تنزيه الله جل شأنه عن سمات الحدوث وعن حلول الحوادث فيه مما ثبت في دين الإسلام بالضرورة، وعلى هذه العقيدة جرت الامة من فجر الإسلام إلى اليوم، قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [1] وقال تعالى: {أفمن يخلق كمن لا يخلق} [2] وقال جل شأنه: {ولم يكن له كفوًا أحد} [3]، وقال تعالى: {فلا تضربوا لله الامثال} [4]، وقال سبحانه: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون} [5] إلى غير ذلك من آيات التسبيح والتعالي الدالة عل تنزيه الله جل جلاله عن مشابهة المخلوقات في ذاته وصفاته وأفعاله حتى أصبحت هذه العقيدة راسخة كل الرسوخ في نفوس العامة والخاصة على حد سواء بل العامة تجدهم أكثر تهيبًا من الخواص من الخوض في ذات الله وصفاته من بعض من يصف في صف الخاصة.
ومع ذلك لا تخلو من أن يفاجئك في بعض الحشود الحاشدة من لا يصون لسانه من فلتات في هذا الباب على مرأى من الناس ومسمع منهم، فربما تدعو تلك الشطحات بعض الناس إلى الاغترار بالباطل لصدورها من أصحاب عمائم كالأبراج وأكمام كالأخراج، فيجب إذ ذاك وجوبًا مؤكدًا لفت النظر إلى مبلغ خطورة نسبة الحركة والحد والنهاية والجلوس والاستقرار المكاني على العرش والثقل ونحو ذلك من سمات الحدوث إلى الله جل جلاله.
وقد كتبت كثيرًا في هذا الموضوع فيما علقته على أمثال “الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة” و”التبصير في الدين لأبي المظفر الإسفرايني” و”الأسماء والصفات للبيهقي” و”السيف الصقيل للتقي السبكي” وغير ذلك من الكتب بل في مقالات خاصة، جامعة مانعة، في سنين متعاقبة، ويظهر أن كل ذلك لا يغني عن العود إلى المسألة بين حين وآخر.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website