يجب الإيمان بأن الروح بعد مفارقة الجسد تعود إلى الجسد الذي في القبر إلى أن يبلى الجسد إلا عَجْب الذنب الذي هو قدر خردلة، فتصعد –أي الروح- إلى الجنة فتعيش في الجنة إلى قيام الساعة فيُعيد الجسد الذي أكله التراب فتعود الروح إليه هذا إذا كان الميت مؤمنا تقيا.
وأما الكافر فإذا بليَ الجسد تكون روحه في سِجّين وهو مكان في الأرض السابعة.
وأما المسلم العاصي فيكون روحه بعد البلى فيما بين السماء والأرض.
ومنهم من يكون روحه في السماء الأولى إلا الشهيد فإنه تصعد روحه فورًا إلى الجنة ويُحفظ جسده من البِلى فيعود إليه تعلق الروح يوم البعث تمامًا.
وزعم أهل التناسخ أن الإعادة إنما يكون بمرور الأرواح في أجساد مختلفة، وذلك كله في الدنيا وإن كل روح أحسنت في قالبها أعيدت في قالب يتنعم فيه، وكل روح أساءت في قالبها أعيدت في قالب يؤذيها، وزعموا أن أرواح الحيّات والعقارب كانت قد أساءت في بعض القوالب فعذّبت في قوالب الحيّات والعقارب! فيقال لهم: “هل تثبتون لكون الروح في القالب ابتداءً لم يكن قبله في غيره؟”.
فإن قالوا: “لا”، صاروا إلى قول الدهرية القائلة بقدم الأجساد والقول بقدم الأجساد فاسد عقلا وشرعا.
فأما في الشرع فقد قال تعالى: {وخلق كل شيء} [الفرقان/2].
وأما عقلا فنقول إن هذه الأجساد تقوم بها الحوادث أي المخلوقات وما قامت به الحوادث فهو حادث أي مخلوق والمخلوق أي كان بعد أن لم يكن، إذا له بداية مهما تقادم في الزمن فلا بد من بداية حدث فيها بعد أن كان معدوما.
وإن قالوا: “نعم”، قيلَ: لقد أبطلتم مذهبكم بهذا الجواب، إذ إن جوابكم هذا معناه أنها لما كانت في القالب الأول –كما تزعمون- فإنها لم تكن جزاءً لها على عمل قبل ذلك لانتفاء عمل لها من قبل، وهذا كاف لنقض عقيدة التناسخ التي تقولون بها.
والعجب من إنكار أهل التناسخ قولَ المسلمين بأخذ الميثاق عليهم في الذر الأول.
وقالوا القائلون بالتناسخ: “لهم لو كان ذلك صحيحًا لكنا نذكر”! وهم يدّعون أن روح كل إنسان كانت فيما مضى في قالب ءاخر وعملت فيه طاعات أو معاصي فلحقها الجزاء في هذا القالب ولا يذكر ذلك أحد منهم ولا منا. فمن أجاز هذا وأنكر ذاك فإنما يسخر من نفسه. انتهى.
والفرق بين عدم تذكرنا للميثاق الذي أخذ علينا يوم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} وبين ما يدّعونه “أن الأجسام لم تخلق بعد يوم “ألستُ” فلما التبست بالأجساد نسيت معلومها. وأما على قول أهل التناسخ فقد كانت الأرواح ملتبسة بالأجساد فكيف تنسى جميع معلوماتها.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website