الحمد لله وصلى الله على رسوله محمد وسلم وبعد، فقد اتفق السلف والخلف على أن العلم الدينيّ لا يؤخذ بالمطالعة من الكتب، بل بالتعلم من عارف ثقة أخذ عن مثله إلى الصحابة، قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي :”لا يؤخذ العلم إلا من أفواه العلماء”، وقال بعض السلف :”الذي يأخذ الحديث من الكتب يسمى صحفيًّا، والذي يأخذ القرءان من المصحف يسمى مصحفيًّا ولا يسمى قارئًا”، وهذا مأخوذ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :”من يُرد الله به خيرًا يفقّهه في الدين وإنما العلمُ بالتعلم والِفقه بالتفقه” رواه الطبراني.
إن من أخطر ما يهدد المجتمعات والأوطان ادعاء التدين والصلاح مع التستر بستار الدين من قبل أشخاص خطوا لأنفسهم نهجًا خاصًّا ومذهبًا جديدًا لا يمت للقرءان وشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولِما أجمعت عليه المذاهب الإسلامية بصلة، بحيث يعتبرون أنفسهم أنهم هم فقط المسلمون وكل من سواهم كفارًا، ويعتبرون المجتمعات الإسلامية مجتمعات جاهلية كافرة. وهم بتكفيرهم هذا شملوا المسلمين لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله والمشايخَ والمؤذنين والتجار وأصحاب المهن والحِرف والكبار والصغار.
هذه الفئة لا همّ لها إلا الحكم على الناس بالكفر ولا شغل لها إلا إثارة القلاقل والفتن تحقيقًا لمآرب أسيادهم الذين يحركونهم لتمزيقنا وتشتيتنا.
وقد اختارت هذه الفئة لنفسها أسماء متعددة وألوانًا مختلفة تستعملها للتمويه وتمرير أفكارها وبث سمومها. لذلك ومن باب النصيحة الذي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :”الدين النصيحة” وحرصًا على الشباب الذي قد ينجرف مع هذا التيار الخطير، فإننا نبين بعض أقوالهم الفاسدة ومبادئهم الهدامة التي جاء بها زعيمهم سيد قطب وهو رجل صحفي ولم يكن عالمًا من علماء الدين، وتلقفها ورددها أحبابه وأنصاره الذين منهم من تولى زعامة فرع الحزب المسمى حزب الإخوان المسلمين في لبنان الذي هو تحت اسم الجماعة الإسلامية.
من هو سيد قطب؟
سيد قطب هو كما شهد على نفسه، ففي كتابه المسمى “الإسلام مشكلة الحضارة” طبعة دار الشروق الطبعة السابعة 1982 صحيفة 86 يقول سيد قطب :”كنت ليلة في إحدى الكنائس ببلدة … فقد كنت عضوًا في ناديها، كما كنت عضوًا في عدة نوادٍ كنسية في كل جهة عشتُ فيها … إذ كانت هذه ناحية هامة من نواحي المجتمع تستحق الدراسة عن كثب، ومن الباطن لا من الظاهر وكنت معنيًّا بدراسة المجتمع ….. وبعد أن انتهت الخدمة الدينية في الكنيسة، واشترك في التراتيل فتية وفتيات من الأعضاء. دلفنا من باب جانبي إلى ساحة الرقص الملاصقة لقاعة الصلاة، وكانت ساحة الرقص مضاءة بالأنوار الحمراء والأضواء الزرقاء، وقليل من المصابيح البيضاء، وحمي الرقص على أنغام “الجرامنون” وسالت الساحة بالأقدام والسيقان، والتفت الأذرع بالخصور والتقت الشفاه والصدور وكان الجو كله غرامًا”!!! انتهى.
وقال سيد بشير أحمد كشميري في كتابه المسمى “عبقري الإسلام سيد قطب” دار الفضيلة ما نصه :”وإننا نرى أن سيد قطب حين وصل الثلاثينات بلغ حد التمرد في بعض كتاباته، حيث سخر من القيود الأخلاقية والاجتماعية ودافع عن الإباحية، وصرح أنه لو وكل إليه تكوين الكون من جديد لم يجعله “إلا حدائق ومنتزهات يجتمع فيها الأصدقاء والخلان والمحبوبون والحبيبات للتناجي والسهر اللطيف، لا ضجيج ولا اضطراب.” ويخفى على كثير من معارف سيد قطب وعشاقه وخاصة المسمون الإسلاميين منهم أن سيد قطب مر بمراحل مثل هذه أو يغمض بعضهم عينيه عنها” انتهى. نقلاً عن كتاب سيد قطب صورة نفسية مجلة الأسبوع 8 أغسطس 1934م العدد 37 ـ عدنان مسلم ـ ظهور داعية ص 154-156″.
وقال محمد حافظ دياب في كتابه المسمى “سيد قطب الخطاب والأيدولوجيا” دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت صحيفة 66 :”لم يكن سيد قطب مجرد تلميذ للعقاد، بل كان أقرب تلاميذه إليه وألصقهم به وأشدهم تشيعًا لأدبه وأفكاره واتجاهاته حتى إن مجلة “الرسالة” ظلت بعد وفاة الرافعي تفتح صفحاتها للكتابة عنه وكان قطب أشدهم تهجّمًا عليه وإشادة بأستاذه العقاد. في هذه الفترة مر سيد قطب بمرحلة ارتياب في عقيدته الدينية وظل كذلك لسنوات وهو ما ذكره للندوي حين أخبره أنه بعد انتقاله إلى القاهرة واستقراره فيها انقطعت كل صلة بينه وبين نشأته الأولى، وتبخرت ثقافته الدينية الضيئلة وعقيدته الإسلامية، ومرّ بمرحلة الارتياب في الحقائق الدينية، وهو نفسه يعترف بهذا بعدها، بقوله “إن هذه الرواسب كان تغبش تصوري وتطمسه .. وتحرمني من الرؤية الواضحة الأصلية” انتهى.
يعترف سيد قطب أكثر من مرة بمروره بمرحلة ارتياب في عقيدته الدينية، منها ما ذكره بقوله وهو يتكلم عن نفسه :”فإنما عرف الجاهلية على حقيقتها وعلى انحرافها وعلى ضالتها وقزامتها وعلى جعجعتها وانتفاشها وعلى غرورها وادعائها كذلك” انتهى. انظر سيد قطب “معالم في الطريق” صحيفة 131.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وليس أدل على ءاثار هذه المرحلة من مقال نشره في “الأهرام” بتاريخ 17 مايو 1934 صحيفة 7 دعا فيه دعوة صريحة إلى العري التام، وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، وهي بدعة كانت وقتها تنتشر في بعض بلاد أوروبا، كذلك تتضح نزعة ارتيابه في كثير من قصائده الشعرية التي كان ينظمها أيامها.
ومع نهاية عام 1948 سافر في بعثة تدريبية حول التربية وأصول المناهج، وأول ما يلفت النظر في هذه البعثة أنها جاءت فجأة وشخصية، فلم يعلن عنها ليتقدم لها من يرى نفسه كفؤًا خاصة وأن المبتعث تجاوز السن التي تشترط إدارة البعثات توفرها بكثير. وواضح أن سفر سيد قطب كان وليد تخطيط خفيّ بعيد عن سيد قطب نفسه بداهة.
(الطاهر أحمد مكي) سيد قطب وثلاث رسائل لم تنشر من قبل في مجلة الهلال أكتوبر 1986 ص 123-126.
وقد جاء في مجلة روز اليوسف صحيفة 34 سنة 1996 في 29 تموز العدد 3555 تحت عنوان ما نصه :”سيد قطب من الإلحاد إلى القداسة والعكس”.
– أحب فتاة من سبع بنات طرقن باب بيته .. وبكى حين تزوجت.
– كتب عن الشفة الظامئة والعين الهاتفة والفخذ اللفاء والصدر الناهد.
– دعا إلى العري التام وأن يعيش الناس كما ولدتهم أمهاتهم.
– وصفه حسن البنا بأنه باحث عن الشهرة وجذب الأنظار .. لا يجب إحراجه.
وفي نفس العدد صحيفة 36 سيد قطب هو الذي قال هذا، وهو الذي وصف هذه السهرة بأنها “اللذيذة البريئة”، وقد كتب ذلك في عام 1951 أي في عز مجد الجماعة التي تسمى “بالإخوان المسلمين” المحظورة قانونًا الآن والتي صارت أفكاره دستورًا لها فيما بعد. وفي نفس المقال كتب سيد قطب عن بداية الرجل في حياته الجنسية وقال :”الفتاة .. تعرف جيدًا موضع فتنتها الجسدية، في العين الهاتفة والشفة الظامئة والصدر الناهد والردف المليء والفخذ اللفاف والساق الملساء وهي تبدي هذا كله ولا تخفيه، والفتى … يعرف جيدًا أن الصدر العريض والعضل المفتول هما الشفاعة التي لا ترد عنه كل فتاة” انتهى.
بعض مقالاته
أنه يسمي الله بالريشة المعجزة، وبالريشة الخالقة والمبدعة، وذلك في مواضع عدة من كتابه المسمى “التصوير الفني في القرءان” وغيره، ويسمي الله بالعقل المدبّر في تفسيره سورة النبأ، وهذا مما لا يخفى أنه إلحاد قال تعالى :{وللهِ الأسماءُ الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائِه} (سورة الأعراف/180) وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي السلفي في عقيدته التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة: “ومن وصف اللهَ بمعنًى من معاني البشر فقد كفر”.
ويعبّر في كثير من المواضع في كتابه المسمى بهذا اللقب “في ظلال القرءان” (طبعة دار الشروق، بيروت، 1400هـ ـ1980) عن الآيات القرءانية بأنها قطعة موسيقية لها أداة وإيقاع، ولها موسيقى متموجة عريضة، ونحو ذلك. ثم إنّه يقرّر في كتابه :”في ظلال القرءان” الطبعة الأخيرة أنه لا وجود للمسلمين على الأرض طالما يحكم الحكامُ بغير الشرع ولو في مسائل صغيرة، يذكر ذلك في الجزء الأول الصحيفة 590، ثم يكفّر كل من حكم بغير الشرع على الإطلاق ولو في مسئلة صغيرة من غير تفصيل
مفسرًا قوله تعالى :{ومن لم يحكُم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} (سورة المائدة/44) على ظاهره، جاهلاً أو مكابرًا أن السلفَ ومن بعدَهم أوّلوا هذه الآية، كما ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان القرءان، والبَراء بن عازب رضي الله عنه، ذكر القرطبيّ في كتابه “الجامع لأحكام القرءان” في تفسير هذه الآية ما نصه :”نزلت كلها في الكفار، ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث البراء، وعلى هذا معظم العلماء والمفسرين، فأما المسلم فلا يكفُر وإن ارتكب كبيرة، وقيل: فيه إضمار، أي ومن لم يحكم بما أنزل الله ردًّا للقرءان وجحدًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر، قاله ابنُ عباس ومجاهد.”
ويُروى أن حذيفةَ سئل عن هذه الآيات أهي في بني إسرائيل؟ قال :”نعم هنّ فيهم”. وقال طاووس وغيرُه: ليس بكفرٍ ينقُل عن الملة ولكنه كفرٌ دون كفر.
فقد حسم حبرُ الأمّة عبدُ الله بن عباس الموضوعَ بتفسير موجز مفيد، فقد أخرج الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وأخرج البيهقي في سننه وغيرهما عنه في الآيات الثلاث المذكوراتِ أنه قال :”إنّه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرًا ينقُل عن الملة، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئكَ هم الكافرون} كفرٌ دون كفر”، ومعنى “كفر دون كفر” أي ذنب كبير يُشبه الكفرَ في الفظاعة. والعجبَ أن هذا الكتاب يَروج ويباع في البلاد الإسلامية وهو لم يدع فردًا من البشرية إلا وقد رماه بالردّة حتى المؤذنين في المشارق والمغارب لأنهم لم يثوروا على رؤسائهم الذين يحكمون بغير الشرع فيقول في الجزء الثاني صحيفة 1057 ما نصه :”فقد ارتدت البشرية إلى عبادةِ العباد وإلى جَور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله وإن ظل فريق منها يردّد على المأذن لا إله إلا الله دون أن يُدركَ مدلولها، ودون أن يعي هذا المدلول وهو يرددها، ودون أن يرفضَ شرعية الحاكمية التي يدعيها العباد لأنفسهم …”
بعض مقالاته
ويقول :”إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية وارتدت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء..”، ثم يتابع فيقول :”البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يردّدون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثمًا وأشدّ عذابًا يوم القيامة لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد”.
ثم يذكر في الجزء الثاني صحيفة 841 أن من حكَم ولو في مسئلة جُزئية بغير الشرع فهو خارج عن الدين، ثم يكفّر من يحكم بغير الشرع إطلاقًا ولو في قضية واحدة في الجزء الثاني صحيفة 972 فيقول :”والإسلام منهج للحياة كلها من اتبعه كله فهو مؤمن وفي دين الله، ومن اتَّبع غيره ولو في حكم واحد فقد رفض الإيمانَ واعتدى على ألوهية الله وخرج من دين الله مهما أعلن أنّه يحترمُ العقيدةَ وأنّه مسلم”، ويذكر نحو ذلك في الجزء الثاني صحيفة 1018،
وزاد في الجرأة إلى أن ذكر في الجزء الثالث صحيفة 1198 أن من أطاع بشرًا في قانون ولو في جزئية صغيرة فهو مشرك مرتدّ عن الإسلام مهما شهد أن لا إله إلا الله، ثم يطلق القول بعد ذلك في الجزء الثالث صحيفة 1257 بأنّ الإسلام اليوم متوقف عن الوجود مجرد الوجود، وأننا في مجتمع جاهليّ مشرك.
روى ابن ماجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :”لا تجتمع أمتي على ضلالة” هذا الحديث يرد أقوال سيد قطب هذه.
ويقرر في الجزء الرابع صحيفة 2012 أن الاشتغال بالفقه الآن بوصفه عملاً للإسلام فهو مضيعة للعمر والأجر أيضًا طالما الناس في جاهلية يعبدون حكامهم.
ثم يخالف جميع علماء الإسلام في قوله :”إن قول الله تعالى :{وهو معكم أين ما كنتم} هو على الحقيقة لا على الكناية والمجاز، فالله سبحانه مع كل أحد، ومع كل شىء، وفي كل مكان” جعل الله منتشرًا في العالم وهذا كفر، وقوله “في كل مكان” هذا لم يقله أحدٌ من السلف،
إنما قاله جهمُ بن صفوان الذي قُتل على الزندقة في أواخر أيام الأمويين، ثم تبعه جهلة المتصوفة من غير فهم للمعنى الذي كان يريده جهم (جهم كان يقول هذه العبارة، وكان يريد معناها الحقيقي وهو الانتشار، وجهلة المتصوفة يريدون السيطرة على كل مكان، وقد نسب هذا القول إلى جهلة المتصوفة إسماعيل حقي في تفسيره “روح البيان” وهو من الصوفية، فليعلم هؤلاء في أي واد يعيشون)، فكل علماء الإسلام اتفقوا على أن معنى قوله تعالى {وهو معكم أين ما كنتم} إحاطة علمه تعالى بكل الخلق، ذكر سيد قطب مقالته هذه في الجزء السادس صحيفة 3481 من كتابه المذكور.
إنما قاله جهمُ بن صفوان الذي قُتل على الزندقة في أواخر أيام الأمويين، ثم تبعه جهلة المتصوفة من غير فهم للمعنى الذي كان يريده جهم (جهم كان يقول هذه العبارة، وكان يريد معناها الحقيقي وهو الانتشار، وجهلة المتصوفة يريدون السيطرة على كل مكان، وقد نسب هذا القول إلى جهلة المتصوفة إسماعيل حقي في تفسيره “روح البيان” وهو من الصوفية، فليعلم هؤلاء في أي واد يعيشون)، فكل علماء الإسلام اتفقوا على أن معنى قوله تعالى {وهو معكم أين ما كنتم} إحاطة علمه تعالى بكل الخلق، ذكر سيد قطب مقالته هذه في الجزء السادس صحيفة 3481 من كتابه المذكور.
ويرمي سيدَنا إبراهيم عليه السلام بالشكّ فيقول في الصحيفة 133 ما نصه :”وإبراهيم تبدأ قصّته فتى ينظر في السماءِ فيرى نجمًا فيظنّه إلهه، فإذا أفَل قال: لا أحبّ الآفلين، ثم ينظر مرة أخرى فيرى القمر فيظنُّه ربَّه ولكنه يأفل كذلك فيتركه ويمضي، ثم ينظر إلى الشمس فيُعجبه كِبرها ويظنّها ولا شكّ إلهًا ولكنها تُخلف ظنَّه هي الأخرى”.
فهذا الكلام مناقض لعقيدة الإسلام التي تنصّ على أن الأنبياء تجب لهم العصمة من الكفر والكبائر وصغار الخسّة قبل النبوة وبعدها، وقول إبراهيم عن الكوكب حين رءاه {هذا ربي} هو على تقدير الاستفهام الإنكاري، فكأنّه قال: أهذا ربّي كما تزعمون!؟ ثم لما غاب قال {لا أحبّ الآفلين} أي لا يصلح أن يكون هذا ربًّا، فكيف تعتقدون ذلك؟ ولما لم يفهموا مقصوده بل بقَوا على ما كانوا عليه حينما رأى القمر مثل ذلك، فلما لم يجد منهم بغيته أظهر لهم أنه بريء من عبادته وأنه لا يصلح للربوبية، ثم لما ظهرت الشمس قال مثل ذلك فلم ير منها بغيته فأيس منهم فأظهر براءته من ذلك، وأما هو في حدّ ذاته كان يعلم قبل ذلك أن الربوبية لا تكون إلا لله بدليل قولِه تعالى :{ولقد ءاتينا إبراهيم رشدَه من قبل} (سورة الأنبياء/51).
فتلخص من هذا أنه طعن في مفسري علماء المسلمين سلفهم وخَلفهم، وهذا فتحُ بابٍ للمروق من الدين لا يعلم مبلغَ خطره إلا الله، فليحذره المسلمون وليشفقوا على دينهم من هذا الخطر.
وأنتم يا أيها المعتصبون لهذا الرجل اتقوا الله وارجعوا عن منهجكم هذا حتى تكونوا مع جمهور الأمة، ومن شذّ شذّ في النار. واللهَ نسأل أن يعصمنا عن مثل هذا الزلل. انتهى.
سيد قطب من الإلحاد والماركسية
إلى رئاسة جماعة حزب الإخوان
سيد قطب يعترف أنه كان ملحدًا، وأنه مرّ في فترة ارتياب في العقيدة الدينية وظل كذلك لسنوات، وأنه قال عن نفسه :”وكنت قبل ذلك إحدى عشر سنة ملحدًا”. كما جاء ذكر ذلك في كتابه “لماذا أعدموني”، وكما في كتابه “معالم في الطريق”، وقد صرح بذلك هو أكثر من مرة وشانه بذلك الندوي، ونشر ذلك في عدد من المجلات والمقالات الصحفية مثل ما يسمى “مجلة التقوى” ومجلة “روز اليوسف” وغيرهما. فإذًا سيد قطب ليس عالمًا من علماء الإسلام، وليس فقيهًا ولا مفسرًا ولا نحويًا، وليس من علماء العقيدة الإسلامية، إنما هو كاتب في الروايات السينمائية والقصص الغرامية، وراجع في ذلك إن شئت في كتابه “أشواك قطب”، فلماذا التعصب لماركسيّ ملحد يتغنى بمفاتن الفتيات والنساء