السيف المسلول على سيد قطبالمفتون
سم اللهالرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وبعد:ـ
اتفقالسلف والخلف على أن العلم الديني لا يؤخذ بالمطالعة من الكتب بل بالتعلم من عارفثقة أخذ عن مثله إلى الصحابة، قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي: “لا يؤخذ العلمإلا من أفواه العلماء” وقال بعض السلف: الذي يأخذ الحديث من الكتب يُسمى صحفيَّـ،والذي يأخذ القرءان من المصحف يُسمى مصحفيَّـا ولا يُسمى قارئـا” وهذا مأخوذ منحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يُرد الله به خيرا يُفقهه في الدين، إنماالعلم بالتعلم والفقه بالتفقه. رواه الطبراني.
ومن هؤلاء رجل يُسمى سيد قطب لميسبق لـه أن جثى بين يدي العلماء للتعلم ولا قرأ عليهم ولا شمَّ رائحة العلم، كانفي أول أمره صحفيا ماركسيا ثم انخرط بعد ذلك في حزب الإخوان فصدَّروه فأقدمَ علىالتأليف فزلَّ وضلَّ، ومن وقف على كتبه وكان من أهل التمييز والفهم وجدها محشوةبالفتاوى الشيطانية التي ما أنزل الله بها من سلطان وعلم أنها تُنادي بجهله وهيكثيرة جدا منها:ـ
1:ـ سيد قطب يُشبه الله بخلقه ويُكذب القرءان فيصف اللهبالريشة الخالقة والمبدعة ويسمي الله بالعقل المدبر
2:ـ سيد قطب يقول بعقيدةالحلول والاتحاد.
3:ـ سيد قطب يذم الاشتغال بالفقه.
4:ـ سيد قطب يطعن فيأنبياء الله ويحقرهم ويتهمهم بالشرك ومن ذلك إتهامه لإبراهيم عليه السلام.
5:ـسيد قطب يتهم سيدنا يوسف بأنه كاد أن يضعف أمام امرأة العزيز
6:ـ طعنه بسيدناموسى عليه السلام
7:ـ يقرر سيد قطب أن الإسلام لا وجود له اليوم
8:ـ تكفيرسيد قطب البشرية وموافقته للخوارج بتكفير مرتكب الذنب وجعله البلاد كلها داركفر
9:ـ تكفير حزب الإخوان لكل من يتعامل بالقوانين الوضعية.
10:ـبيانمعنى قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئكهم الكافرون} وتمسك حزب الإخوان به لتكفير الرعية والحكام
11:ـ تعلق حزبالإخوان بقوله تعالى: {إن الحكم إلا لله} لتكفير الحكام والرعية
12:ـ يـقرر سيدقطب أن الإسلام لا يُكره أحدا للدخول فيه وأن الإسلام يعطي الحرية للشخص في أنيعتقد ما شاء من العقائد الفاسدة والرد عليه
المقالةالأولى
فقد جاء في كتاب سيد قطب المسمى بـ “في ظلال القرءان” في تفسير قولهتعالى من سورة البقرة الجزء الثاني صحيفة 204 قال سيد قطب ما نصه: هذه اللمساتالعجيبة من الريشة المبدعة.اهـ ويقول أيضا في صحيفة 206 ما نصه: ترسمها الريشةالبدعة بهذا الإعجاز.اهـ
وأما تسميته لله بالعقل المدبر فقد جاء ذلك في كتابهالمسمى بـ “في ظلال القرءان المجلد 6/3804 في تفسير قوله تعالى من سورة النبأ قالسيد قطب ما نصه: العقل المدبر من هذا الوجود الظاهر.اهـ ويقول أيضا: من نظام لا بدمن عقل يدبر.اهـ
ويقول سيد قطب في كتابه المسمى في ظلال القرءان الجزء التاسعوالعشرون في تفسير سورة القمر ما نصه: وينبوع حقيقتها إنها من الله هو مصدرهاالوحيد.اهـ ويقول أيضا في الجزء الثلاثين من نفس الكتاب عن الله ما نصه: ويلمَسهلمسة تثير التأمل والتدير والتأثر. اهـ
فكل هذه العبارات الصادرة من سيدقطب ما هي إلا تشبيه محض لله بخلقه وتكذيب لنصوص القرءان والحديث فأما تكذيبهللقرءان قال الله تعالى: {ليس كمثله شىء} وقوله تعالى: {ولم يكن له كفوا أحد} وقولهتعالى: {ولا تضربوا لله الأمثال} وقوله تعالى: {هل تعلم له سميا} وغير ذلك من ءاياتالتنـزيه الدالة على مخالفة الله للحوادث.
فأما قوله تعالى: {ليس كمثله شىء} فهوأوضحُ دليلٍ نقليٍّ في تنـزيه الله عن مشابهة المخلوقين جاء في القرءان لأن هذهالآية تُفهمَ التـنـزيه الكُليَّ لأن الله تبارك وتعالى ذكر فيها لفظَ شىء في سياقالنفي، والنَّكرة إذا أُوردت في سياق النفي فهي للشمولِ، فالله تبارك وتعالى نفىبهذه الآية عن نفسه مُشابَـهة الأجرام والأجسام والأعراض فهو تبارك وتعالى كما لايُشبه ذوي الأرواح من إنس وجن وملائكة وغيرهم لا يُشبه الجمادات من الأجرامالعُلويَّـة والسفلية أيضا فالله تبارك وتعالى لـم يُقيّد نفيَ الشَّـبه عنه بنوعمن أنواع الحوادث بل شَملَ نفيُ مُشـابَـهتِـهِ لِكلِّ أفراد الحادثات، ويَشملُنفيُ مُشابهة الله لخلقهِ تنـزيهه تعالى عن المكان والجهة والكمية والكيفية،فالكميّةُ هي مقدار الجِرْمِ فهو تبارك وتعالى ليس كالجرمِ الذي يدخلُهُ المِقدارُوالمِساحة والحد فهو ليس بـمحدودٍ ذي مِقدار ومَسافة، وذلك لأن المحدود محتاج إلىمن حدَّه بذلك الحدِّ فلا يكون إلـها. قال الإمام علي رضي الله عنه: مَن زعمَ أنإلـهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود. رواه أبو نُعيم في الحلية.
وأما تكذيبهللحديث فقد قال عليه الصلاة والسلام: لا فكرة في الرب. رواه الحافظ أبو القاسمالأنصاري أي أن الله تباررك وتعالى لا يُدركه الوهم ولا يتصوره العقل لأن الوهميحكم على ما لم يُشاهده بحكم ما شاهده فيحكم الوهم بأن الله تعالى جسم وأما العقلالسليم فيقضي بأن الله ليس بجسم، فليس محور الاعتقاد على الوهم بل على ما يقتضيهالعقل السليم الصحيح الذي هو شاهد للشرع. فقد قال الإمام المبجل أحد أعلام السلفأبو جعفر الطحاوي في عقيدته التي سمـاها عقيدة أهل السنة والجماعة حيث قال في بدءالرسالة: “هذا ذِكرُبيانعقيد أهل السنة والجماعة” إلى أن قال: “ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر فمن أبصر هذا اعتبر وعنمثل قول الكفار انزجر وعلم أن الله بصفاته ليس كالبشر”.اهـ أي أن من وصف الله تعالىبوصف من أوصاف البشر المحدَثة كالجسمية فقد كفر لإثباته المماثلة بينه تعالى وبينخَلْقِهِ وذلك منفي بالنص القرءاني وهو قوله تعالى: {ليس كمثله شىء} وقوله تعالى: {ولم يكن لـه كفوا أحد} وبالقضية العقلية وهي أنه لو كان متصفا بصفة من أوصاف البشرلكان يجوز عليه ما يجوز على البشر من حدوث وفناء وتطور أي تنقل من حال إلى حالوتغير من حالة القوة إلى الضعف أو من صفة الحياة إلى الموت ومن جاز عليه ذلك فلايصلح أن يكون مُكونِـًا للحادثات التي تختلف عليه الصفات. فيُعلم من ذلك أنه لايجوز وصف الله تعالى بالجسم لأن الجسم قابل للزيادة والنقصان كما قال تعالى: {وزادهبسطة في العلم والجسم} فمن جَوَّزَ عليه الجسمية جَوَّزَ عليـه الزيـادة والنقصان،فقد قال الإمام أبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة والجماعة في كتابه النوادر: مناعتقد أن الله جسم فهو غير عارف بربه وأنه كافر به.اهـ
واليعلم أيضا أن اللهتبارك وتعالى ليس بجوهر يتحيز أي يشغل حيِّزا بل يتعالى ويتقدس عن مناسبة الحيّز أيالمكان وتقرير البرهان أن كل جوهر مُتحيّزٌ فهو مختص بحيِّزه ولا يخلو من أن يكونساكنا فيه أو متحركا عنه فلا يخلو عن الحركة والسكون وهما حادثتان وما لا يخلو عنالحوادث فهو حادث، ولو تُصُوِّرَ جوهرٌ مُتحيِّزٌ قديمٌ لكان يُعقلُ قِدَمُ جواهرالعالـم وهو باطل، ولم يَـرِد إطلاق لفظ الجوهر على الله لا لغة ولا شرعا وفيإطلاقه إيهامٌ، تعالى الله عن أن يتـطرَّقَ إليه نقصٌ، فإن الجوهر يُطلقُ على الجزءالذي لا يتجزأ وهو أصغر الأشياء مقدارا ، وليس تعالى جسما مؤلفا من جوهرين أو أكثروإذا بطل كونه جوهرا مخصوصا متحيزا بطل كونه جسما لأن كل جسم مختص بحيز ومركب منجوهر والجوهر يستحيل خلوه عن الاجتماع والإفتراق والحركة والسكون والهيئة والمقداروهذه سمات الحدوث ولو جاز أن يُعتقد أن صانع العالم جسم لجاز أن يُعتقدَ الألوهيةللشمس والقمر أو لشىء ءاخر من أقسام الأجسام وكذلك يستحيل عليه تعالى أن يكونعَرَضا أي ما يقوم بالجسم كقيام بياض الجسم بالجسم فكل جسم حادث وما يقوم بالجسمحادث فكيف يكون حالا في الجسم وقد كان موجودا في الأزل وحده ولم يكن معه غيره ثمأحدث الأجسام والأعراض.
وقال سيدي وقرة عيني الإمام السجاد زين العابدين عليبن الحسين رضي الله عنه ونفعنا به في الصحيفة السجادية: سبحانك أنت الله لا إله إلاأنت لا يحويك مكان ولا تُـحسُّ ولا تُمـسُّ ولا تُـجَسُّ.اهـ رواه الحافظ الزبيديفي كتاب إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين
وقد قال الإمام عليالسغدي الحنفي: “مَن سمى الله عِلَّةً أو سببا فقد كفر” ولا يخفى على ذي لب أنتسمية سيد قطب لله تعالى بهذه الصفات الحادثة المخلوقة أنه إلحاد كما قال اللهتعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يُلحدون في أسمائه}
كتبهراجي رحمة ربه الكريم انور بن محمود بن سليمان
يتبع
المقالةالثانية
يقول سيد قطب بعقيدة الحلولية الاتحادية لعنهم الله وذلك في كتابهالمسمى “في ظلال القرءان” في تفسير سورة الإخلاص مجلد 6/4002 ونص عبارته: “إنهاأحدية الوجود فليس هناك حقيقة إلا حقيقته وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده وكل موجودءاخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي ويستمد من تلك الحقيقةالذاتية.اهـ
ويقول في نفس الكتاب مجلد 6/3481 عند قوله تعالى من سورةالحديد: {وهو معكم أينما كنتم} ما نصه: وهي كلمة على الحقيقة لا على الكنايةوالمجاز، والله تعالى مع كل شىء ومع كل أحد في كل وقت وفي كلمكان.اهـ
وليعلم أن سيد قطب بعقيدته هذه يخالف جميع علماء الإسلام من السلفوالخلف لأنه جعل الله منتشرا في العالم وهذا من أشنع الكفر والعياذ بالله، فأما قولسيد قطب عن الله: “في كل مكان” هذا لم يقل به أحد من السلف الصالح إنما قاله جهم بنصفوان الذي قُتلَ على الزندقة في أواخر أيام الأمويين ثم تبعه بعض جهلة المتصوفة منغير فهم للمعنى الذي كان يُريده، وأما جهم كان يقول هذه الكلمة ويُريد معناهاالحقيقي وهو الانتشار، وأما جهلة المتصوفة يريدون منها السيطرة على كل مكان، وقدنسب هذا القول إلى جهلة المتصوفة إسماعيل حقي النازلي في تفسيره روح البيان وهو منالصوفية، فليَعلم هؤلاء في أي وادٍ يعيشون.
وقد اتفق العلماء من أهل السنةوالجماعة الشافعية والحنفية والمالكية وفضلاء الحنابلة وغيرهم على أن الله تباركوتعالى منـزه عن الجهة والجسمية والحد والمكان ومشابهة مخلوقاته فلا تحده الأفكارولا تحويه الأقطار ولا تكتنفه الأقدار ويجل عن قبول الحد والمقدار والدليل على ذلكأن كل مختص بجهة شاغل لها وكل متحيز قابل لملاقاة الجواهر ومفارقتها وكل ما يقبلالاجتماع والافتراق حادث كالجواهر فمن هنا يعلم أن أكثر مفسري أهل السنة وقفوا عندءايات الإحاطة بمعنى العلم بدليل قوله تعالى: {أحاط بكل شىء علما}.قال صاحب الإضاءةكما نقل الشنقيطي في كتابه استحالة المعية بالذات ما نصه:ـ
ومـــا من ذاك تأويلفـقـط تـعـين الـحمـل عليه وانـضبط
كمـثـل وهـو معـكـم فأوّل بـالـعلـم والـرعيولا تـطـول
إذ لا تصـح هاهـنا المصـاحبة بالذات فاعـرف أوجـهالمـناسـبة
قال الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات باب جامع أبواب ذكرالأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله تعالى جده ما نصه: ومنها [المحيط] قال اللهعز وجل: {ألا إنه بكل شىء محيط} ورويناه في خبر عبد العزيز بن الحصين قال الحليمي: ومعناه أنه الذي لا يقدر على الفرار منه وهذه الصفة ليست حقا إلا لله جل ثناؤه وهيراجعة إلى كمال العلم والقدرة وانتفاء الغفلة والعجز عنه. قال أبو سليمان الخطابي: هو الذي أحاطت قدرته بجميع خلقه وهو الذي {أحاط بكل شىء علما وأحصى كل شىءعددا}.اهـ
فأما سيد قطب فينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي: مَن شَـذَّ شَـذَّ إلى النار. فبان بذلك واتضح أن سيد قطب خارج عن إجماع الأمة مارقمن الدين والإسلام.
فانظر أخي المؤمن إلى هذا التجرؤ على الله تعالى حيثينسب الحلول بكلمات واضحة وفاضحة تكشف عما في نفسه، ألم يقرأ قول الله تعالى: {ليسكمثله شىء} وقوله تعالى: {ولم يكن لـه كفوا أحد} وقوله تعالى: {فلا تضربوا للهالأمثال}؟؟؟؟ وقد نقل الحافظ السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي إجماع المسلمين علىتكفير من قال بالحلول أو الاتحاد، وقال الشيخ محي الدين ابن العربي: من قال بالحلولفدينه معلول.اهـ وقال الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى في الفيض الرباني: من قال إن الله انحل منه شىء أو انحل في شىء فقد كفر.اهـ
فلو كان شم رائحةالعلم الشرعي لعلم أن من وصف الله بالحلول فقد نسب الكيفية لله تعالى وهي منفية عنهتعالى وعن صفاته، ولكان علم أن ذلك تجسيم وكفر كما نقل الحافظ النووي عن الإمامالشافعي رضي الله عنه أنه قال: المجسم كافر. ومثله قال الإمام أبو منصور البغدادي. بل جاء ذلك عن أئمة المذاهب الأربعة رضي الله عنهم كما في كتاب المنهاج القويم شرحابن حجر الهيتمي على المقدمة الحضرمية فإنه يقول فيه ما نصه:: واعلم أن القرافيوغيره حكوا عن الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القولَ بكفرِ القائلينبالجهة والتجسيم وهم حقيقون بذلك.اهـ
ويكفي في إثبات جهل سيد قطب ما ذكره فيتفسيره في الجزء السابع عشر في تفسير سورة الأنبياء حيث قال ما نصه: ولا بقاء لشىءيطارده الله.اهـ فهل يقول هذا مسلم.؟؟؟ قال الإمام الطحاوي في عقيدته الطحاوية: ومنوصف الله بمعنى ـ أي بصفة ـ من معاني البشر فقد كفر. اهـ
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
السيف المسلول على سيد قطبالمفتون
سم اللهالرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وبعد:ـ
اتفقالسلف والخلف على أن العلم الديني لا يؤخذ بالمطالعة من الكتب بل بالتعلم من عارفثقة أخذ عن مثله إلى الصحابة، قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي: “لا يؤخذ العلمإلا من أفواه العلماء” وقال بعض السلف: الذي يأخذ الحديث من الكتب يُسمى صحفيَّـ،والذي يأخذ القرءان من المصحف يُسمى مصحفيَّـا ولا يُسمى قارئـا” وهذا مأخوذ منحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يُرد الله به خيرا يُفقهه في الدين، إنماالعلم بالتعلم والفقه بالتفقه. رواه الطبراني.
ومن هؤلاء رجل يُسمى سيد قطب لميسبق لـه أن جثى بين يدي العلماء للتعلم ولا قرأ عليهم ولا شمَّ رائحة العلم، كانفي أول أمره صحفيا ماركسيا ثم انخرط بعد ذلك في حزب الإخوان فصدَّروه فأقدمَ علىالتأليف فزلَّ وضلَّ، ومن وقف على كتبه وكان من أهل التمييز والفهم وجدها محشوةبالفتاوى الشيطانية التي ما أنزل الله بها من سلطان وعلم أنها تُنادي بجهله وهيكثيرة جدا منها:ـ
1:ـ سيد قطب يُشبه الله بخلقه ويُكذب القرءان فيصف اللهبالريشة الخالقة والمبدعة ويسمي الله بالعقل المدبر
2:ـ سيد قطب يقول بعقيدةالحلول والاتحاد.
3:ـ سيد قطب يذم الاشتغال بالفقه.
4:ـ سيد قطب يطعن فيأنبياء الله ويحقرهم ويتهمهم بالشرك ومن ذلك إتهامه لإبراهيم عليه السلام.
5:ـسيد قطب يتهم سيدنا يوسف بأنه كاد أن يضعف أمام امرأة العزيز
6:ـ طعنه بسيدناموسى عليه السلام
7:ـ يقرر سيد قطب أن الإسلام لا وجود له اليوم
8:ـ تكفيرسيد قطب البشرية وموافقته للخوارج بتكفير مرتكب الذنب وجعله البلاد كلها داركفر
9:ـ تكفير حزب الإخوان لكل من يتعامل بالقوانين الوضعية.
10:ـبيانمعنى قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئكهم الكافرون} وتمسك حزب الإخوان به لتكفير الرعية والحكام
11:ـ تعلق حزبالإخوان بقوله تعالى: {إن الحكم إلا لله} لتكفير الحكام والرعية
12:ـ يـقرر سيدقطب أن الإسلام لا يُكره أحدا للدخول فيه وأن الإسلام يعطي الحرية للشخص في أنيعتقد ما شاء من العقائد الفاسدة والرد عليه
المقالةالأولى
فقد جاء في كتاب سيد قطب المسمى بـ “في ظلال القرءان” في تفسير قولهتعالى من سورة البقرة الجزء الثاني صحيفة 204 قال سيد قطب ما نصه: هذه اللمساتالعجيبة من الريشة المبدعة.اهـ ويقول أيضا في صحيفة 206 ما نصه: ترسمها الريشةالبدعة بهذا الإعجاز.اهـ
وأما تسميته لله بالعقل المدبر فقد جاء ذلك في كتابهالمسمى بـ “في ظلال القرءان المجلد 6/3804 في تفسير قوله تعالى من سورة النبأ قالسيد قطب ما نصه: العقل المدبر من هذا الوجود الظاهر.اهـ ويقول أيضا: من نظام لا بدمن عقل يدبر.اهـ
ويقول سيد قطب في كتابه المسمى في ظلال القرءان الجزء التاسعوالعشرون في تفسير سورة القمر ما نصه: وينبوع حقيقتها إنها من الله هو مصدرهاالوحيد.اهـ ويقول أيضا في الجزء الثلاثين من نفس الكتاب عن الله ما نصه: ويلمَسهلمسة تثير التأمل والتدير والتأثر. اهـ
فكل هذه العبارات الصادرة من سيدقطب ما هي إلا تشبيه محض لله بخلقه وتكذيب لنصوص القرءان والحديث فأما تكذيبهللقرءان قال الله تعالى: {ليس كمثله شىء} وقوله تعالى: {ولم يكن له كفوا أحد} وقولهتعالى: {ولا تضربوا لله الأمثال} وقوله تعالى: {هل تعلم له سميا} وغير ذلك من ءاياتالتنـزيه الدالة على مخالفة الله للحوادث.
فأما قوله تعالى: {ليس كمثله شىء} فهوأوضحُ دليلٍ نقليٍّ في تنـزيه الله عن مشابهة المخلوقين جاء في القرءان لأن هذهالآية تُفهمَ التـنـزيه الكُليَّ لأن الله تبارك وتعالى ذكر فيها لفظَ شىء في سياقالنفي، والنَّكرة إذا أُوردت في سياق النفي فهي للشمولِ، فالله تبارك وتعالى نفىبهذه الآية عن نفسه مُشابَـهة الأجرام والأجسام والأعراض فهو تبارك وتعالى كما لايُشبه ذوي الأرواح من إنس وجن وملائكة وغيرهم لا يُشبه الجمادات من الأجرامالعُلويَّـة والسفلية أيضا فالله تبارك وتعالى لـم يُقيّد نفيَ الشَّـبه عنه بنوعمن أنواع الحوادث بل شَملَ نفيُ مُشـابَـهتِـهِ لِكلِّ أفراد الحادثات، ويَشملُنفيُ مُشابهة الله لخلقهِ تنـزيهه تعالى عن المكان والجهة والكمية والكيفية،فالكميّةُ هي مقدار الجِرْمِ فهو تبارك وتعالى ليس كالجرمِ الذي يدخلُهُ المِقدارُوالمِساحة والحد فهو ليس بـمحدودٍ ذي مِقدار ومَسافة، وذلك لأن المحدود محتاج إلىمن حدَّه بذلك الحدِّ فلا يكون إلـها. قال الإمام علي رضي الله عنه: مَن زعمَ أنإلـهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود. رواه أبو نُعيم في الحلية.
وأما تكذيبهللحديث فقد قال عليه الصلاة والسلام: لا فكرة في الرب. رواه الحافظ أبو القاسمالأنصاري أي أن الله تباررك وتعالى لا يُدركه الوهم ولا يتصوره العقل لأن الوهميحكم على ما لم يُشاهده بحكم ما شاهده فيحكم الوهم بأن الله تعالى جسم وأما العقلالسليم فيقضي بأن الله ليس بجسم، فليس محور الاعتقاد على الوهم بل على ما يقتضيهالعقل السليم الصحيح الذي هو شاهد للشرع. فقد قال الإمام المبجل أحد أعلام السلفأبو جعفر الطحاوي في عقيدته التي سمـاها عقيدة أهل السنة والجماعة حيث قال في بدءالرسالة: “هذا ذِكرُبيانعقيد أهل السنة والجماعة” إلى أن قال: “ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر فمن أبصر هذا اعتبر وعنمثل قول الكفار انزجر وعلم أن الله بصفاته ليس كالبشر”.اهـ أي أن من وصف الله تعالىبوصف من أوصاف البشر المحدَثة كالجسمية فقد كفر لإثباته المماثلة بينه تعالى وبينخَلْقِهِ وذلك منفي بالنص القرءاني وهو قوله تعالى: {ليس كمثله شىء} وقوله تعالى: {ولم يكن لـه كفوا أحد} وبالقضية العقلية وهي أنه لو كان متصفا بصفة من أوصاف البشرلكان يجوز عليه ما يجوز على البشر من حدوث وفناء وتطور أي تنقل من حال إلى حالوتغير من حالة القوة إلى الضعف أو من صفة الحياة إلى الموت ومن جاز عليه ذلك فلايصلح أن يكون مُكونِـًا للحادثات التي تختلف عليه الصفات. فيُعلم من ذلك أنه لايجوز وصف الله تعالى بالجسم لأن الجسم قابل للزيادة والنقصان كما قال تعالى: {وزادهبسطة في العلم والجسم} فمن جَوَّزَ عليه الجسمية جَوَّزَ عليـه الزيـادة والنقصان،فقد قال الإمام أبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة والجماعة في كتابه النوادر: مناعتقد أن الله جسم فهو غير عارف بربه وأنه كافر به.اهـ
واليعلم أيضا أن اللهتبارك وتعالى ليس بجوهر يتحيز أي يشغل حيِّزا بل يتعالى ويتقدس عن مناسبة الحيّز أيالمكان وتقرير البرهان أن كل جوهر مُتحيّزٌ فهو مختص بحيِّزه ولا يخلو من أن يكونساكنا فيه أو متحركا عنه فلا يخلو عن الحركة والسكون وهما حادثتان وما لا يخلو عنالحوادث فهو حادث، ولو تُصُوِّرَ جوهرٌ مُتحيِّزٌ قديمٌ لكان يُعقلُ قِدَمُ جواهرالعالـم وهو باطل، ولم يَـرِد إطلاق لفظ الجوهر على الله لا لغة ولا شرعا وفيإطلاقه إيهامٌ، تعالى الله عن أن يتـطرَّقَ إليه نقصٌ، فإن الجوهر يُطلقُ على الجزءالذي لا يتجزأ وهو أصغر الأشياء مقدارا ، وليس تعالى جسما مؤلفا من جوهرين أو أكثروإذا بطل كونه جوهرا مخصوصا متحيزا بطل كونه جسما لأن كل جسم مختص بحيز ومركب منجوهر والجوهر يستحيل خلوه عن الاجتماع والإفتراق والحركة والسكون والهيئة والمقداروهذه سمات الحدوث ولو جاز أن يُعتقد أن صانع العالم جسم لجاز أن يُعتقدَ الألوهيةللشمس والقمر أو لشىء ءاخر من أقسام الأجسام وكذلك يستحيل عليه تعالى أن يكونعَرَضا أي ما يقوم بالجسم كقيام بياض الجسم بالجسم فكل جسم حادث وما يقوم بالجسمحادث فكيف يكون حالا في الجسم وقد كان موجودا في الأزل وحده ولم يكن معه غيره ثمأحدث الأجسام والأعراض.
وقال سيدي وقرة عيني الإمام السجاد زين العابدين عليبن الحسين رضي الله عنه ونفعنا به في الصحيفة السجادية: سبحانك أنت الله لا إله إلاأنت لا يحويك مكان ولا تُـحسُّ ولا تُمـسُّ ولا تُـجَسُّ.اهـ رواه الحافظ الزبيديفي كتاب إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين
وقد قال الإمام عليالسغدي الحنفي: “مَن سمى الله عِلَّةً أو سببا فقد كفر” ولا يخفى على ذي لب أنتسمية سيد قطب لله تعالى بهذه الصفات الحادثة المخلوقة أنه إلحاد كما قال اللهتعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يُلحدون في أسمائه}
كتبهراجي رحمة ربه الكريم انور بن محمود بن سليمان
يتبع
المقالةالثانية
يقول سيد قطب بعقيدة الحلولية الاتحادية لعنهم الله وذلك في كتابهالمسمى “في ظلال القرءان” في تفسير سورة الإخلاص مجلد 6/4002 ونص عبارته: “إنهاأحدية الوجود فليس هناك حقيقة إلا حقيقته وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده وكل موجودءاخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي ويستمد من تلك الحقيقةالذاتية.اهـ
ويقول في نفس الكتاب مجلد 6/3481 عند قوله تعالى من سورةالحديد: {وهو معكم أينما كنتم} ما نصه: وهي كلمة على الحقيقة لا على الكنايةوالمجاز، والله تعالى مع كل شىء ومع كل أحد في كل وقت وفي كلمكان.اهـ
وليعلم أن سيد قطب بعقيدته هذه يخالف جميع علماء الإسلام من السلفوالخلف لأنه جعل الله منتشرا في العالم وهذا من أشنع الكفر والعياذ بالله، فأما قولسيد قطب عن الله: “في كل مكان” هذا لم يقل به أحد من السلف الصالح إنما قاله جهم بنصفوان الذي قُتلَ على الزندقة في أواخر أيام الأمويين ثم تبعه بعض جهلة المتصوفة منغير فهم للمعنى الذي كان يُريده، وأما جهم كان يقول هذه الكلمة ويُريد معناهاالحقيقي وهو الانتشار، وأما جهلة المتصوفة يريدون منها السيطرة على كل مكان، وقدنسب هذا القول إلى جهلة المتصوفة إسماعيل حقي النازلي في تفسيره روح البيان وهو منالصوفية، فليَعلم هؤلاء في أي وادٍ يعيشون.
وقد اتفق العلماء من أهل السنةوالجماعة الشافعية والحنفية والمالكية وفضلاء الحنابلة وغيرهم على أن الله تباركوتعالى منـزه عن الجهة والجسمية والحد والمكان ومشابهة مخلوقاته فلا تحده الأفكارولا تحويه الأقطار ولا تكتنفه الأقدار ويجل عن قبول الحد والمقدار والدليل على ذلكأن كل مختص بجهة شاغل لها وكل متحيز قابل لملاقاة الجواهر ومفارقتها وكل ما يقبلالاجتماع والافتراق حادث كالجواهر فمن هنا يعلم أن أكثر مفسري أهل السنة وقفوا عندءايات الإحاطة بمعنى العلم بدليل قوله تعالى: {أحاط بكل شىء علما}.قال صاحب الإضاءةكما نقل الشنقيطي في كتابه استحالة المعية بالذات ما نصه:ـ
ومـــا من ذاك تأويلفـقـط تـعـين الـحمـل عليه وانـضبط
كمـثـل وهـو معـكـم فأوّل بـالـعلـم والـرعيولا تـطـول
إذ لا تصـح هاهـنا المصـاحبة بالذات فاعـرف أوجـهالمـناسـبة
قال الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات باب جامع أبواب ذكرالأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله تعالى جده ما نصه: ومنها [المحيط] قال اللهعز وجل: {ألا إنه بكل شىء محيط} ورويناه في خبر عبد العزيز بن الحصين قال الحليمي: ومعناه أنه الذي لا يقدر على الفرار منه وهذه الصفة ليست حقا إلا لله جل ثناؤه وهيراجعة إلى كمال العلم والقدرة وانتفاء الغفلة والعجز عنه. قال أبو سليمان الخطابي: هو الذي أحاطت قدرته بجميع خلقه وهو الذي {أحاط بكل شىء علما وأحصى كل شىءعددا}.اهـ
فأما سيد قطب فينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي: مَن شَـذَّ شَـذَّ إلى النار. فبان بذلك واتضح أن سيد قطب خارج عن إجماع الأمة مارقمن الدين والإسلام.
فانظر أخي المؤمن إلى هذا التجرؤ على الله تعالى حيثينسب الحلول بكلمات واضحة وفاضحة تكشف عما في نفسه، ألم يقرأ قول الله تعالى: {ليسكمثله شىء} وقوله تعالى: {ولم يكن لـه كفوا أحد} وقوله تعالى: {فلا تضربوا للهالأمثال}؟؟؟؟ وقد نقل الحافظ السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي إجماع المسلمين علىتكفير من قال بالحلول أو الاتحاد، وقال الشيخ محي الدين ابن العربي: من قال بالحلولفدينه معلول.اهـ وقال الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى في الفيض الرباني: من قال إن الله انحل منه شىء أو انحل في شىء فقد كفر.اهـ
فلو كان شم رائحةالعلم الشرعي لعلم أن من وصف الله بالحلول فقد نسب الكيفية لله تعالى وهي منفية عنهتعالى وعن صفاته، ولكان علم أن ذلك تجسيم وكفر كما نقل الحافظ النووي عن الإمامالشافعي رضي الله عنه أنه قال: المجسم كافر. ومثله قال الإمام أبو منصور البغدادي. بل جاء ذلك عن أئمة المذاهب الأربعة رضي الله عنهم كما في كتاب المنهاج القويم شرحابن حجر الهيتمي على المقدمة الحضرمية فإنه يقول فيه ما نصه:: واعلم أن القرافيوغيره حكوا عن الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القولَ بكفرِ القائلينبالجهة والتجسيم وهم حقيقون بذلك.اهـ
ويكفي في إثبات جهل سيد قطب ما ذكره فيتفسيره في الجزء السابع عشر في تفسير سورة الأنبياء حيث قال ما نصه: ولا بقاء لشىءيطارده الله.اهـ فهل يقول هذا مسلم.؟؟؟ قال الإمام الطحاوي في عقيدته الطحاوية: ومنوصف الله بمعنى ـ أي بصفة ـ من معاني البشر فقد كفر. اهـ