الرد الكامل على عمرو خالد
الحمد لله رب العالمين .. له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين ..
إلى من أنعم الله عليه بالعقل
ليعلم أن الله تعالى أنزل القرءان الكريم ليعمل به.. ولكي يُطبق.. ومن رد حكم الكتاب أو الحديث فقد كفر بالله تعالى.. وهذا مأخوذ من قوله تعالى:{ والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله}.. فمن لم يؤمن بما أنزل به الكتاب فقد كفر.. ونص على هذا كثير من العلماء منهم الإمام النسفي رحمة الله تعالى عليه ورضوانه فقال في عقيدته المشهورة:{ ورد النصوص كفر}.. وهذا مفهوم من قول الإمام الطحاوي رضي الله تعالى عنه:{ ومن ردّ حكم الكتاب كان من الكافرين}..
ومن وجه ءاخر.. يكفر من يتمنّى لشخص ءاخر أن يكفر.. وهذا مأخوذ من قوله تعالى:{ ولا يرضى لعباده الكفر}.. فمن رضيَ الكفر لشخص ما فقد كذب القرءان.. و ليعلم أننا جُل ما نفعله هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب على المستطيع لقول الله تعالى:{ لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهوْن عن منكر فعلوه لَبِئْسَ ما كانوا يفعلون} ولقوله صلى الله عليه وسلم:{ من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان}.. رواه مسلم..
أما بعد.. ليعلم أنه يجب على الشخص أن يطلب علم الدين من أهله.. ولا يطلب من غير أهله.. إذ أن الشخص منا إذا مرض لا يذهب إلى النجار.. وكذلك إذا شخص أوجعه ضرسه فلا يذهب إلى السمكري.. بل الذي يريد أن يتطبب منا في هذا الزمن.. يبقى يبحث عن أفضل طبيب في البلد كلها.. وقد يسافر إلى بلد ءاخر ليتطبب عنده.. فلا يتطبب عند من لا علم له بالطبابة.. فما بالكم إخواني بعلم
الدين
فما بالكم بطلب علم الدين الذي من تعلمه من أهله واعتقد ما تعلمه وعمل به دخل الجنة خالدا فيها مخلدا.. فمن هنا عُلِمَ أن علم الدين يؤخذ من أهله.. من الثقات عن الثقات عن الثقات إلى التابعين إلى الصحابة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.. ومن تأمل قول الإمام محمد بن سيرين الذي رواه عنه الإمام مسلم:{ إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم}.. يفهم منه أنه يجب على الشخص أن يختار أهل الحق وأهل المعرفة.. ليأخذ الدين منهم.. وكذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام:{ إنما العلم بالتعلم}.. أي بالتعلم من أهل العلم.. فبعد هذا كله يجب التنبه أن علم الدين لا يؤخذ من التلفزيونات.. ولا من الراديوهات.. ولا حتى من الإنترنت.. إن علم الدين يؤخذ من أهله بالتلقي.. أي بأن يسمع الشخص لفظ الشيخ أو هو يقرأ على الشيخ.. وهذه أول ملاحظة على هذا المتمشيخ المدعو عمرو خالد.. وهو يقول: أنا لست عالما.. فلا أفهم كيف الناس يأخذون العلم منه.. وهو يعترف أنه ليس عالما.. هذا معناه أن الناس يأخذون العلم من غير أهله.. وهذا ما حذّر منه الإمام محمد بن سيرين وهو المفهوم من قول النبي عليه الصلاة والسلام.. وهنا مسئلة أعيدها وأكررها.. نحن لا نتمنى لعمرو خالد ولا لأي شخص أن يقع في الكفر إذ أننا نعلم أن من وقع في الكفر سيعذب في الآخرة في النار عذابا لا نهاية له.. ونحن لا نتمنى ولا لشخص أن يموت على الكفر.. بل نتمنى له ولغيره أن يموت على الإسلام.. إلا أن تقدير الله نافذ.. ثم نحن لا نغار منه.. بل نتمنى لو أنه كان على الحق وأنه يدرس الناس الحق إذ لو أنه كذلك لحمل عنا كثيرا من التعب لنشر
الدعوة.. نتمنى لو أنه كان على الحق إلا أن هذا لم يحصل.. وسبحان الله العظيم..
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ثانيا: ليعلم أنه يجب على كل مكلف أن يتعلم قدرا من علم الدين.. وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم:{ طلب العلم فريضة على كل مسلم} رواه البيهقي.. وهذا القدر.. منه ما يتعلق بالاعتقاد.. ومنه ما يتعلق بتفسير معنى الشهادتين وفهمها.. وكذلك أن يتعلم الشخص بعضا من أحكام الطهارة والصلاة والزكاة إن كان مستطيعا على الزكاة.. وكذلك شيئا من مسائل الحج إن كان مستطيعا على الحج.. وكذلك بعض أحكام المعاملات وبعض معاصي الجوارح كاللسان وغيره وكذلك كيفية التوبة.. هذا هو القدر الذي يجب على كل مكلف أن يتعلمه.. فمن هنا يعلم أنه لا يجب على كل مكلف أن يتعلم قصص الصحابة ولا قصص الأنبياء ولا غير ذلك من القصص.. إنما الواجب على المكلف أن يعلمه من سيرة محمد أنه صلى الله عليه وسلم ولد بمكة وبعث فيها وهاجر للمدينة ودفن فيها.. وأن أباه اسمه عبد الله وأبو عبد الله اسمه عبد المطلب وأبوه هاشم وأبوه عبد مناف.. وأنه صلى الله عليه وسلم نبي مرسل من عند الله إلى جميع الخلق من إنس وجن.. وغير ذلك من المسائل القليلة.. ولا يجب على كل مكلف أن يتعلم سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة واحد بواحد.. ثم التابعين ثم أتباع التابعين.. هذا ليس واجبا.. إنما الواجب الذي تغافل عنه الناس هو تعلم ما ذكرناه سابقا.. فترى الكثير الكثير من الناس من يحفظون سيرة محمد صلى الله عليه وسلم كلها.. ولا يعرفون صفات الله.. ولا يعرفون أركان الوضوء.. وهؤلاء لهم وجود كثير عندنا في بيروت.. وأنا لا أؤلف بل أنا أعرف أشخاصا يحفظون الكثير من سيرة النبي ولا يعرفون فرائض الوضوء.. وأخبرني شخص كان معهم أنه ما كان يعرف ما هو الاستنجاء.. فماذا يقال في هؤلاء.. هل يقال عنهم: هؤلاء هم حماة الدين.. وهؤلاء هم الذين يفهمون بالدين.. وأنتم لا تفهمون.. ومن نظر في حالهم وجد الجهل الذي هم يعيشون عليه.. إذ أنهم يتعلمون ما ليس بواجب عليهم ويهملون ما سيسألون عنه يوم القيامة.. العبد لن يُسأل يوم القيامة: ماذا حفظت من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ إنما سيُسأل: ما هو اعتقادك في الله.. ماذا كنت تقول في محمد صلى الله عليه وسلم.. لماذا فعلت كذا؟؟ لماذا فعلت كذا من المعاصي.. ويُسأل: لِمَ لم تتعلم ما فُرِض عليك تعلمه.. ومن ترك تعلم علم الدين الضروري فهو من أهل الكبائر.. وأما من لم يتعلم قصص الصحابة وغيرهم فلا يسأل عنه حتى.. وتعلم علم السيرة ليس من فرض العين كما بيّنا.. أي لا يجب على كل مكلف تعلمه.. إنما هو من فروض الكفاية.. ومن المعلوم أنه أفضل الأعمال التي توصل العبد إلى الدرجات العلى هو أن يؤدّي ما فرضه الله تعالى عليه.. وهذا مأخوذ من الحديث القدسي.. قال عليه الصلاة والسلام:{ قال الله تعالى: وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبَّ إليّ مما افترضت عليه} رواه البخاري.. فبعد هذا يظهر أن عمرو خالد لا يعلم الناس ما هو يجب عليهم تعلمه.. وهل تقولون لي بأن كل من يجلس في مجلسه أو يشاهده في التلفاز يعرف علم الدين الواجب.. بل أنا أكيد أن أكثر من نصف الذين يستمعون إليه لا يعرفون ما هو الربا.. ولا يعرفون أركان الصلاة.. فهنا السؤال.. لماذا لا يدرسهم هو؟؟! لماذا عمرو خالد لا يدرّس الناس العقيدة الحقة.. ولا يدرسهم أركان الصلاة وأركان الوضوء وكيفية إزالة النجاسة؟؟!!؟! الجواب واحد من اثنين: إما أنه لا يعرف العقيدة ولا أركان الصلاة ولا أركان الوضوء.. وإما أنه يخالف العقيدة الحقة.. ويستحي أن يظهر عقيدته لكي لا ينفضح أمام الناس.. فأي واحدة تنطبق عليه؟
ثالثا: من ءاخر أقوال عمرو خالد التي ما سمعناها من أي عالم من قبل.. والتي أتى بها من عند نفسه.. قوله بأنه لا يجوز البصاق في الطريق فإن هذا يؤذي الملائكة.. وأنا أتحداه أن يظهر دليلا من الحديث أو من أقوال العلماء على هذا الأمر.. وهذا يظهر في أنه اخترعه من عند نفسه.. والذي ورد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أن البصاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنها.. ولو كان البصاق في المسجد وغيره حراما ما خص الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد بالذكر.. بل لقال: البصاق في كل الأحيان خطيئة.. وليس هذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم.. وكلام عمرو خالد هذا كفر لأنه كذب الرسول وحرم فعل هذا من عند نفسه..
رابعا: وقال عمرو خالد في محاضرته التي ألقاها في بيروت في المدينة الرياضية وذلك بتاريخ 11/3/2002:{ كل واحد يعبد اللي هو عايزه}.. والرد على هذا أن الله تعالى أرسل الأنبياء جميعا لدعوة الناس إلى دين الإسلام.. وهو الدين الوحيد المقبول عند الله.. ولا يجوز لأي إنسان أن يتخذ دينا سواه قال الله تعالى:{ إن الدين عند الله الإسلام} أي أن الدين الوحيد المقبول عند الله هو دين الإسلام.. وكان الأنبياء قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يجاهدون لإدخال الناس في هذا الدين كما ثبت ذلك عن أتباع عيسى المسلمون حيث أنهم قاتلوا الكفار فانتصروا.
قال الله تعالى:{ يا أيها الذين ءامنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين مَن أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة فأيّدنا الذين ءامنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين}. أي كسروهم وغلبوهم. وكذلك جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لإدخال الناس في دين الإسلام كما ثبت عنه في الحديث المتواتر:{ أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله} وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حارب الصحابة ما سوى عقيدة الإسلام فوصلوا في خمس وعشرين سنة إلى المغرب الأقصى وإلى أطراف الصين لإخراج الناس من الأديان الكفرية إلى هدى الإسلام لا لأجل المال والغنائم ولا لأجل شهوة السلطة والحكم بل تنفيذا لقول الله تبارك وتعالى:{ تقاتلونهم أو يسلمون}.. فيكف بعد هذا يجرؤ عمرو خالد على الادعاء بأن الإسلام يسمح لكل إنسان أن يعبد ما يريد.. وكذلك قوله تعالى:{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.. مخالف لما ادعاه عمرو خالد.. وقول عمرو خالد هذا معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان جاهلا بحكم الدين إذ أنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا بنفسه سبع عشرة غزوة أو تسع عشرة. أما السرايا والبعوث الذين أرسلهم ليقاتلوا الكفار ولم يكن هو معهم أكثر من ستين.. فلماذا أرسلهم النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم.. ولماذا جاهد حبيب الحق محمد بنفسه الكافرين؟؟! وكذلك الصحابة لماذا قاتلوا الكفار؟؟ هل على زعم عمرو خالد طمعا بالمال.. أم لماذا؟؟!!؟! طمعا بالأراضي.. حب المال ليس للنبي صلى الله عليه وسلم ولا للصحابة.. حب المال يكون لأمثال هذا عمرو خالد والقرضاوي وغيرهم.. وقول العلماء مخالف تماما لما يقوله هذا عمرو خالد.. إذ أن علماء المذاهب الأربعة نصوا على وجوب الجهاد ففي كتاب المغني لابن قدامة ص367:{ أقل ما يفعل الجهاد في كل عام مرة}. وفي كتاب روضة الطالبين للنووي ص 206:{ الجهاد دعوة قهرية}, وفي كتاب حاشية ابن عابدين ص238:{ بوجوب قتال الكفار على أهل كل قطر}. وفي كتاب المواهب الجليل لمحمد المغربي ص346:{ وإنما يقاتل الكفار على الدين ليدخلوا من الكفر إلى الإسلام}.. وكلام الأخير يظهر فيه خلاف ما ادعاه عمرو خالد.. وءايات القتال كثيرة فمن أراد المزيد فليراجع كتاب الله.. ثم كلامه هذا مخالف لقوله تعالى:{ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.. أي جميع الأديان ليست مقبولة إلا دين الإسلام.. وهو الدين الذي ارتضاه الله لعباده..
خامسا: ويقول عمرو خالد في المحاضرة نفسها بأن عمر بن عبد العزيز كان يدفع الزكاة في أيامه للفقراء والمساكين ومع ذلك يبقى الكثير من المال فيسد به ديون المسلمين ومع ذلك يبقى كثير من المال فيزوّج به كل الشباب الذين هم بحاجة للزواج ومع ذلك يبقى كثير من المال فينادي باليهود والنصارى من عليه دين فليأت ويأخذ من هذا المال فيسد كل ديونهم ويبقى الكثير من المال فيأمرهم عندئذ عمر بن عبد العزيز بأن يشترى به قمح وينثر على الجبال ليأكل منه الطير.. اهـ.. ولعل بعض من سمع هذا الرجل يروي هذه القصة وقع على قفاه من كثرة الضحك منه!! ولعل بعضهم الآخر ظن نفسه في مقهى من المقاهي أمام حكواتي يتكلم بالقصص الخيالية التي لا يحصل مثلها عادة إلا في المنام!! لكن المؤكد أن هذه القصة لا توجد بأي إسناد معتبر في أي كتاب من كتب الحديث والسيرة المعتبرة ولعلنا إن فتّشنا نجد هذا الرجل أخذها من كتاب ألف ليلة وليلة أو ما يشبهه بل حتى من ألف ليلة وليلة يربأ بنفسه أن يورد مثل هذه القصة فيه إذ أن من المقرر في شريعة الله تعالى أنه لا يجوز إعطاء الزكاة للكافر لسد دينه بالإجماع كما أنه من المقرر أن الطيور لا تدخل تحت أي صنف من الأصناف الثمانية الذين ذكرهم الله تعالى في القرءان لتوزع الزكاة عليهم!!! إذ أن الزكاة لا تصح إلا إليهم.. وهم المذكورون في قوله تعالى:{ إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل} ولا أرى هنا أن الطيور مذكورة في هذه الآية.. فإنا لله وإنا إليه راجعون حيث صار قصاص جاهل بدين الله يتصدر المجالس ليضل ويكذب ويفتري باسم الدين.
سادسا: وقال عمرو خالد في برنامج ليالي رمضان في الليلة الثامنة والعشرين منه:{ إن موسى نبي الله استسقى فقال الله له اضرب بعصاك الحجر فقال يا رب أنا أريد المطر فقال الله يا موسى خَلّ عندك ثقة} اهـ. والعياذ بالله.. إذا لم يكن عند أنبياء الله ثقة بالله وبوعده سبحانه فمن على زعم عمرو خالد يكون عنده ثقة بالله. بل حاشا لنبي من أنبياء الله أن ينطق بمثل ما قاله هذا المفتري.
سابعا: وفي محاضرة له بعنوان التوبة بثت على قناة الشارقة الفضائية يقول عمرو خالد:{ إن الله يتلذذ بتوبة العبد} اهـ.. أعوذ بالله من شر شيطانه.. ليعلم أن التلذذ من صفة البشر فبأي لسان ينسب هذا الرجل إلى الله تعالى صفة من صفات مخلوقاته ألم يعلم أن الإمام أبا جعفر الطحاوي قال:{ ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر} معناه من وصف الله بصفة من صفات البشر فقد كفر ومثله قال كل علماء الإسلام فليرجع عمرو خالد عن هذا الكفر وليدخل في الإسلام وليتعلم عند أهل العلم الثقات قبل أن يتكلم في دين الله تعالى.
ثامنا: وفي نفس الشريط المذكور سابقا بعنوان التوبة المسجل في شركة تسمى شركة النور زعم عمروا خالد أن الذي لا يستيقظ ليصلي الفجر يكون فعله هذا كبيرة. وهذا هو قول هذا الجاهل.. وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول:{ ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من أخّر الصلاة حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى} رواه البخاري.. ورواية الترمذي أن أبا قتادة قال: ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم نومهم عن الصلاة فقال:{ إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها} قال الترمذي: والحديث حسن صحيح.. معناه لا معصية عليه.. فبقوله هذا كذّب الرسول والإجماع.. فالذي نام قبل الوقت واستغرق كل وقت الصلاة في النوم فلم يستيقظ ليصليها ليس عليه ذنب بخلاف ما ادعى عمرو خالد.
تاسعا: وقال في الشريط نفسه: إن الذنب يمحى ويكتب مكانه حسنة حتى أن الطائعين يوم القيامة يحسدون العصاة من كثرة الذنوب التي انقلبت حسنات. اهـ.
ثم قال عن العاصي الذي تاب: كل الصلوات التي تركها انقلبت حسنات والمال الحرام الذي أكله انقلب حسنات. اهـ. أعوذ بالله من هذا التخريف.. ما سمعنا بمثل هذا التخريف من قبل. فهذا تشجيع للناس على المداومة على الذنب وتجرئة على المعاصي وكأنه يسوق الناس سوقا إلى المعاصي ولو كان الأمر كما يقول هذا الرجل فلأي شيء مدح الرسول صلى الله عليه وسلم الشاب الذي نشأ في طاعة الله وقال إنه يكون يوم القيامة في ظل العرش وإنما الذي ورد في التائب أنه يكون كمن لا ذنب له هكذا روى ابن ماجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما أن ذنوبه تنقلب حسنات فلم يجيء هذا في القرءان ولا في السنة ولا في أقوال أئمة الدين إنما هذا من تخيلات عمرو خالد ووسوسات شيطانه وشتان ما بين أحكام الدين ووسوسات الشطان.
عاشرا: وفي شريط عنوانه الخشية ورقمه يقول عمرو خالد إن إبراهيم كذب ثلاث كذبات وأنه يخاف منها يوم القيامة. قلت: إذا كان النبي يخاف يوم القيامة فمن الذي يكون ءامنا. ألم يسمع هذا المتهور الجاهل قول الله تعالى:{ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} فإن لم يكن نبي الله إبراهيم من هؤلاء الذي لا يخافون يوم القيامة فمن يكون. وليعلم أن الحوادث الثلاثة التي قال عنها إن إبراهيم كذب ثلاث كذبات ليس فيها ما هو كذب حقيقي الذي هو إخبار عمد بخلاف الواقع وإنما هي كلها صدق من حيث الباطن والحقيقة وذلك كما قال إبراهيم عليه السلام عن زوجه سارة هذه أختي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيّن أن إبراهيم كان قصده إن سارة أخته في الإسلام ولم يقصد أن والدها واحد ووالده واحد وهذا صدق ليس فيه كذب حقيقي وإن ظنه من لا يعرف علو مقام الأنبياء كعمرو خالد كذبا حقيقيا.
إحدى عشر: ويقول أيضا في نفس الشريط:{ ويبدأ الحساب بقدوم الله. تخيّل} اهـ. ثم يقول:{ تخيل وأنت تسأل بين يدي الله} اهـ. وهكذا يمضي عمرو خالد في ترديد كلمة ” تخيل” وهو جاهل أن الله لا يتصور في الذهن وأن صفات الله لا تتخيل في الوهم وأن الله تعالى كما وصف نفسه في القرءان:{ ليس كمثله شيء} ولذلك قال الإمام ذو النون المصري والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهما:{ مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك} وهل يجهل عمرو خالد أن كل ما يتخيله الإنسان مخلوقا له حجم وشكل وصورة كباقي المخلوقين فكيف يريد بعد هذا من الناس أن يتخيلوا الله أو صفاته وكيف يأمرهم بذلك ألم يعلم أن كلامه هذا يكتب عليه وأنه سيسأل عنه يوم القيامة إن لم يتدارك نفسه بالرجوع إلى الإسلام.
الثانية عشر: وفي الشريط الذي ذكر ءانفا الذي كان في برنامج ليالي رمضان في الليلة الثامنة والعشرين يقول أيضا فيه:{ ثم تبدأ تعبده – أي الله – ثم تحس به} اهـ. والعياذ بالله من جهل هذا الجاهل.. ألا يعرف هذا الجاهل أن الحجم هو الذي يُحس وربنا منزه عن أن يكون له حجم لذلك قال الإمام زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب:{ إن الله لا يُحَسُّ ولا يُجَسُّ ولا يُمَسُّ} اهـ ولكن هذا الرجل عمرو خالد جاهل بعلم الدين وأصوله وفروعه فيقول مثل هذه العبارات التي لا تليق بالله ولا يبالي.
الثالثة عشر: وقال عمرو خالد في إحدى محاضراته: يجب على الله أن يثيب المرأة على طاعتها لزوجها.. اهـ.. والعياذ بالله.. ومن المعلوم أنه لا يجب على الله شيء.. بل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:{ لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم} رواه أبو داود وأحمد وابن ماجه.. فكيف يقول هذا الجاهل بأنه يجب على الله أن يدخل المرأة التي تطيع زوجها الجنة!!!!!! لو أدخل الله جميع أهل السماوات والأرض إلى النار لأدخلهم وعذبهم وهو غير ظالم لهم.. لأننا وما نملك ملك لله.. ثم أليس قول الله تعالى:{ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} كاف في الرد عليه.. سبحان الله كيف يقول مثل هذا الكلام؟!؟! الله أعمى قلبه.. أجارنا الله من شره..
الرابعة عشر: ويقول هذا الجاهل أيضا: الله يسهر الليالي لكي ينتظر العبد لكي يتوب.. – بلهجته – وذلك في الشريط المسمى التوبة.. وهذا من أجهل الجهل.. كيف ينسب هذا الشخص الانتظار إلى الله!! والله تعالى يقول:{ وهو على كل شيء قدير}.. والإمام أبو جعفر الطحاوي يقول:{ ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر} والانتظار من صفات المخلوقين.. وكذلك وصف الله بسهر الليالي.. وسهر الليالي إنما يكون للذي ينام.. والله تعالى يقول:{ لا تأخذه سنة ولا نوم}.. فلا حول ولا قوة إلا بالله..
الخامسة عشر: ويقول عمرو خالد في كتابه المسمى عبادات المؤمن ما نصه:{ ومن أمثلة المحبين لله تعالى حقا وصدقا ابن القيم رحمه الله} وابن القيم هذا هو ابن القيم الجوزية. وهو التلميذ الأول لابن تيمية الحراني الذي وصف الله بالقعود وبالنزول والصعود بذاته وأن لله يد بمعنى الجارحة وأن لله عين بمعنى الجارحة وأن لله وجه بمعنى الجارحة.. وزعم بأن الحوادث قد تقوم بذات الله وزعم بأن الله جسم قاعد فوق العرش فنسب بذلك المكان لله وزعم بأن النار تفنى وخرق الإجماع في مسائل كثيرة في الطلاق.. وذم في أكثر من موضع أمير المؤمنين سيدنا علي رضي الله عنه وكذلك ذم سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين.. وزعم الشخص الذي يسافر بقصد زيارة النبي سفره هذا لا تقصر فيه الصلاة ومن المعلوم أن السفر الذي لا تقصر فيه الصلاة هو السفر المحرم.. فبهذا زعم أن المسافر بقصد زيارة أفضل وأكرم وأجمل الناس على الإطلاق فيه معصية والعياذ بالله تعالى.. وقال بأن من سأل غير الله كافر لأنه بزعمه عبَده.. وزعم بأن التبرك بآثار النبي شرك.. وزعم بأن التوسل بالأنبياء والصالحين شرك وعبادة لغير الله.. وابن القيم هذا نقل عن ابن تيمية معظم هذه الأقوال.. فهل يُقال لمن قال هذا:{ رحمه الله} ؟؟!!! هذا يقال عنه:{ لعنه الله} لأنه كافر ملعون.. ثم يقول في موضع ءاخر أيضا:{ ويقول ابن القيم رحمه الله}. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
السادسة عشر: ويقول في الكتاب نفسه في باب سماه ” ما يجب عند النزول بالمدينة” وفي هذا الباب يقول:{ إياك أن تقع في المحاذير الآتية: أ- لا تتمسح في الجدار أو تقبل قبر النبي صلى الله عليه وسلم}. وهذا هو عين الإنكار على الصحابة والتابعين.. فمن الصحابة سيدنا أبو أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه ما رواه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في الكبير والأوسط عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان – أي مروان بن الحكم وهو لم يكن من الصحابة كما قال البخاري – يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فقال: أتدري ما تصنع فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب – الأنصاري – فقال: نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ءات الحجر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تبكوا على الدين إذا وَلِيَه أهله ولكن ابكوا على الدين إذا وَلِيَه غير أهله. – أي أنت يا مروان لست من أهله – فلا التفات بعد هذا إلى دعوى مُنكري التوسل والتبرك بآثاره الشريفة صلى الله عليه وسلم. وكذلك اقتسام الشعر الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما وكذلك اقتسام الأظفار الذي رواه الإمام أحمد فيه دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يرشد أصحابه إلى التبرك بآثاره الشريفة.. وفي مسلم وغيره أن الصحابة كانوا يتسابقون إلى وَضوء الرسول صلى الله عليه وسلم أي الماء الذي توضأ به الرسول صلى الله عليه وسلم فمنهم من يشرب منه ومنهم من يفعل به غير ذلك.. ومن لم يدرك الماء يمسح يدي الصحابة الذين مسوا هذا الماء.. ومن المعلوم أنهم فعلوا هذا تقربا إلى الله.. مع اعتقادهم بأن الله هو الذي يخلق المنفعة والمضرة.. وكذلك ورد في كتاب العلل ومعرفة الرجال الذي هو من تأليف عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: سألته- يعني سأل أباه الإمام أحمد – عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرّك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجلّ فقال:{ لا بأس بذلك} اهـ. وهذا نص من الإمام أحمد بأن هذا جائز فبعد هذا يأتي رجل ليس له أي حظ في الدين ليحرم هذا.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. والدلائل على جواز التبرك بالنبي عليه الصلاة والسلام كثيرة جدا.. لا يمكننا أن نحصرها في هذا الرد المختصر. فبعد هذا لا يُنكر على من مس قبر النبي عليه السلام للتبرك ومن أراد الإنكار فليذهب إلى قبور الصحابة والتابعين والذين خلفهم بإحسان لينكروا عليهم. وإن ظنوا أنهم يعلمون ويفهمون بالدين أكثر من الصحابة فهم لن يفهموا أكثر من النبي عليه السلام الذي قسم شعره وأظافره بين الناس.
السابعة عشر: ثم قال هذا الجاهل عمرو خالد بعد قوله ذاك على سبيل الإنكار كما ذكرنا:{ ب- لا تَطلب منه صلى الله عليه وسلم قضاء حاجة دنيوية لنفسك}. وهذا عين العبارة التي تقولها الوهابية في مسألة التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالصالحين.. ليعلم إخواني المسلمين أن الذي يتوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى لم يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم.. إنما يسأل الله بفضل وبكرامة وبجاه هذا النبي المبارك الطاهر صلى الله عليه وسلم.. وهذا ليس حراما وليس عبادة لسيدنا محمد عليه السلام ودليل ذلك ما رواه الطبراني في الكبير والأوسط وصححه عن عثمان بن حنَيف أن رجلا كان يختلف ـ أي يتَردد ـ إلى عثمان بن عفان، فكان عثمان لا يلتَفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حُنَيْف فشكى إليه ذلك، فقال: ائت الميضأةَ فَتَوضأ ثم صل ركعتين ثم قل:{ اللهم إني أسألك وأتَوجه إليك بنبِينا محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتَوجه بك إلى ربي في حاجتي لتُقضى لي}، ثم رح حتى أرُوحَ معك. فانطلق الرجل ففعل ما قال، ثم أتَى باب عثمان فجاء البواب فأخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه على طنفسته ـ أي سجادته ـ فقال: ما حاجتك؟ فذكر له حاجتَه، فقضى له حاجتَه وقال: ما ذكرت حاجتَك حتى كانَت هذه الساعة، ثم خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال: جزاك الله خيرا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته فيَّ، فقال عثْمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره، فقال: إن شئت صبرتَ وإن شئت دعوت لك، قال: يا رسول الله إنه شق علي ذهاب بصري وإنه ليس لي قائد فقال له: ائتِ المِيْضَأةَ فتَوضأ وصل ركعتين ثم قلْ هؤلاءِ الكَلمات، ففعلَ الرجل ما قال، فوَالله مَا تفرقنا ولا طال بِنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقَد أبصر كأنه لم يكن به ضر قط. قال الطبراني: والحديث صحيح. ففيه دليل على أن الأعمى توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في غير حضرته بل ذهب إلى الميضأة فتوَضأ وصلى ودعا باللفظ الذي علّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفارق مجلسه لقول راوي الحديث عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا وقد أبصر. فماذا يقول هذا عمرو خالد والوهابية.. وهذا دليل صريح.. فيه تصريح من الرسول صلى الله عليه وسلم بأن التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم جائز وليس بحرام.. وليس لهم أي حجة لتضعيف الحديث إذ أن الطبراني وغيره صحح هذا الحديث.. فبهذا بطل قولهم.. فلا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم..
الثامنة عشر: ثم يقول على زعمه فيما يجب عند النزول في المدينة أن لا يدعوَ الشخص أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول لعنه الله:{ ج- لا تتوجه إلى الله بالدعاء أمام قبره صلى الله عليه وسلم}. وهذا مخالف لما نقله خازن عمر واسمه مالك الدار قال:{ أصاب الناس قحط في زمان عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأُتي الرجل في المنام – أي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام – فقيل له: أقرئ عمر السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك الكيس الكيس فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر وقال:{ يا رب ما ءالوا إلا ما عجزت}.. وهذا الحديث رواه البيهقي بإسناد صحيح كما قال الحافظ ابن حجر.. وقوله هذا مخالف أيضا لقول الله تعالى:{ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}, وليس المراد من الآية أن هذا حاصل في حياة النبي فقط بل هو حتى بعد مماته ويؤيد ذلك ما رواه الحافظ النووي في كتاب الأذكار عن العتبي – وهو شيخ البخاري – أنه قال:{ كنت مرة بجواز قبر النبي إذ أقبل أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله إني سمعت قول الله تعالى:{ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} وإني أتيتك يا رسول الله مستغفرا ذنبي مستشفعا بك إلى ربي, وأنشد يقول:
يا خير من دُفِنت في الترب أعظُمُهُ —– فطاب من طيبهنّ القاع والأكمُ
نفسـي الفـداء لقبر أنت ساكنُهُ —– فيه العفاف وفيه الجود والكرمُ}
ثم انصرف الأعرابي. يقول العتبي:{ فأخذتني غفوة, فأتاني رسول الله في الرؤيا يقول: يا عُتْبِيّ, إلحق الأعرابي وقل له: لقد غفر الله لك}. فيا إخوتي في الله.. بقول من يؤخذ؟ هل يؤخذ بقول هذه الشرذمة القليلة الذين ينسبون أنفسهم زورا وبهتانا إلى السلفية أم يؤخذ بقول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟؟!
التاسع عشر: ثم بعد هذا يتكلم ويتكلم.. ثم يبدأ على زعمه بالاستدلال بعدم جواز سؤال غير الله.. ويبدأ بالاستشهاد بآيات ليس له فيها دليل.. وفي الأخير يقول:{ فهل يصح لعبد أن يسأل غير الله تعالى؟!}. إخوتي الكرام.. روى مسلم في صحيحه أن ربيعة بن كعب الأسلمي الذي خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله من باب حُبّ المكافأة:{ سلني} فطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون رفيقه في الجنة فقال له: أسألك مرافقتك في الجنة فلم يُنكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قال له من باب التواضع:{ أو غير ذلك} فقال الصحابي: هو ذاك فقال له:{ فأعني على نفسك بكثرة السجود}. وهذا رد صريح كاف شاف. وأما استشهاد الوهابية بحديث:{ إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله}. فالجواب: أن هذا ليس فيه ما يدّعونه هم.. إذ إن المتوسل يسأل الله.. والحديث ليس معناه لا تسأل غير الله ولا تستعن بغير الله.. إنما معناه أن الأولى بأن يُسأل ويُستعان به هو الله تعالى. ونظير ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:{ لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي}. رواه ابن حبان، فكما لا يُفهم من هذا الحديث عدم جواز مصاحبة غير المؤمن وعدم جواز إطعام الطعام إلا للتقي. وإنما المعنى أن الأولى بالصحبة هو المؤمن وأن الأولى بإطعام الطعام هو التقي.. كذلك هذا الحديث لا يُفهم منه إلا الأولوية كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل لا تسأل غير الله ولا تستعن بغير الله أليس هناك فرق بين أن يُقال: لا تسأل غير الله وبين أن يقال: إذا سألت فاسأل الله؟؟ وكذلك يقال لهم: وكذلك سيدنا موسى عليه السلام سألته عجوز من بني إسرائيل أن تكون معه في الجنة ولم يُنكر عليها ذلك فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها أي طلبها.. رواه ابن حبان والحاكم والهيثمي وصححوه.. ولفظ الحديث أنه قال:{ دلوني على قبر يوسف قالت: حتى تعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟ قالت: أن أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها}. فماذا يقولون بعد هذا.. الدلائل أصبحت شافية كافية لمن أنعم الله عليه بالفهم.. والحمد لله.
فبعد هذا إخواننا الكرام.. يظهر عندنا أن هذا الرجل ليس إلا عميل للوهابية.. ينشر عقائدهم دون الإذعان بأنه وهابي.. ويحاول الدسّ على عقائد المسلمين.. وهذا رد شاف كاف.. يستطيع العاقل منه أن يتأكد أن شخصا كهذا ليس بعالم إنما هو رجل صدّر للكلام من دون أن يكون عنده علم فضل وأضل.. ومن الدلالة على أن هذا الرجل أفسد كثيرون من الناس وأضلهم.. أن امرأة قال لزوجها:{ ليس لك أن تلزمني أن أبقى على دين الإسلام.. أليس الداعية عمرو خالد يقول:{ كل واحد يعبد اللي هو عايزه} أنا أريد أن أعبد الذي أريد}.. والعياذ بالله.. الله تعالى يقول:{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.. فلا حول ولا قوة إلا بالله.. وليعلم أنه لو كثر الذين يستمعون إليه فهذا لا يعني أنه صار عالما.. إذ أن ما يسمونه بابا روما عنده أتباع أكثر من هذا.. وكل أتباع عمرو خالد هم من العوام فلا عبرة بهم.. والحمد لله رب العالمين..
استدراك :
ءاخر ما بلغني عن عمرو خالد أنه قال بأن المسجد الأقصى قد بناه سيدنا سليمان على أرض واحد يهودي.
بالله عليكم، من يخدم بهذا الكلام، وترى من يتكلم بهكذا كلام إلا أن يكون عميلا صهيونيا.
وكذلك قوله بأن كل خمسة مكروه بيعملو واحد حرام واستدل على هذا بقوله: هذا معروف حتى في لعبة كرة القدم، كل أربعة كورنر بيعملو هدف.
قلت هذا كذب على الدين وعلى كرة القدم. سبحان الله. أمسلم من يقول هكذا كلام.
وهل صارت كرة القدم مصدرا للتشريع. أم أن مصادر التشريع هي كتاب الله القرءان وحديث النبي عليه الصلاة والسلام. هذا حتى يُعرف من هو عمرو خالد.
وءاخر شىء أقوله عنه أنه الآن بصدد دراسة دكتوراه في السيرة النبوية في جامعة ويلز في بريطانيا وهو الآن في لندن استعدادا لهذا الأمر.
هل صارت السيرة النبوية المحمدية تؤخذ من الكفار.
هل صارت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تؤخذ من أهل الكفر.
هل صار علم الدين يؤخذ من عدوة المسلمين التاريخية بريطانيا ؟
سبحان الله.
لعل هذا يبين لنا مصادر كلامه وكيف أنه عميل لأي طرف. لعله عميل صهيوني.
لعل هذا يدلنا إلى شىء من حقيقته الوسخة التي أدت بالسلطات المصرية إلى طرده من مصر ومنعه من الظهور على كافة الفضائيات العربية ومنعه من دخول الدول العربية.
فسبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.