الحمد لله رب العالمين يهدى من يشاء فضلاً ويضل من يشاء عدلاً وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الخاتم الذي لا يُبعث نبى بعده ولا يَنْسَخُ شرعٌ شرعَهُ أما بعد..
فقد ظهر منذ نحو مائة سنة رجل من بلدة قاديان في الباكستان يسمى غلام أحمد القاديانى إدعى النبوة وتبعه على دعواه طائفة يسمون بالقاديانية أو الأحمدية وادعى هو وأتباعه مع ذلك الانتساب إلى الإسلام بل ادعَوا أنهم صفوة المسلمين ومنذ ذلك الوقت وهم يحاولون نشر عقائدهم بين المسلمين ليخدعوا السذّج ضعاف العلم والإيمان وهم يدعون في كل ذلك الالتزام بالدين الإسلامى والشريعة المحمدية مكراً وزوراً فرأينا أنه لا بد من بيان حالهم ولو في ورقة أو ورقتين دفعاً لشرهم ودرءاً لفتنتهم وقياماً بواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. ولسنا أول من حذر من هذه الطائفة المنحرفة وإنما سبقنا كثيرون من علماء المسلمين لا سيما في بلاد الشام ومصر والهند والباكستان. وليس عملنا إلا اختصاراً لبعض ما قالوه جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً فمن مقالات القديانية الشاذة عما أطبق عليه المسلمون كلُّهم أولاً ادعاء زعيمهم ومؤسس نِحلتهم غلام أحمد القاديانى للنبوة صراحة كما في رسالته المسماة تحفة الندوة التى وجهها سنة اثنتين وتسعمائة وألف (رومية) إلى أعضاء ندوة العلماء فإنه قال فكما ذكرت مراراً أن هذا الكلام الذي أتلوه هو كلام الله بطريق القطع واليقين كالقرءان والتوراة وأنا نبىّ ظلىّ وبروزىّ من الله ويجب على كل مسلم أن يؤمن بأنى المسيح الموعود إهـ
فقوله هذا كفر بإجماع المسلمين لأنهم أتفقوا منذ أيام الصحابة الذين قتلوا مسيلمة الكذاب إلى أيامنا على أن كل من ادعى أنه بُعث نبياً بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو كافر كذاب سواء زعم أنه نبىّ ظلىّ أو نبى مستقل وذلك لأنه قال(ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) ولا يدفع عنه الكفر تمويهه بتفسير الآية أن معنى خاتم النبيين زينة النبيين لأن هذا كلام ركيك يتنزه القرءان عنه. ويكفى في إبطال دعواه هذه حديث مسلم وخُتِمَ بى النبيون وحديث البخاري الثابت المعروف ولكن لا نبى بعدى فإنهما مع غيرهما من الأحاديث يبينان بياناً شافياً معنى الآية ولذلك تواتر بين المسلمين
وعُلم بينهم بالضرورة أن كل من ادعى النبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر لا يخفى ذلك على جاهل منهم ولا عالم.
ثانياً يدّعى غلام أحمد أنه أفضل من كل الأنبياء الذين كانوا قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول في الجزء الرابع من كتاب الملفوظات الأحمدية في الصحيفة الثانية والأربعين بعد المائة كان قبل ذلك كل واحد من الأنبياء ظلاَ للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في البعض من صفاته والآن أنا ظل له صلى الله عليه وسلم في جميع صفاته إهـ
بل يدعى هذا المجنون تفوقه حتى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأن صفاته أرقى وأكمل فيقول في خطبته المسماة بالخطبة الإلهامية فكذلك طلعت روحانية نبينا محمد في الألف الخامس بإجمال صفة أو ما كان ذلك الزمان منتهى ترقيتها ثم كملت وتجلت تلك الروحانية في ءاخر الألف السادس أعنى في هذا الحين إهـ
وقال في المسمى ملحق حقيقة الوحي في الصحيفة الثانية والثمانين منه وءاتانى ما لم يؤتِ أحداً من العالمين. إهـ
وهذا منه تكذيب صريح لقول الله تعالى إخباراً عن أنبيائه(وكلاً فضّلنا على العالمين) وهو كفر بالاجماع لا يخفى على مسلم. ليس هذا فقط بل يقول القاديانى في الصحيفة الخامسة والتسعين من براهين أحمدية وفي الصحيفة الخامسة والستين بعد الخمسمائة من كتابه آثينة كمالات إسلام إني رأيت في المنام أني مثل الله وتيقنت أني هو ثم خلقت السموات والأرض وأوحى إلىّ إنما أمرك إذا أردتَ شيئاً فتقول له كن فيكون إهـ !!!!
ثالثاً يستهزىءالقاديانى بالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام فيقول في دافع البلا ولكن المسيح في عصره لم يكن فائقاً في صدقه على سائر الصادقين بل كان يحيى النبيّ أفضل منه لأنه لا يشرب الخمر وما سُمع منه أن المرأة الفاحشة تطيب رأسه من كسبها وتمسح بدنه بشعرها وما سمع منه أن المرأة الشابة غير المحرم تخدمه ولهذا سمى الله تعالى في كتابه يحيى باسم الحصور ولم يُسَمّ المسيح بهذا الاسم لأن مثل هذه الوقائع كانت مانعة من تسميته باسم الحصور إهـ
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
قلنا لا يخفى على مؤمن أن الطعن بأي نبى من الأنبياء كفر بالإجماع.
رابعاً معلوم للقاصى والدانى أن المتنبىءغلام أحمد القاديانى كان عميلاً للإنكليز حاول طيلة عمره خدمتهم وسعى جهده ليثنى المسلمين عن الجهاد ضدهم وفي سبيل ذلك كذب الشريعة المحمدية وحرف أحكامها فقال في كتابه المسمى بالخطبة الإلهامية في ما ادعى أنه وحىٌ من الله إن الإنكليز أحسنوا إلينا بأنواع الامتنان وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان فحرام علينا وعلى جميع المسلمين محاربتهم إهـ
وقال في كتابه المسمى تبليغ الرسالة في الصحيفة السابعة بعد المائة منه أتمسك بخمسة مبادىء ثم ذكر منها تحريم الجهاد ووجوب طاعة الإنكليز إه وقال في الصحيفة الثانية والستين من نفس الكتاب ألفتُ كتباً بالعربية والفارسية عن محاربة فكرة الجهاد ووُزِعت في جميع البلاد العربية والشام ومصر وبغداد وأفغانستان وأتأكد أنها تعطى تأثيرها عاجلاً أو ءاجلاً إهـ
قلنا لا يرتاب مسلم في أن كلامه هذا كفر لأن فيه تكذيباً للدين ورداً لآيات قرءانية عديدة منها قول الله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)
بل يضلل الأمة المحمدية كلها فيقول في نشره في الخامس والعشرين من مايو سنة تسعمائة وألف رومية في معيار الأخبار في ما يزعم أنه أوحى إليه الذي لا يتبعك ولا يدخل في بيعتك ويبقى مخالفاً لك عاصٍ لله ولرسوله وجهنمى إهـ ولذلك يقول ولده المتنبىء بعده ميرزاً بشير في كتابه آثينة صداقت في الصحيفة الخامسة والثلاثين منه إن كلّ مسلم لم يدخل في بيعة المسيح الموعود ـ يعني أباه ـ سمع باسمه أو لم يسمع كافر وخارج عن دائرة الإسلام إهـ
قلنا بل الذي يكفّر الأمة الإسلامية هو المستحق للتكفير والذي يرميها بالضلال هو الضال بلا ريب. وبعدما تقدم لا يبقى شك ولا لبس في حقيقة دعوة القاديانية ويظهر لأدنى متأمل من الذي يدعمهم ويحركهم ومن الذي يعتقد أن له غرضاً في انتشار ضلالهم في بلاد الإسلام وقى الله المسلمين شرورهم.
ءامين
فالحذر الحذر أيها المسلمون….