فقد رويَ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّمَ بإسنادٍ ضعيفٍ أنه قال: العينُ تُدخِلُ الرَّجُلَ القبرَ والـجَمَلَ القِدْرَ.
معنى قولِه عليه الصلاةُ والسلامُ: أي يموتُ بسبَبِها ويُدْفَنُ ، العينُ أمرُها صعبٌ شديدٌ ، كثيرٌمن الناسِ سببُ موتِهم العينُ ، كثير من الأمراضِ التي تُحيّرُ الأطباءَ سبَبُها العينُ . قد يَصِلُ ضرَرُها إلى أنْ يصيرَ عقلُ الشخصِ المَعْيُونِ يَتَخَبَّلُ ثم يَطْلَعُ بسبَبِ ذلك إلى عُلْوِ بِناءٍ أو جبلٍ فيرمي نفسَه .
وأما قولُهُ عليه الصلاةُ والسلامُ : وتُدخِلُ الجملَ القِدْرَ فمعناه قد تَصْرَعُ الجملَ فيَقَعُ فيكون كالذي في سكراتِ الموتِ فَيُذْبَحُ . ثم لحمُهُ يدخُلُ القِدْرَ أي يُطْبَخُ للأكلِ.
قيلَ عن شخصٍ بأنه قويٌ في إصابةِ العينِ قالَ لِمَن معه : تُريدونَ أن أصرعَ لكم هذا الجملَ؟ قالوا: نعم، فنظرَ إليه تلكَ النظرةَ الخبيثةَ فوقعَ الجملُ.
هذا ذُكِرَ لي أنه حصلَ في الشامِ.
وهذا الشيخُ محمد رِفْعَت المِصْرِيُّ المُقْرِئُ الذي صوتُهُ حُلْوٌ قيلَ إنه لمَّا كان طِفلاً كان يمشي مع أبيه، فقالٌ رجلٌ هذا عَيْنُهُ كعينِ أبناءِ الملوكِ فَعَمِيَ. سببُ عماه هذا الرجلُ الذي ضربَه بعينِه. هذا الشيخُ محمد رِفْعَت كان لمّا يقرأُ القرءانَ يُحِسُّ الشخص لمَّا يسمَعُهُ رِقَّةً في القلبِ، ليس كأكثرِ الذينَ يقْرَؤونَ في الإذاعاتِ اليومَ لا تجِدُ خُشوعاً لمّا تسمعُ قِراءَتَهم. أما هو لمّا تسمعُ قِراءتَه يتحرَّكُ القلبُ .
لـو كان يوجدُ خليفةٌ اليومَ كان يحبِسُ الذينَ يُصيبونَ بالعينِ ولا يُخَلّيهِمْ يختلِطونَ بالناسِ. الإصابةُ بالعينِ لا بُدَّ فيها مِنْ نيّةٍ خبيثةٍ، وغالباٍ لا تَـحْصُلُ الإصابةُ بالعينِ إلا معَ الكلامِ. وقد يُصيبُ الشخصُ بالعينِ مِنْ غيرِ كلامٍ. ومَنْ ظَنَّ أنه لا يُصيبُ بالعينِ منْ غير كلامٍ غَلِطَ .
يوجَدُ أمرٌ غريبٌ في بلادِنا وهو أنه قد يمرضُ الشخصُ ثم يأتي شخصٌ يَقراُ عليهِ، فيتكلَّمُ على لسانِ المريضِ جِنّيٌّ فيقولُ أنا فلانٌ أو فلانةُ ، لا يقولُ أنا جِنّيٌ ، يُسمّي الجِنيُّ شخصاً معروفاً بالإصابةِ بالعينِ. بعضُ الناسِ يُصَدّقونه، يقولونَ هو العائِنُ تكلَّمَ على لسانِ المريضِ وليس الأمرُ كذلك إنَّما الشيطانُ كانَ حاضِراً لمّا نظرَ إليه العائِنُ تلك النظرةَ الخبيثةَ فَتَبِعَ الشخصَ ودخل فيه تلك الساعةَ، تَبِعَ تلك النظرةَ ودخلَ فيه. الجِنُّ كَذّابونَ أكثرَ مِنَ البشرِ.
كان في بلادِنا رَجُلٌ له أصحابٌ من الجنّ يأتي إلى بيتِ المريضِ بعدَ الغروبِ عادةً ثم يُطْفَـاُ الضَّوءُ، ثم الحاضِرونَ يُحِسُّونَ بحركةٍ مِنْ فوق إلى أرضِ البيتِ ، فيقولُ هؤلاءِ الجنُّ السلامُ عليكم السلامُ عليكم، ويقولونَ يا فلانُ أنتَ كذا أنتَ كذا. ويقولونَ هذا المريضُ سببُ مرضِهِ كذا وكذا، ثم يقولونَ ادفعوا للشيخِ كذا وكذا مِنَ العُمْلَةِ. مَرّةً رَجُلٌ مِنْ جماعتِنا كان حاضِراً فقالَ لهم أنتم أغنى مِنْ صاحِبِ البيتِ أنتم أعطُوهُ. ومرَّةً حضروا إلى بيتِ شخصٍ فصاروا يتكلَّمونَ وهم كانوا فيما أظُنُّ ثلاثةً، ثم قالَ أحدُهم: نحنُ بعضُ الناسِ يَظُنُّونَ أننا جِنٌّ نحنُ لسنا جِنّاً حتى يُفْخّمَهُمْ بعضُ الناسِ ويعتقِدونَ بهم اعتقاداً كبيراً، ثم قالَ:
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
نحنُ والمَلَكُ الذي بِلا أبٍ ولا أُمْ لا أكْلَ ولا شُرْبَ ولا نَوْمَ لَهُم
هو هذا الجِنّيُ دارِسٌ ببعضِ الكُتبِ، استشهدَ بهذا البيتِ الذي في مَنْظومةِ عقيدةِ العوامّ. ثم اللهُ أنطقَهُ قالَ ءامُرُ ابني مَيْمون بكذا ، هو كذَّبَ نفسَهُ في مجلسٍ واحدٍ .
ومما ينفعُ لِمَنْ أُصيبَ بالعينِ أنْ يُقْرَأ له الفاتحةُ وءايةُ الكرسيّ مرَّةً مرةً أو أكثرَ ، إنْ هو قرأَ لنفسِهِ أو غيرُهُ قرأَ له كلٌّ ينفعُ .
أما الذي يقولُ إن النظرةَ البريئةَ تُسببُ الإصابةَ بالعينِ يكفرُ. لا تحصلُ الإصابةُ بالعينِ إلا إذا نظرَ الشخصُ نظرَةَ الحسدِ وتكلَّمَ. على قولِ بعضِ العلماءِ الإصابةُ بالعينِ لا تحصلُ إلا إذا تكلَّم الشخصُ.
سئل الشيبخ: كأنكم تميلونَ إلى هذا؟ قال الشيخ: نعم.
أما حديثُ: مَن رأى من نفسِه أو مالِه أو ولده شيئا يُعجِبُه فليدْعُ بالبركةِ فإن العين حقٌ. فمعناه إذا أُعجِبَ بما في نفسِه على وجهٍ قبيحٍ كأن يكونَ على وجهِ الفخرِ هذا يُخشى من الإصابةِ بالعينِ فيدعوا بالبركةِ للحفظِ من ذلك. أما إذا أُعجبَ بما في نفسِه أو مالِه أو ولدِه لأنه نِعمةٌ من الله فهذا لا يُصيبُ بالعينِ، هذا شكرَ اللهَ بقلبِه يقولُ اللهمَّ باركْ فيَّ ولا تضُرَني، إنما فرِح بحالهِ أو بحالِ ولدهِ أو بمالِه من حيثُ إنه نعمةٌ من الله فيقولُ اللهم بارك في كذا ولا تضرَّه هذا من بابِ الشكرِ ليسَ خوفَ الإصابةِ بالعينِ. فالحالُ التي يُخشى فيها من الإصابةِ بالعينِ إذا نظرَ الشخصُ إلى نفسهِ نظرةَ الإعجابِ للفخرِ أو نظرَ إلى غيرِه نظرةَ الحسدِ، ورد في الحديث: العينُ حقٌ يَحْضُرُها الشيطانُ وحسدُ ابنُ ءادم. معناهُ يتعاونان حسدُ ابنُ ءادمَ والشيطانُ يجتمعان.