رسول الله صلى الله عليه وسلم كله بركة، وقد حرص عليه الصلاة والسلام على استبقاء أثر شريف في الأمة، ليكون بركة مستمرة على تعاقب السنين، فقد أمر من يوزّع شعره على الصحابة، ووزع هو بنفسه بعضها، فجزى الله عنا هذا النبي العطوف الحنون كل خير، فصلُّوا وسلموا على الحبيب وأكثروا.
وتفصيل ذلك أن الإمامين البخاري ومسلمًا رويا في صحيحهما أن سيدنا أبا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حلق شعره في حجة الوداع أمر الحلاق أبا طلحة الأنصاري بتقسيم شعره الشريف بين الصحابة، فصار هذا يأخذ شعرة والآخر شعرتين، وهكذا.
وهذه نقاط رئيسة نقف عندها ونحن نقرأ هذه الرواية الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1- الحديث صحيح لا غبار عليه ولا لبس فيه، رواه البخاري ومسلم وغيرهما أيضًا.
2- تقسيم الشعر بين الناس كان بطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- الشعر لا يؤكل ولا يزرع بحسب العادة، وإنما المراد في الأثر أن المطلوب من الشخص عادة أن يدفن شعره وأظافره وفضلات لحمه في التراب.
4- الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي أرشد الصحابة إلى ترك عادات الجاهلية القبيحة، وهو الذي علمهم أن الله هو الذي يعظَّم التعظيم المطلق، وأن الأنبياء عباد لله، ومع ذلك كله أمر بتوزيع شعره على الصحابة، فحاشا أن يكون فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام من الوثنية.
5- الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يستغفر لأمه وأبيه مع أنهما مؤمنان خشية أن يستغفر الصحابة لآبائهم المشركين الذين ماتوا على الكفر، ومع ذلك لم يرَ رسول الله عليه الصلاة والسلام في توزيع شعره على الصحابة بابًا أو ذريعة أو مقدمة ليشركوا بالله ويعبدوه هو صلى الله عليه وسلم.
6- الرسول عليه الصلاة والسلام هو أعلم الناس بالدين، وهو أشد الناس عداءً للشيطان، وبطلب توزيع شعره بين الناس لم يفتح مجالاً للشيطان ليوسوس للناس بعبادته وتأليهه والعياذ بالله.
7- الحكمة من توزيع شعره عليه الصلاة والسلام بين الصحابة أن يكون هذا الشعر بقية باقية منه بين المسلمين وبركة مستمرة بينهم إلى يوم القيامة.
وها هم الصحابة يحتفظون بشعره الشريف عليه الصلاة والسلام، فهذا يضعه في قلنسوته بركة في جهاده، وذاك يضعه في ثيابه، والآخر في قارورة عنده، والرابع يكتحل به عند مرضه، والخامس يبرّك بها عياله، والسادس يُريها من لم يرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأخير يوصي بها أن تُدفن معه. واستمر المؤمنون من أيام الصحابة إلى يومنا هذا يتبركون بآثاره الشريفة عليه الصلاة والسلام وبشعره الشريف خصوصًا، مُدركين قيمة ومعنى أن يطلب الرسول عليه الصلاة والسلام تقسيم شعره بين الناس، وأن يقسم بعض شعره –بنفسه- بين الناس.
والمسلمون في مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق وفلسطين واليمن والمغرب وليبيا والجزائر والسودان وتركيا والهد والباكستان وبنغلادش ومكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من بلاد الله تعوّدوا أن يتبركوا بشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مخصوص وعند نزول البلاء ولأجل التداوي ونحو ذلك، وأمة محمد عليه الصلاة والسلام لا تجتمع على ضلالة، والحمد لله على ذلك.
فبعد ذلك كله لا يُلتفت إلى محروم من البركة يُحرِّم التبرك بشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وءاثاره الشريفة بدعوى سدّ الذرائع، فالمسلمون في كل الدنيا يعبدون الله وحده، ويحبون رسوله العطوف صلى الله عليه وسلم، ويتشوقون لرؤيته، ويتبركون بشعره الطاهر المبارك طلبًا للمنافع التي يخلقها الله وحده إكرامًا لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website