سيد قطب وماضيه الفاسد تحت مجهـر الصحـافة
سيد قطب يتحدث عن مفاتن النساء اللاتي التقاهن في كولورادو
نشرت مجلة “روز اليوسف” في عددها رقم 3555 الصادر بتاريخ 29 تموز 1996 مقالاً تناولت فيه بعض صفحات ماضي سيد قطب، يوم كان يكتب عن المرأة والعشق وموسيقى الجاز، ويدعو للعري التام…
وقد أرادت مجلة “منار الهدى” من خلال نشر هذا المقال لفت أنظار المفتونين بمطالعة كتب سيد قطب للقراءة بتمعن وفهم التاريخ جيدًا…
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وقد جاء في مقال “روزاليوسف” بقلم عبد الله كمال معلومات عديدة، نحن ننقل بعض ما جاء فيه قبل 31 سنة، وفي مثل هذا الصيف بدأت محاكمة سيد قطب، إمام التطرف والأب الروحي لجماعات العنف في مصر وغيرها.. ولم يمض وقت طويل حتى أعدم.. ونال في مواثيق هذه الجماعات لقب شهيد، وصارت أفكاره لا تقبل الجدل عندهم، وأصبحت له مكانة ترتقي إلى مرتبة “القديس”.. رغم أن بدايته لم تكن كذلك على الإطلاق.
ولأن هذه المكانة لم تهتز بعد في عقائد هؤلاء، ولأن المناسبة تفرض نفسها، فإننا هنا نحاول أن نقترب من القصة مرة أخرى.. كي نوضح الصورة للجميع.. وكيف راح أنصاره يمنعون نشر كتبه التي لا تعجبهم، ومقالاته التي تجاوزها، ومؤلفاته التي لا تروق لهم.. وكيف أيضًا ذهب خصومه إلى منع نشر ءارائه التي تزعجهم…
“بدأ معلمًا وانتهى ناقمًا على الثورة، بدأ شاعرًا رقيق الحس مرهف الانفعال ينظر إلى الحياة نظرة حنان وانتهى غاضبًا، ساخطًا متمردًا، محرضًا على الكفاح المسلح، بدأ ملحدًا لا يثق في موهبة الدين على تغيير البشر، وانتهى متطرفًا بعد أن جزم بتكفير المجتمع وجاهليته…”.
وقد وصفه عادل حمودة في كتابه الهام الذي صدر مؤخرًا عن “دار الخيال” “سيد قطب ــ سيرة الأب الروحي لجماعات العنف” بأنه كان: “على خلاف مع الدين، بعيدًا عن حظيرة الإيمان، مندفعًا كالفراشة ناحية الضوء المبهر للحضارة الغربية، أيام كان يكتب عن المرأة، والعشق، وموسيقى الجاز، ويدعو أن تكون في مصر مستعمرات عُراة”.
ولأن هناك من حاول إخفاء حقائق تلك البداية فمزق الصحف والمجلات القديمة.. “لم تصل إلينا قصة حبه الفاشلة التي ابتعد بسببها عن المرأة، وأضرب عن الزواج، ولم تصل إلينا انطباعاته عن أمريكا بعد زيارة شهيرة لها، ولم تصل إلينا معاركه الفكرية والأدبية ضد بعض الكتاب الإسلاميين”…
.. يقول سيد قطب في كتاب “طفل القرية” الذي صدر عام 1945إنه مال من بين البنات السبع إلى واحدةخمرية اللون، ذات طابع خاص، غير مكرر في الوجوه، لم تكن حسب مقاييس القرية جميلة، فليست بيضاء البشرة، وليس أنفها دقيقًا بالقدر المطلوب، ولكن هي وحدها من بين بنات القرية جميعًا التي كان يراها جميلة.
وحين عاد إلى القرية سأل عن هذه الفتاة ذات الطابع الخاص، وكانت الإجابة المتوقعة.. إنها تزوجت وتعيش في جهة نائية عن القرية، وكان أن انسحب بمفرده واختلى بنفسه ودون أن يدري رأى عينيه تغرورقان بالدموع.
لكن هذا الفشل لا ينسينا أن نعرف رأيه وءاراءه في المرأة.
إنه قبل أن يعلن تكفير المجتمع وجاهليته كان يكتب من أمريكا عن “العين الهاتفة والشفة الظامئة”… وكان يتكلم عن “الصدر الناهد، والردف المليء، والفخذ اللفاء، والساق الملساء” وعن “الفتنة الحية الصاعقة، والضحكة المثيرة، والحركة الجريئة”.
ما رأيهم (أي أحباب سيد قطب) حين كتب يقول: “وكانت ساحة الرقص مضاءة بالأنوار الحمراء والصفراء والزرقاء، وبقليل من المصابيح البيض.. وحمى الرقص على أنغام الجرامفون وسالت الساحة بالأقدام والسيقان الفاتنة والتفت الأذرع بالحضور والتقت الشفاه بالصدور.. وكان الجو كله غرامًا”
سيد قطب هو الذي قال هذا.
هو الذي وصف هذه السهرة بأنها “اللذيذة”.. البريئة.
وقد كتب ذلك في عام ،1951 أي في زمن قوة الجماعة المعروفة بـ “الإخوان المسلمين” ــ المحظورة قانونًا الآن ــ والتي صارت أفكاره دستورًا لها فيما بعد.
فقد كتب عن بداية الأمريكي في حياته الجنسية وقال: “الفتاة الأمريكية تعرف جيدًا موضع فتنتها الجسدية، في العين الهاتفة والشفة الظامئة، والصدر الناهد والردف المليء، والفخذ اللفاء والساق الملساء.. وهي تبدي هذا كله ولا تخفيه.. والفتى الأمريكي يعرف جيدًا أن الصدر العريض والعضل المفتول هماالشفاعة التي لا ترد عند كل فتاة”.
يقول عادل حمودة في كتابه “سيد قطب من القرية إلى المشنقة” إن “الجميعاختلف معه وعليه، إلا أنهم أجمعواأن ما يقولونه لا يجوز أن ينسب لهم بالاسم، ظروفهم لا تسمح، ومواقفهم القديمة أيضًا”.
ومن بين الأمور التي يتجاهلونها أيضًا في حياته ما أسموه بأنه “فترة الضياع” ــ بين عامي 1925و،1939 وما يصفه هو بصراحة إنه “فترة إلحاد”.. حتى أنه قال: “لقد ظللت ملحدًا أحد عشر عامًا، حتى عثرت على الطريق إلى الله، وخرجتمن حيرة الإلحاد إلى طمأنينة الإيمان”.
في هذه المرحلة دعا سيد قطب إلى العري التام، وحسب رواية محمــود عبد الحليم الذي كتب تاريخ حزب الإخوان فإن إمام التكفير والموجه لجماعات العنف دعا دعوة صريحة إلى “العري التام وأنيعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم”.
ويصف عادل حمودة مراحل سيد قطب الفكرية بأنها كانت تشبه جولات “السندباد” من نقطة إلى أخرى.. “تنقلات بين مغامرات فكرية متنوعة.. ولكنه كان في كل مرة ينتقل بتطرف شديد.. كان متطرفًا في إعجابه بالحضارة الغربية.. متطرفًا إلى درجة الدعوة للعري الكامل.. ثم كان متطرفًا في عدائه لكل هذا”.
تناسوا أيضًا موقفه من شيوخ الأزهر.. وهجومه على بيان هيئة كبار العلماء الذي أخذ صورة عريضة مرفوعة إلى رئيس الحكومة.. وتحدثوا فيه عن فزع كبار العلماء من الفجور والمجون واستهانة الناس بأوامر الدين ونواهيه وجنوحهم إلى ما يخالف تقاليد الإسلام، من حفلات ماجنة خليعة يختلط فيها الرجال والنساء إلى أندية يباح فيها القمار إلى ملاعب للسباق والمراهنات إلى مسابقات للجمال إلى شواطىء فيالصيف يخلع فيها العذار”.
… وصار إماما للتكفير، ينهل من كتبه المتطرفون، ولكنهم وسط هذا يتناسون بداياته …
… هذا بعض ما جاء في “روز اليوسف” وهناك حقائق ومعلومات كثيرة لم تذكرها.. فهل تظهر الحقيقة وتنجلي الغشاوةعن أعين المفتونين بمطالعة كتب “سيد قطب” والداعين إلى المطالعة في كتبه كأمثال حسن قاطرجي أصلحه الله.