السؤال:
اخوة الكرام، السلام عليكم، لقد زرت المدينة وتوجهت لقبر النبي ودعوت الله وتوسلت بنبيه، فرأيت السعوديين يمنعون الناس ويصرخون بوجوههم قائلين أن ذلك بدعة وأنه شرك ووو.. حتى أتوا ومنعوني من استقبال النبي صلى الله عليه وسلم. منعوني من التوجه للقبر.. فسؤالي هو هل يجوز أن أتوجه الى النبي وأستقبله بالدعاء؟ وما الدليل على جواز ذلك؟
الجواب:
الحمدّ لله المستغني عن كل ما سواه، والمفتقر إليه كلّ ما عداه، القديم الأزلي الذي لم يزل موجودا بلا بداية، الدائم الباقي بلا نهاية والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام من بعثه الله رحمة للأنام وعلى ءاله وصحابته الكرام وبعد.
أخي الكريم، هؤلاء الذين منعوك من استقبال النبي في الدعاء ويزعمون أن زيارة قبر النبي والتوسل به شرك وعبادة للقبور هم الوهابية الجفاة النفاة المجسمة هداهم الله فاحذرهم.
أما بالنسبة لاستقبال النبي في الدعاء فهذا أمر جائز بل مطلوب، والدليل على ذلك أقوال العلماء الأجلاء. والحمد لله أن الامام مالك أجاب عن هذا السؤال. والقصة هي أن الإمام مالك يقول للخليفة المنصور لما حجّ وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأل مالكا قائلا: “يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له الإمام مالك ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبله واستشفع به فيشفّعه الله”. والقصة ثابتة وصحيحة والحمد لله الذي حفظ هذا الدين بالحفاظ والمجتهدين.
فمن نتبع؟ الوهابية الجفاة النفاة المجسمة التكفيرية، أم جمهور الأمة الذين اتبعوا أئمة الهدى كالامام مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد؟ هؤلاء الوهابية منحرفون عن جمهور الأمة فوجب الحذر والتحذير منهم.
وتحصل زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم يا أخي المسلم بأن يتوجه المسلم إلى المدينة المنّورة التي نورها الله بنور نبينا صلى الله عليه وسلم ثم يتوجه إلى قبره صلى الله عليه وسلم بعد صلاة ركعتين تحية المسجد في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحصل السلام على الرسول بأن يقف الزائر متنحيا نحو أربعة أذرع عن الجدار عند قبره صلى الله عليه وسلم وبأدب واحترام غاضا طرفه ممتلىء القلب بالإجلال والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول بصوت متوسط: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبيّ الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين، السلام عليك يا خير الخلق أجمعين، السلام عليك يا قائد الغرّ المحجلين، السلام عليك وعلى آلك وأهل بيتك وأزواجك وأصحابك الطيبين الطاهرين، السلام عليك وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.
واعلموا إخوة الإيمان أنّ التبرك بالرسول صلى الله عليه وسلم وآثاره وقبره الشريف شىء يرضاه الله تعالى وقد كان الصحابة والسلف الصالح يفعلونه ولا عبرة بمن خالف ذلك من أصحاب القلوب الغليظة، يقول الله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة} وزيارة الرسول والتبرك به من أهم الوسائل المقربة إلى الله جلّ وعلا. ومن الأدلة على ذلك أن النبي لما حلق شعره وزع شعره للصحابة، ودل ذلك على جواز التبرك لأن الصحابة تبركوا بشعر النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا الامام أحمد يجيب ابنه على تقبيل ومس رمانة منبر النبي وقبره فقال أحمد: لا بأس بذلك. فكيف يتجرأ الوهابية بتكفير المسلم الزائر لقبر النبي المتوسل والمتبرك به صلى الله عليه وسلم؟
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
نسأل الله السلامة والله أعلم وأحكم.