“أعتذر لكم يا شعب أراكان المسلم أول مرة أعرف قصتكم“…
عبارة كتبها الكثير من النشطاء على صدر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ورود أخبار وصور الانتهاكات الصارخة والقتل التي ترتكبها مجموعات بوذية و الجبش البوذي أيضاً بحق مسلمي بورما وتهجيرهم من إقليم أراكان ذو الأغلبية المسلمة.
يتعرض المسلمون الذين يعرفون باسم “الروهينغيا” لعمليات اضطهاد ممنهجة منذ سنوات من قبل السلطات في بورما والتي لا تعترف بهم وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من بنجلاديش، بينما وصفتهم الأمم المتحدة بأنهم أكثر الأقليات تعرضًا للاضطهاد في العالم.
ويشهد إقليم”أراكان” تناميًا في أعمال العنف الطائفي واغتصاب المسلمات من قبل مجموعات بوذية تحت حماية قوات النظام الحاكم هناك أسفرت عن مقتل المئات بل الآلاف، وتشريد ما يزيد على 100 ألف بالإضافة إلى حملة الاعتقالات التي ينتهجها النظام الحاكم في بورما مع أهل الإقليم.
تقع جمهورية اتحاد ميانمار المعروفة باسم بورما بجنوب شرق آسيا، يسكن بها عدد من الديانات أغلبهم من البوذيين، بالإضافة إلى عدد من الأقليات، أكبرهم الأقلية المسلمة والتي تصل إلى20% من إجمالي عدد السكان، يتركز غالبيتهم في إقليم أراكان شمالاً على حدود الهند، بالإضافة إلى وجود عدد منهم في العاصمة رانجون، ومدينة ماندلاي.
بالرغم من وجود المسلمين بأرض بورما منذ مئات السنين، وتحديدًا في القرن السابع الميلادي، إلا أنهم بدءوا في الهجرة من جديد بأعداد كبيرة في العقود الأخيرة إلى السعودية والإمارات وبنغلاديش وباكستان بسبب القتل الجماعي والاضطهاد الذي واجهوه من قبل البوذيين والحكومات الميانمارية المتعاقبة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
الأزمة الأخيرة
و بعد تقديم نبذة صغيرة عن ذلك البلد ننتقل سريعاً إلى الوضع الحالي فنقول :
كان إعلان الحكومة البورمية أنها ستمنح بطاقة المواطنة لأهالي أراكان من الروهينيجا بعد ضغوط خارجية عديدة بمثابة صافرة الانطلاق للموجة الأخيرة من الإرهاب والعنف الذي مارسه البوذيون على أهالي الإقليم في محاولة لإيقاف القرار ومنع إصداره بأي طريقة خاصة وأنه سيؤثر على الانتخابات القادمة بعد تمكن المسلمين من المشاركة فيها، بالإضافة على خوفهم الشديد من انتشار الإسلام إذا ما حصل المسلمون على حريتهم.
الحادثة الأولى التي فجرت ما بعدها من أحداث كانت تَرصُد مجموعة من البوذيين الماجيين لأي تحرك من مسلمين يمرون على الطريق الواصل بين إقليم أراكان والعاصمة ليهاجموهم، وتندلع بعدها أحداث عنف يتمكنوا فيها من تشويه صورة المسلمين إعلاميًّا وصولاً لوقف قرار الاعتراف بهم ومنحهم بطاقات الهوية.
في هذه الأثناء مرت حافلة تقلّ مجموعة من العلماء والدعاة المسلمين منهم من عاصمة بورما “رانغون”ومن عاصمة ولاية أراكان “إكياب- سيتوي” وحين وصلوا إلى المكان الذي انتظروهم فيه هاجمهم قرابة الـ466 من الماجيين البوذيين ليموتوا جميعًا تحت أيديهم من شدة الضرب.
تمت عمليات القتل بصورة وحشية حيث تم تقييد هؤلاء العلماء من أيديهم وأرجلهم وضربهم بالعصي على وجوههم ورؤوسهم ليتركوا أجسادًا برؤوس مهشمة وجماجم مكسَّرة وأعين مفقوءة.
أما الحكومة البورمية فرأت الأحداث بعين أخرى تمامًا حيث حاولت التغطية على الجريمة البشعة بالقول إن وراء اندلاعها تعرض فتاة بوذية للاغتصاب على يد ثلاثة شبان مسلمين روينجيين، مما أدى إلى حدوث مصادمات عنيفة بين الأراكنيين والروينجيين احترق على إثرها 3000منزل، وأماكن تجارية، ومقتل العشرات بالرغم من أن القرية التي قالت الحكومة إن حادثة الاغتصاب وقعت بها بعيدة تمامًا عن مكان الأحداث والغالبية بها من البوذيين.
بناءً على هذا التبرير للحادث اعتقلت الحكومة عددًا من الشباب من المسلمين بتهمة الاشتباه في حادث الفتاة دون أي تحرك للقبض على المئات الذين قتلوا العلماء بالرغم أنهم ليسوا من أهل الإقليم بل من العاصمة ويحملون الجنسية البورمية وتم الاعتداء عليهم أثناء المرور بالمنطقة.
وردًّا على هذه المجزرة دعا المسلمون لمظاهرات يوم الجمعة 3/6/2012م، إلا أن قوات كبيرة من الجيش والشرطة البوذية أحاطوا بشوارع المسلمين تحسّبًا لأيّ مظاهرات وشغب في أراكان ومنعوا المصلين من الخروج مجتمعين, وأثناء خروجهم قذفهم الرهبان البوذيين الماج بالحجارة بقصد استفزازهم.
غضب المسلمون من هذه التصرفات المتتالية وقتل الدعاة دفعهم للثورة على هذا الواقع مما أتاح الفرصة أمام “الماج” ليردوا على ثورة المسلمين بإبادة شعب طال تخطيطهم من أجل إبادته.
فَرض الجيش حظر التجوال على الجميع والتزم المسلمون بالتهدئة، ورجعوا لمنازلهم فتمت محاصرة أحياء الروهنجيين المسلمين حصارًا محكمًا من قبل الشرطة البوذية الماجيّة, وتركوا الأمور تسير بشكل طبيعي للبوذيين الذين اقتنصوا الفرصة, للهجوم على قرى ومنازل المسلمين بالسواطير والسيوف والسكاكين, وبدأت حملة الإبادة المنظمة ضدّ المسلمين والتي شارك فيها حتّى كبار السن والنساء، والتي أدت إلى حرق أحياء وقرى كاملة للمسلمين تحت مرأى ومسمع الشرطة الماجية البوذية، وأمام صمت الحكومة التي اكتفت ببعض النداءات لتهدئة الأوضاع.
وبدأ النزوح الجماعي للمسلمين من إكياب ومانغدو بعد أن احترقت منازلهم وصاروا يهيمون على وجوههم في كلّ مكان, بأجساد عارية ليس عليها إلا خرق بالية, وبدأ تهجيرهم وطردهم والدفع بهم في عرض البحر على سفن متهالكة بلا طعام ولا شراب, فرارًا بأرواحهم وأطفالهم إلى مخيمات اللجوء التي لم يتمكن البعض من الوصول إليها وكان الموت أقرب إليه منها.
أما من تمكن من الوصول إلى ملاجئ البورميين ببنغلاديش فوضعهم لا يختلف كثيرًا عن الوضع في الداخل، سوى الفرار من القتل؛ حيث يعيشون في حالة مزرية، يحتشدون في منطقة تكيناف داخل مخيمات مبنية من العشب والأوراق وسط بيئة ملوثة ومستنقعات تحمل الكثير من الأمراض مثل الملاريا والكوليرا ولا تتوفر لهم أبسط مقومات الحياة
اللهم الطف بحال المسلمين هناك بجاه نبيك و حبيبك محمد صلى الله عليه و سلم
Please Like Our Page on Face book
الرجاء الإنضمام إلى صفحتنا على الفيس بوك
https://www.facebook.com/support.burma.muslims
و نضع بين أيديكم بعض الصور الملتقطة من هناك التي تبيّن حال المسلمين بشكل أو بآخر
يا رسول الله .. أغث أمتك يا حبيب الله
نقول ما قاله الصحابة
وا محمداه .. أغث أمتك يا رسول الله