بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: {أفي الله شك} (سورة إبراهيم). وقال أيضا: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} (سورة محمد). من المعلوم عند أهل الحق أنّ الله تبارك وتعالى موصوف بصفات أزلية أبدية تليق بجلاله. وصفة الوجود من صفات الله تعالى فيجب الاعتقاد أنّ الله موجود وأنّ وجوده ليس كوجودنا لأنّ وجودنا له بداية ونهاية وأمّا الله تعالى فوجوده بلا بداية أي لم سبق وجوده عدم ووجوده بلا نهاية أي لا يلحقه فناء. وليعلم أنّ الذي ينكر صفة الوجود لله تعالى يسمى ملحدا فيقال له: معطّل لأنه نفى صفة من صفات الله تبارك وتعالى الواجبة له بإجماع المسلمين. أما الدليل على وجود الله تعالى فإثباته بثلاثة طرق: إما بطريق
الاستدلال، وإما بطريق الخبر الصادق للرسول المؤيد بالمعجزات، وإما بالدليل العقلي المحض.
طريق الاستدلال: أما طريق الاستدلال ففي قوله تعالى: {إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنّهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبثّ فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} (سورة البقرة). فهذه الآية تدعو إلى التفكر في مخلوقات الله الدالة على وجود الخالق العظيم الذي أحسن كل شىء صنعا ثم إذا تفكر بعقله بما جعل الله له من يد يبطش بها ورجل يمشي بها وأضراس تظهر له عند استغنائه عن الرضاع لوجد نفسه في أحسن تقويم. وإذا نظر إلى هذا العالم المتطور والمتغير والمتحول من حال إلى حال لوجد أنّ الأشياء وجدت بعد أن لم تكن ومنها ما يفنى بعد مدة ومنها ما يتغير بطريقة دورية كتعاقب الليل والنهار وشروق الشمس وغيابها يوميا والفصول الأربعة من السنة وهذه الأشياء حادثة مخلوقة تحتاج إلى خالق خلقها وإلى مدبر يدبرها وهو الله تعالى.
الخبر الصادق للنبيّ المؤيد بالمعجزة: وأما الخبر الصادق للنبيّ المؤيد بالمعجزة فهو دليل على إثبات وجود الله. فالله تعالى أرسل رسلا من البشر مبشرين ومنذرين وكان الرسول منهم يدعو الناس لعبادة الله خالق كل شىء، فمنهم من آمن بدعوته ولم يطلب دليلا على صدقه، ومنهم من عاند وطلب من النبيّ إظهار معجزة تدل على صدقه كقوم نبي الله صالح. فتظهر المعجزات دليلا على صدق النبيّ أمام رهط كبير من الناس لا يتصور في العقل تواطؤهم على الكذب فيرون المعجزة فينقلونها إلى غيرهم. وهكذا تتناقل حتى تصل إلينا وهذا يسمى بالخبر المتواتر الذي لا يجحد عقلا. فنحن الذي يجعلنا نعتقد مثلا أنّ هناك بلدا تسمى الصين فيها أكثر من سبعمائة مليونا من البشر هو تواتر الأخبار على ألسنة أناس لا يتصور أن يكونوا قد اتفقوا على الكذب في هذا الخبر. والذي يكذّب الخبر المتواتر يكون للعقل مكابرا شاكا في كل شىء لا يصدق إلا ما يراه. فيضطره هذا إلى عدم التصديق بأنّ له جدّ لأنه لم يره، فهذا المكابر ضلّ لأنه شك في هذا الخير، فوقوع المعجزات على أيدي الأنبياء دليل على صدقهم فيما يدّعون فهذا دليل على وجود الله تعالى لا يرفضه إلا كل مكابر والعياذ بالله.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website