صفات الأنبياء
الحمد لله الذي هدانا لهدي القرءان ولنهج محمد عليه الصّلاة والسّلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأشهد أنّ سيدنا ونبينا وعظيمنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمّدا عبد الله ورسوله حقّا وصدقا.
أما بعد عباد الله، اتقوا الله تبارك وتعالى، أدّوا الواجبات كما أمر، واجتنبوا المحرمات التي عنها نهى وزَجر. واعلموا أنه قد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما بعث الله نبيّا إلا حسن الوجه حسن الصوت وإنّ نبيكم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا”.
فقد كان النبيّ عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خَلقا وخُلقا، حتى قال سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت أحسن من رسول الله كأنّ الشمس تجري في وجهه. وقالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان خُلقه القرءان.
وليحذر في هذا المقام مما يُروى عن سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام فإن بعض الناس يذكرون أنّ سيدنا أيوب مرض مرضا شديدا حتى أنّ الدود صار يخرج من جسده. بل أن الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بأن مرض أيوب كان ثمانية عشر عاما كان مرضه شديدا، أولا أصيب بفقد أولاده وأمواله فذهب كل ماله، ومات كل أولاده، ثم بعد ذلك أصيب بالمرض وهو صابر محتسب لله تعالى.
فإذاً إحذروا مما يُشاع ويُذاع على بعض الأنبياء مما لا يليق بهم لأنّ كل الأنبياء من غير استثناء موصوفون بالصدق فليس بينهم كذّاب، وكذلك موصوفون بالأمانة والفطانة أي الذكاء ولا يجوز عليهم الكذب والخيانة والرذالة ويجب لهم العصمة من الكفر والكبائر وصغائر الخسة قبل النبوّة وبعدها.
وما هو مذكور في بعض الكتب من أن إبراهيم عليه السلام قد عبد النجم فهذا غير صحيح، يزعمون أنه قال هذا ربي، يزعمون أنه قد عبده ثم لما غاب وظهر القمر عبده ومن ثم عبد الشمس، فإن هذا الكلام لا يجوز نسبته إلى نبي الله ابراهيم لأن الأنبياء الله عصمهم من الكفر.
إذًا فما معنى قوله تعالى إخبارا عن إبراهيم عليه السلام أنه لما رأى الكوكب بازغا قَالَ هَذَا رَبِّي، فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ: لا أُحِبُّ الآَفِلِينَ.
معنى هذه الآية كما فسرها علماء التفسير قالوا معناه الإنكار على قومه، كان قوم إبراهيم يعبدون الشمس والقمر والنجوم والكواكب، فأراد أن يبيّن لهم أنّ هذه لا تستحق العبادة، فلما رأى الكوكب بازغا قال: {هَذَا رَبِّي} يعني يا قوم هذا الذي تزعمون أنه ربي يعني على سبيل الاستفهام الإنكاري كما ينكر الواحد منا على إنسان قال له: فلان من الناس عنده علم واسع يكلمه فلا يجد عنده علما واسعا، فيقول له: هذا عنده علم واسع يعني ليس عنده. كذلك إبراهيم قال {هَذَا رَبِّي} يعني أهذا الذي تزعمون أنه ربي، هذا لا يستحق أن يكون إلها، فلما غاب قال: {لا أُحِبُّ الآَفِلِينَ} يعني هذا يتغير من حال إلى حال، يطلع ويغيب، نوره يصلنا تارة وتارة يختفي عنا، إذا هذا لا يستحق أن يكون إلها، ثم مع القمر، ثم مع الشمس فلما يئس منهم، يئس من أن يفهموا، أظهر براءته مما يشركون، أما هو من الأول كان مؤمنا، قال ربنا: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ}. فمن قبل هذه الحادثة كان مؤمنا. هذا وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website