الرد على سيد قطب في نسبته الشرك لسيدنا إبراهيموالعياذ بالله
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ونسأله ان يجعل عملنا خالصا لوجهه
وأما قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام حين رأى الكوكب: {هذا ربي} ليس في ذلك أدنى دلالة على ما يدعيه سيد قطب وغيره من أن إبراهيم لم يكن عارفا بربه فقال سيد قطب في كتابه المسمى التصوير الفني في القرءان ما نصه: “وإبراهيم تبدأ قصته فتى ينظر في السماء فيرى نجما فيظنه إلـهه فإذا أفل قال لا أحب الآفلين ثم ينظر مرة أخرى فيرى القمر فيظنه ربه ولكنه يأفل كذلك فيتركه ويمضي ثم ينظر إلى الشمس فيعجبه كبرها ويظنها ولا شك إلـها ولكنها تُخلِّفُ ظنه هي الأخرى”. اهـ
فهذا الكلام مناقض ولا شك ان عقيدة الإسلام التي تنص على أن الآنبياء تجب لهم العصمة من الجهل بالله وصفاته والتشكيك في شىء من ذلك وقد تـعـاضدت الأخبار والآثار عن الأنبياء بتـنـزيههم عن هذه النقيصة منذ ولدوا ونشأتهم على التوحيد والإيمان ولم ينقل أحد من أهل الأخبار أن أحدا نُبّىءَ ممن عرف بكفر وإشراك قبل ذلك ومُستندُ هذا الباب النقل ومن المعلوم أن القلوب تنفر عمن كانت هذه سبيله وقد استدلَّ القاضي القُشيري على تنـزيههم عنهذا بقوله تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك} الآية وبقوله تعالى: {وإذأخذ الله ميثاق النبيين} إلى قوله {لتؤمنن به ولتنصرنه} قال وطهره الله في الميثاق وبعيدٌ أن يأخذ منه الميثاق قبل خلقه ثم يأخذَ ميثاق النبيين بالإيمان به ونصره قبل مولده بدهور ويجوزُ عليه الشرك أو غيرُه من الذنوب التي لا تليق بمنصب النبوة هذاما لا يُجوِّزه إلا ملحد.اهـ
نقله القاضي عياض ثم قال القاضي عياض: وكيف يكون ذلك وقد أتاه جبريل عليه السلام وشقَّ قلبَهُ صغيرا واستخرجَ منه علقةً وقال هذا حظُّ الشيطان منك ثم غسله وملأه حكمةً وإيمانا كما تظاهرت به أخبار المبدأ ولا يُشَبَّهُ عليك بقول إبراهيم في الكوكب والقمر والشمس {هذا ربي} ذهب الحذاق من العلماء والمفسرين إلى أنه إنما قال ذلك مُبَكِّتا لقومه ومُستدلا عليهم وقيل معناه الاستفهام الوارد مورد الإنكار والمرادُ: أهذا ربي كما تزعمون.اهـ
فمعنى قول إبراهيم عليه السلام: {هذا ربي} حين رأى الكوكب هو على تقدير الاستفهام الإنكاري فكأنه قال: أهذا ربي كما تزعمون، ثم لما غاب قال: {لا أحبُّ الآفلين} أيلا يصلح أن يكون هذا ربا فكيف تعتقدون ذلك؟ ولما لم يفهموا مقصوده بل بقوا على ماكانوا عليه قال حينما رأى القمر مثل ذلك فلما لم يجد منهم بغيته أظهر لهم أنه بريءمن عبادة الكوكب وأنه لا يصلح للربوبية، ثم لما ظهرت الشمس قال مثل ذلك فلم يرَمنهم بغيته فأيس منهم فأظهر براءته من ذلك وأما سيدنا إبراهيم كان يعلم قبل ذلك أن الربوبية لا تكون إلا لله بدليل قوله تعالى: {ولقد ءاتينا إبراهيم رُشده منقبل}.
نقل القرطبي وغيره عن الزجاج قوله: {هذا ربي} أي على قولكم لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر ونظير هذا قوله تعالى: {أين شركائي} وهو جل وعلا واحد لا شريك لـه والمعنى أين شركائي على قولكم، ويدل على أنه لم يعبد شيئا منذلك ولا أشرك قط بالله طرفة عين قول الله عز وجل عنه: {إذ قال لأبيه وقومه ماتعبدون} ثم قال: {أرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وءاباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلاربَّ العالمين} وقال: {إذ جاء ربَّه بقلب سليم} أي من الشرك، وقوله: {واجنبني وبنيَأن نعبد الأصنام}.اهـ
قال ابن كثير في تفسيره رادا على من قال إن إبراهيم كان في مقام النظر ما نصه: والحق أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان في هذا المقام مناظرا لقومه مبينا بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام فبيَّـن في المقام الأول مع أبيه خطأهم عبادة الأصنام الأرضية وبيَّـن في هذا المقام خطأهم وضلالهم في عبادة الهياكل وهي الكواكب السيارة السبعة المتحيرة وهي القمر وعطارد والزهرة والشمس والمريخ والمشتري وزحل فبيَّـن أولا صلوات الله وسلامه عليه أن هذه الزهرة لا تصلح للإلهية فإنها مسخرة مقدرة بسير معين لا تزيغ عنه يمينا ولا شمالا ولا تملك لنفسها تصرفا بل هي جرم من الأجرام خلقها الله منيرة لِمـا لـه في ذلك من الحكم العظيمة، وهي تطلع من المشرق ثم تسير فيما بينه وبين المغرب حتى تغيب عن الأبصار فيه ثم تبدو في الليلة القابلة على هذا المنوال ومثل هذا لا يصلح للألوهية ثم انتقل إلى القمر فبين فيه مثل ما بين في النجم ثم انتقل إلى الشمس كذلك فلما انتفت الإلهية عن هذه الأجرام الثلاثة التي هي أنور ما تقع عليه الأبصار وتحقق ذلك بالدليل القاطع {قال يا قوم إني بريء مما تشركون} أي أنا بريء من عبادتهن وموالاتهن {إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين} أي إنما أعبد خالق هذه الأشياء ومخترعها ومسخرها ومقدرها ومدبرها الذي بيده ملكوت كل شىء وخالق كل شىء وربه ومليكه وإلهه كما قال تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض فيستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} وكيف يجوز أن يكون إبراهيم ناظرا في هذا المقام وهو الذي قال الله في حقه {ولقد ءاتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين * إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون} وقال تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * شاكرالأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم * وءاتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمنالصالحين * ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين} وقال تعالى: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين} وقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل مولود يولد على الفطرة وفي صحيح مسلم عن عياض ابن حماد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: إني خلقت عبادي حنفاء، وقال الله في كتابه {فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} وقال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} فإذا كان هذا فيحق سائر الخليقة فكيف يكون إبراهيم الخليل الذي جعله الله أمة قانتا لله حنيفا ولميك من المشركين ناظرا في هذا المقام؟!!!
قال الزيلعي في نصب الراية:قال ابن الهمام في الفتح:
فقد اتفق علماء المسلمين أن اللّه تعالى لم يبعث نبياً قط أشرك باللّه طرفة عين. انتهى
وقد قال هذا الكلام الكفري فيالتصوير الفني للقرءان بأن إبراهيم “ظن ولا شك” أن الشمس إلهه والعياذ بالله والردعليه واضح من كلام المحقق ابن الهُـمام الحنفي
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
الرد على سيد قطب في نسبته الشرك لسيدنا إبراهيموالعياذ بالله
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ونسأله ان يجعل عملنا خالصا لوجهه
وأما قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام حين رأى الكوكب: {هذا ربي} ليس في ذلك أدنى دلالة على ما يدعيه سيد قطب وغيره من أن إبراهيم لم يكن عارفا بربه فقال سيد قطب في كتابه المسمى التصوير الفني في القرءان ما نصه: “وإبراهيم تبدأ قصته فتى ينظر في السماء فيرى نجما فيظنه إلـهه فإذا أفل قال لا أحب الآفلين ثم ينظر مرة أخرى فيرى القمر فيظنه ربه ولكنه يأفل كذلك فيتركه ويمضي ثم ينظر إلى الشمس فيعجبه كبرها ويظنها ولا شك إلـها ولكنها تُخلِّفُ ظنه هي الأخرى”. اهـ
فهذا الكلام مناقض ولا شك ان عقيدة الإسلام التي تنص على أن الآنبياء تجب لهم العصمة من الجهل بالله وصفاته والتشكيك في شىء من ذلك وقد تـعـاضدت الأخبار والآثار عن الأنبياء بتـنـزيههم عن هذه النقيصة منذ ولدوا ونشأتهم على التوحيد والإيمان ولم ينقل أحد من أهل الأخبار أن أحدا نُبّىءَ ممن عرف بكفر وإشراك قبل ذلك ومُستندُ هذا الباب النقل ومن المعلوم أن القلوب تنفر عمن كانت هذه سبيله وقد استدلَّ القاضي القُشيري على تنـزيههم عنهذا بقوله تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك} الآية وبقوله تعالى: {وإذأخذ الله ميثاق النبيين} إلى قوله {لتؤمنن به ولتنصرنه} قال وطهره الله في الميثاق وبعيدٌ أن يأخذ منه الميثاق قبل خلقه ثم يأخذَ ميثاق النبيين بالإيمان به ونصره قبل مولده بدهور ويجوزُ عليه الشرك أو غيرُه من الذنوب التي لا تليق بمنصب النبوة هذاما لا يُجوِّزه إلا ملحد.اهـ
نقله القاضي عياض ثم قال القاضي عياض: وكيف يكون ذلك وقد أتاه جبريل عليه السلام وشقَّ قلبَهُ صغيرا واستخرجَ منه علقةً وقال هذا حظُّ الشيطان منك ثم غسله وملأه حكمةً وإيمانا كما تظاهرت به أخبار المبدأ ولا يُشَبَّهُ عليك بقول إبراهيم في الكوكب والقمر والشمس {هذا ربي} ذهب الحذاق من العلماء والمفسرين إلى أنه إنما قال ذلك مُبَكِّتا لقومه ومُستدلا عليهم وقيل معناه الاستفهام الوارد مورد الإنكار والمرادُ: أهذا ربي كما تزعمون.اهـ
فمعنى قول إبراهيم عليه السلام: {هذا ربي} حين رأى الكوكب هو على تقدير الاستفهام الإنكاري فكأنه قال: أهذا ربي كما تزعمون، ثم لما غاب قال: {لا أحبُّ الآفلين} أيلا يصلح أن يكون هذا ربا فكيف تعتقدون ذلك؟ ولما لم يفهموا مقصوده بل بقوا على ماكانوا عليه قال حينما رأى القمر مثل ذلك فلما لم يجد منهم بغيته أظهر لهم أنه بريءمن عبادة الكوكب وأنه لا يصلح للربوبية، ثم لما ظهرت الشمس قال مثل ذلك فلم يرَمنهم بغيته فأيس منهم فأظهر براءته من ذلك وأما سيدنا إبراهيم كان يعلم قبل ذلك أن الربوبية لا تكون إلا لله بدليل قوله تعالى: {ولقد ءاتينا إبراهيم رُشده منقبل}.
نقل القرطبي وغيره عن الزجاج قوله: {هذا ربي} أي على قولكم لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر ونظير هذا قوله تعالى: {أين شركائي} وهو جل وعلا واحد لا شريك لـه والمعنى أين شركائي على قولكم، ويدل على أنه لم يعبد شيئا منذلك ولا أشرك قط بالله طرفة عين قول الله عز وجل عنه: {إذ قال لأبيه وقومه ماتعبدون} ثم قال: {أرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وءاباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلاربَّ العالمين} وقال: {إذ جاء ربَّه بقلب سليم} أي من الشرك، وقوله: {واجنبني وبنيَأن نعبد الأصنام}.اهـ
قال ابن كثير في تفسيره رادا على من قال إن إبراهيم كان في مقام النظر ما نصه: والحق أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان في هذا المقام مناظرا لقومه مبينا بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام فبيَّـن في المقام الأول مع أبيه خطأهم عبادة الأصنام الأرضية وبيَّـن في هذا المقام خطأهم وضلالهم في عبادة الهياكل وهي الكواكب السيارة السبعة المتحيرة وهي القمر وعطارد والزهرة والشمس والمريخ والمشتري وزحل فبيَّـن أولا صلوات الله وسلامه عليه أن هذه الزهرة لا تصلح للإلهية فإنها مسخرة مقدرة بسير معين لا تزيغ عنه يمينا ولا شمالا ولا تملك لنفسها تصرفا بل هي جرم من الأجرام خلقها الله منيرة لِمـا لـه في ذلك من الحكم العظيمة، وهي تطلع من المشرق ثم تسير فيما بينه وبين المغرب حتى تغيب عن الأبصار فيه ثم تبدو في الليلة القابلة على هذا المنوال ومثل هذا لا يصلح للألوهية ثم انتقل إلى القمر فبين فيه مثل ما بين في النجم ثم انتقل إلى الشمس كذلك فلما انتفت الإلهية عن هذه الأجرام الثلاثة التي هي أنور ما تقع عليه الأبصار وتحقق ذلك بالدليل القاطع {قال يا قوم إني بريء مما تشركون} أي أنا بريء من عبادتهن وموالاتهن {إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين} أي إنما أعبد خالق هذه الأشياء ومخترعها ومسخرها ومقدرها ومدبرها الذي بيده ملكوت كل شىء وخالق كل شىء وربه ومليكه وإلهه كما قال تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض فيستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} وكيف يجوز أن يكون إبراهيم ناظرا في هذا المقام وهو الذي قال الله في حقه {ولقد ءاتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين * إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون} وقال تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * شاكرالأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم * وءاتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمنالصالحين * ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين} وقال تعالى: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين} وقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل مولود يولد على الفطرة وفي صحيح مسلم عن عياض ابن حماد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: إني خلقت عبادي حنفاء، وقال الله في كتابه {فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} وقال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} فإذا كان هذا فيحق سائر الخليقة فكيف يكون إبراهيم الخليل الذي جعله الله أمة قانتا لله حنيفا ولميك من المشركين ناظرا في هذا المقام؟!!!
قال الزيلعي في نصب الراية:قال ابن الهمام في الفتح:
فقد اتفق علماء المسلمين أن اللّه تعالى لم يبعث نبياً قط أشرك باللّه طرفة عين. انتهى
وقد قال هذا الكلام الكفري فيالتصوير الفني للقرءان بأن إبراهيم “ظن ولا شك” أن الشمس إلهه والعياذ بالله والردعليه واضح من كلام المحقق ابن الهُـمام الحنفي