بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب الاكوان والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على سيدنا محمد سيد ولد عدنان وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان وبعد :
يقول الله تبارك وتعالى : من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب .
ويقول صلى الله عليه وسلم : من رد عن عرض اخيه رد الله النار عن وجهه يوم القيامة .
بعد ان قام عبد الرحمن دمشقية شيخ الوهابية بكتابة بعض النشرات التي يهاجم فيها علماء أهل السنة و الجماعة وتوزيعها سواء على صفحات الانترنت او في كتبه المطبوعة قمنا منتصرين لملتنا وسنحاول فيما يلي اثبات كذب عبد الرحمن دمشقية واثبات انه قرعة وذلك عبر تفنيد كلامه وعباراته في نشراته المشؤومة والله المستعان
يقول عبد الرحمن دمشقية : · تزعمون أنكم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي رحمه الله . فهم يُأولون صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فـيُـأولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية . اهـ .
لا ادري لماذا يحاول عبد الرحمن دمشقية دائما نشر فضائح جديدة له ولا ادري كيف سولت له نفسه ان ينشر هذه الكذبة المفضوحة امام الناس اذ إن مسئلة التزام فرقة من أهل السنة بمذهب الامام الشافعي شيء واضح ، فهو لا يتلاعب على هذا المذهب بل هو ملتزم به متقيد وها هي كتبه منتشرة على ايدي طلابه وغيرهم وبالامكان ان يرجع اليها ولا نستطيع ان نتناول كل المسائل لانها بالآلاف في كتبه من المذهب الشافعي نفسه ومن ادعى غير ذلك فليأت بدليله وببرهانه . واضافته لمسالة التاويل ومحاولة ربطها بالموضوع لايهام القارئ ان الشافعية ينكرون التاويل ما هي الا احدى محاولاته الفاشلة وقد هدمها قاضي القضاة تاج الدين السبكي في [طبقات الشافعية الكبرى] عندما تكلم عن التأويل: [إنما المصيبة الكبرى والداهية الدهيـاء الإمرار على الظاهر والاعتقاد أنه المراد وأنه لايستحيل على البارئ فذلك قول المجسمة عباد الوثن]. انتهى، وهو من علماء المذهب الشافعي ..وبهذا نردعلى شبهته التي اورد هنا ونثبت ان التاويل من مذهب الشافعي .والقاضي تاج الدين السبكي كان من اكابر الشافعية والائمة المشهود لهم عند المسلمين بالفضل والصلاح واما قوله كالمعتزلة الجهمية فلا ادري هل قول المعتزلة والجهمية ذلك يوجب علينا تركه ! فان المعتزلة قالوا : لا اله الا الله ..فهل يوجب ذلك علينا ترك قول لا اله الا الله ؟؟!!
وقوله فـيُـأولون الاستواء بالاستيلاء نقول :
قبل أن نذكر مَن أوّل الاستواء بالاستيلاء من علماء المسلمين، نبدأ بشرح المسألة حتى لا تلتبس عليك أخي القارئ الكريم، فنقول : إن أهل السنة والجماعة فسروا الاستواء بالاستيلاء مع نفي المغالبة عن الله عز وجل، فهذا المعنى لا ينكره أحدٌ من أهل السنة والجماعة، وأما ما نُقل عن بعض العلماء أنهم أنكروا تأويل الاستواء بالاستيلاء، فهو محمول على أن من فهم من هذا التأويل أن الله لم يكن مستولياً على العرش ثم استولى عليه هذا الذي ينكرون عليه، أما من استعمل هذا التأويل مع نفي المغالبة عن الله فلا إنكار عليه.
أما دعوى البعض إن تفسير استوى باستولى وقهر يقتضي أن الله لم يكن قاهراً للعـرش قبـل خلقـه ثـم بعـد أن خلقـه صـار قاهـراً لـه، فهـذا مردود بقوله تعالى : { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ }، فلا يُفهم مـن هذه الآية أن الله لم يكن قاهراً قبل خلقه للعباد، بل الله موصوفٌ بالقهر أزلاً وأبداً، وهي صفة كمال له، وحيث لا إيهام في هذه الآية فلا إيهام في ءاية الاستواء.
وإذا قال البعض إن الله قاهر كل شىء فلا فائدة من تخصيص العرش بالذكر، فنقول له إن الله قاهرٌ للعرش وهو أعظم المخلوقات فهو قاهرٌ لما دون العرش من باب أولى، وقـد قال تعالى : { وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }فلم يقتضِ ذلك أن الله ليس رباً لما سوى العرش، بل الله رب العالمين كما في قوله تعالى : { الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَـلَمِينَ }([1])، وقال إمام الحرمين الجويني في كتابه الإرشاد : فإذا كان العرش مقهوراً لله تعالى فمن باب أولى أن يكون ما دون العرش مقهوراً. انتهى.
بعض من أوَّل الاستواء بالاستيلاء مِن أهل السنة والجماعة :-
والآن ننقـل عن بعض أهل السنة والجماعة تأويل الاستواء بالاستيلاء، فنبدأ بالمفسر اللغوي الراغـب الأصبهانـي حيـث إنه قال : واستوى متى ما عُدّي بعلى اقتضى معنى الاستيلاء كقوله تعالى : “الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى “.انتهى، نقله عنه الحافظ اللغوي مرتضى الزبيدي الحنفي
وأيضاً فسر الاستواء بمعنى الاستيلاء غيره من العلماء نذكر منهم : الزبيدي في الإتحاف والتقي السبكيوابن الحاجبفي أماليه النحوية والجوهريفي الصحاح والأزهريفي تهذيب اللغة وابن منظورفي لسان العرب والفيروزباديفي القاموس والرازي في مختار الصحاح وابن الجوزي في دفع شبه التشبيه والنسفي في تفسيره والطبري في تفسيره وفخر الدين الرازي في تفسيره وابن عبد السلام في كتابه الإشارة الى الإيجاز والإمام أبا عبدالرحمـن عبدالله بن يحيى وابن المبارك في كتابه غريب القرءان وتفسيره والماتريدي وغيرهم.
ذكر الفقيه اللغوي مرتضى الزبيدي نقلاً عن الحافظ تقي الدين السبكي: “المُقدِمُ على تفسير الاستواء بالاستيلاء لم يرتكب محذوراً، ولا وَصَفَ اللهَ بما لا يجوز عليه”. اهـ فتبين أن تفسير استوى باستولى ليس فيه تجسيم لله ولا نسبة نقص لأن الاستيلاء بمعنى القهر ولا عبرة لإنكار بعضهم لذلك، فإن كان إنكارُه من حيث اللغة فلا وجه له ولا مستند. قال الشاعر:
فلما علونا واستوينا عليهمُ … جعلناهمُ مرعى لنسر وطائرِ
وإن كان من حيث المعنى فقوله محتجاً لإنكار التفسير باستولى أن استوى جاء في القرءان في سبع مواضع ولو كان بمعنى استولى لجاء في موضع، قال الحافظ تقي الدين السبكي: “وهذا الذي قاله ليس بلازم فالمجاز قد يطّرِدُ“.
وهنا يسرنا ان نورد للدمشقية ما يلي : قال ابن تيمية في “مجموع الفتاوى” (5/145) ما نصه :”فلما اتفق المسلمون على أنه يقال: استوى على العرش ولا يقال: استوى على هذه الأشياء مع أنه يقال: استولى على العرش والأشياء”. انتهى.
وقال في موضع ءاخر (16/396) ما نصه :”والاستواء مختص بالعرش باتفاق المسلمين مع أنه مستول مقتدر على كل شىء من السماء والأرض وما بينهما” انتهى.
وقال تلميذه ابن قيم الجوزية في كتابه المسمى “بدائع الفوائد” (2/136) ما نصه :”بل استواؤه على عرشه واستيلاؤه على جميع خلقه من موجبات ملكه وقهره من غير حاجة إلى عرش ولا غيره” انتهى.
يقول الدمشقية : يحثون الناس على التوجه إلى قبور الأموات والاستغاثة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم ، لأنهم في زعمهم يخرجون من قبورهم لقضاء حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إليها ، كما يجيزون الاستعاذة بغير الله ويدعون للتبرك بالأحجار . ولو قال قائل أعوذ برسول الله من النار لكان هذا مشروعاً عندهم .
اقول : عجبا من جهل الدمشقية المركب كيف استطاع ان يجمع كل هذا الجهل في عدد صغير من الاسطر ولعل هذا رقم قياسي لم يسبقه اليه احد وفي ما يلي اثبات ذلك :
اولا قوله : أهل السنة يحثون الناس على التوجه إلى قبور الأموات والاستغاثة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم ..ان هذا الكلام الصادر عن عبد الرحمن دمشقية ان قصد فيه الطعن بأهل السنة و علماء أهل السنة والجماعة وهذا الظاهر وما نجزم به لانه لم يضعه بمورد المدح فانه يطعن ايضا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قَالَ الحَافِظُ وليُّ الدّينِ العِرَاقيُّ في حَديثِ أبي هُريرةَ أنَّ مُوسَى قالَ: “ربّ أَدْنِني مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجرٍ”، وأنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: “والله لَو أني عِندَهُ لأَريْتُكم قَبْرَهُ إلى جَنْبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الكَثِيْبِ الأحْمَرِ” :فيهِ اسْتِحْبَابُ مَعْرِفَةِ قُبورِ الصَّالحِينَ لزِيَارتها والقِيامِ بحقّهَا. اهـ.
فيفهمُ من قولِ رسولِ الله عن قبرِ موسى عليه السلام “والله لو أني عندَهُ لأريتُكُم قبرَهُ إلى جنبِ الطَّريقِ عندَ الكثيبِ الأحمرِ” والذي هو قُربَ أريحا الإشارةُ إلى أن زيارةَ قبورِ الأنبياءِ والصّالحينَ للتبركِ بهم مطلوبة وعلى هذا كانَ الأكابرُ وعلى ذلك نَصُّوا. وذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن بعضِ أكابرِ السَّلفِ ممَّن كانَ في زمنِ الإمامِ أحمدَ بن حنبلٍ واسمه إبراهيم الحربيُّ أبو إسحق وكان حافظًا فقيهًا مجتهدًا يُشبَّهُ بأحمدَ بن حنبلٍ، وكان الإمامُ أحمدُ يُرسلُ ابنه ليتعلّمَ عندَه الحديثَ أنهُ قالَ: “قبرُ معروفٍ التّرياقُ المجرَّبُ”، والتّرياقُ هو دواءٌ مركب من أجزاء وهو معروفٌ عند الأطباءِ القُدَامى من كثرةِ منافِعِهِ، وهو عندهم أنواع، شَبَّهَ الحربيُّ قبرَ معروفٍ بالترياق في كثرةِ الانتفاع فكأنَّ الحربيَّ قال: أيها الناسُ اقصدوا قبرَ معروفٍ تبركًا بهِ من كثرةِ منافِعِهِ. وقد ذَكَرَ الحافظُ الجزريُّ وهو شيخُ القرَّاءِ وكانَ من حفَّاظِ الحديثِ في كتابٍ له يُسمَّى الحصن الحصين وكذلكَ ذكرَ في مختصرهِ قال: “مِن مواضِعِ إجابةِ الدُّعاءِ قبورُ الصّالحينَ“
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website