الحزب من الانحراف والشذوذ حتى لا يغتر به الناس. فأقول وبالله التوفيق أن حزب التحرير تأسس سنة 1372ه.
ومؤسسه هو تقي الدين النبهاني ففي صحيفة33 من كتاب حزب التحرير وهو من منشوراتهم ما نصه: أما المرحلة الأولى فقد ابتدأ فيها الحزب في القدس عام1372ه-1953 ر على يد مؤسسه القاضي في محكمة الاستئناف في القدس تقي الدين النبهاني ا.ه
ولمعرفة حزب التحرير عن كثب نقرأ عليكم ما جاء في صحيفة 5 من المصدر السابق ما نصه:
حزب التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الاسلام. فالسياسة عمله والاسلام مبدؤه ا.ه
وقالوا أيضا في نفس الصحيفة: وحزب التحرير هو تكتل سياسي وليس تكتلا روحيا ولا تكتلا تعليميا ولا تكتلا خيريا،
والفكرة الاسلامية هي الروح لجسمه وهي نواته وسر حياته ا.ه بحروفه
وقالوا في صحيفة25 من المصدر السابق: فعمل الحزب كله عمل سياسي سواء كان خارج الحكم أم كان في الحكم وليس عمله تعليميا فهو ليس مدرسة كما أن عمله ليس وعظا وارشادا بل عمله سياسي تعطى فيه أفكار الاسلام
وأحكامه ليعمل بها ولتحمل لايجادها من واقع الحياة والدولة ا.ه
من هنا ندرك الجهل العميق الذي يحيط بهذا الحزب فهو لا يحث اتباعه على طلب العلم الشرعي من أهل العلم والمعرفة كما فعل علماء المسلمين وأولوا الأمر.
فهذا السلطان عبد الحميد خان الثاني رحمه الله تعالى يقول عنه الشيخ عبد الباسط الفاخوري رحمه الله في كتابه تحفة الأنام مختصر تاريخ الاسلام ما نصه:
ففتح المكاتب على اختلافها من ابتدائية ومتوسطة وعالية حتى أصبحت المدارس في عصره الحميدي لا تخلو منها القرى والدساكر فضلا عن المدن والعواصم، وأصبحت الأطفال (ذكورا واناثا) يناهزون الكهول والشيوخ في العلم والعرفان بل ربما تجد المراهق أو اليافع في هذا العصر الحميدي على جانب من العلم واللغات قلما يحلم به كهل أو هرم في الأعصر الغابرة، ولم نزل نرى أوامره العالية وارادته السنية تتربى في كل حين بتربية النشئ تربية عثمانية اسلامية.
انما همه الوحيد أن تكون بتربيتهم الدينية ممزوجة بالصبغة العثمانية خالصة من سائر الشوائب الغريبة شأن كل دولة تحافظ على مبادئ رعاياها وصيانتها من عبث الدخلاء ا.ه
من هنا ندرك الفرق الشاسع بين من يعمل على تحصين المسلمين بالعلوم الشرعية خوفا عليهم من عبث الدخلاء وبين من يزرع في نفوس أتباعه الفسق والفجور ويعمل على نشر الأخلاق الفاسدة والرذائل فيما بينهم.
ومما يثبت ما قلناه عنهم قولهم في صحيفة 35 من كتاب النظام الاجتماعي في الاسلام وهو من منشوراتهم ما نصه: فانه يجوز للرجل أن يصافح المرأة وللمرأة أن تصافح الرجل دون حائل بينهما ا.ه بحروفه
بل ذهبوا الى أكثر من هذا فقد قالوا في نشرة جواب وسؤال تاريخ 8 محرم1390ه:
ومن قبّل قادما من سفر رجلا كان أو امرأة أو صافح آخر رجلا كان أو امرأة ولم يقم بهذا العمل من أجل الوصول الى الزنى أو اللواط فإن هذا التقبيل ليس حراما ولذلك كانا حلالين لا شيء فيهما.ا.ه
وقالوا أيضا في نشرة جواب وسؤال تاريخ24 ربيع الأول سنة 1390ه ما نصه:
ما حكم القبلة بشهوة مع الدليل؟ وقد فهم من مجموع الأجوبة المذكورة أن القبلة بشهوة مباحة وليست حراما…لذلك نصارح الناس بأن التقبيل من حيث هو تقبيل ليس بحرام لأنّه مباح لدخوله تحت عمومات الأدلة المبيحة لأفعال الانسان العادية فالمشي والمص وتحريك الأنف والتقبيل وزم الشفتين الى غير ذلك من الأفعال التي تدخل تحت عمومات الأدلة…فالصورة العادية ليست حراما بل هي من المباحات ولكن الدولة تمنع تداولها… وتقبيل رجل لامرأة في الشارع سواء كان بشهوة أم بغير شهوة فانّ الدولة تمنعه في الحياة العامة…ا.ه
من هنا ندرك خطورة هذا الحزب الذي لم يؤسس ولم ينشأ الا للتحريف في شرع الله ودعوة المسلمين الى الفسق والفجور والعياذ بالله.
ومن شدة تمسكهم بهذه المقالة الفاسدة,لعل الواحد منهم اذا سمع مسألة في الصلاة أو الاستنجاء أو الحيض لقال هذه دليل على جواز مصافحة المرأة الاجنبية بلا حائل,ولقد أحسن من قال:
وانّ أخا جهل به الزيغ كامن أضر على الاسلام من ألف كافر
ومما يدل على جهلهم بمواقع الاجماع تخوينهم لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قولهم في صحيفة 67 من كتاب نظام الاسلام ما نصه: ومن ذلك أنّ أبا بكر تبنى ايقاع الطلاق الثلاث واحدة…
ولما جاء عمر تبنى رأيه في هاتين الحادثتين خلاف رأي أبي بكر فالزم وقوع الطلاق الثلاث ثلاثا ا.ه.
ومن جملة تحريفهم للكلم عن مواضعه قولهم في صحيفة4 من كتاب الخلافة ما نصه:
فالنبي صلى الله عليه وسلم فرض على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة ووصف من يموت وليس في عنقه بيعة بأنّه مات ميتة جاهلية ا.ه.
وقالوا في صحيفة 9 من نفس الكتاب ما نصه: والقعود عن اقامة خليفة للمسلمين معصية من أكبر المعاصي,الى أن قالوا:فالمسلمون آثمون اثما كبيرا في قعودهم عن اقامة خليفة للمسلمين.
فان اجمعوا على هذا القعود كان الاثم على كل فرد منهم في جميع أقطار المعمورة ا.ه
فعلى زعم هؤلاء لا يوجد الآن على وجه الأرض مسلم سالم من المعصية الكبيرة وهذا يلزم منهم نفي العدالة عن كل مسلم في جميع أقطار المعمورة.
ومن ضلالاتهم أنهم تعرضوا للأنبياء بسخف من الكلام، فهؤلاء المفتونون جوّزوا على الأنبياء ما يجوز على سائر البشر من الوقوع في المعاصي الكبيرة والخيانة والرذالة وما شابه ذلك قبل النبوة.
فقد قالوا في الجزء الأول من كتاب الشخصية الاسلامية وهو من منشوراتهم في صحيفة 120 من القسم الأول ما نصه:الا أن هذه العصمة للأنبياء والرسل انما تكون بعد أن يصبح نبيا أو رسولا بالوحي اليه، أما قبل النبوة والرسالة فانه يجوز عليهم ما يجوز على سائر البشر، لأن العصمة هي للنبوة والرسالة ا.ه بحروفه
ومثل هذا الحزب يقال عنه كما قيل:
ابتليت بقوم كالصخر عقولهم****أراذل قوم في ثياب أكابر
لو شاء ربي لخصهم بثلاثة****قرون واذناب وشق حوافر
ومن أبشع كفرياتهم قولهم ان ما يفعله الانسان قصدا ليس بقضاء الله انما الذي يكون بقضاء الله ما يفعله بلا قصد. ففي صحيفة 71 من الجزء الأول من كتاب الشخصية الاسلامية قالوا ما نصه:
وهذه الأفعال لادخل لها بالقضاء ولا دخل للقضاء بها لأن الانسان هو الذي قام بارادته واختياره وعلى ذلك فان الأفعال الاختيارية لا تدخل تحت القضاء ا.ه بحروفه.
نسأل الله الثبات على الحق.
وقالوا أيضا في صحيفة 74 من نفس المصدر السابق ما نصه:
فتعليق المثوبة أو العقوبة بالهدى والضلال يدل على أن الهداية والضلال هما من فعل الانسان وليسا من الله. اذ لو كانا من الله لما أثاب على الهداية وعاقب على الضلال، لأن ذلك يؤدي إلى نسبة الظلم الى الله تعالى، اذ انه حين يعاقب من قام هو باضلاله يكون ظلمه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
قال تعالى: (وما ربك بظلام للعبيد) وقال: (وما أنا بظلام للعبيد) ا.ه بحروفه.
يا ليت شعري ماذا يقولون في قوله تعالى حكاية عن سيدنا موسى عليه السلام:
(ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء)
فهذه الآية قاصمة لظهور هؤلاء المبتدعة…ومن قال بمثل هذه المقالة فقد مرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال في وصف المبتدعة فيما رواه أبو داود في سننه: تتجارى بهم تلك الأهواء كما تتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله.
فيجب شرعا على كل من علم بضلالات حزب التحرير التحذير منهم مع الاستطاعة لأنه كما قال الصوفي أبو علي الدقاق الساكت عن الحق شيطان أخرس.
وقال النبي عليه الصلاة والسلام: (حتى متى ترعون عن ذكرالفاجراذكروه بما فيه كي يحذروه الناس) رواه البيهقي.
نسأل الله أن يحسن ختامنا وأن يغفر لنا ولشيخنا ومشايخه انه على كل شيء قدير.
وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.