كل الاحتمالات مفتوحة بالنسبة إلى الأطباء المصريين المعتقلين في الإمارات. هذا ما تؤكده المعلومات القليلة المتاحة حتى الآن حول ثلاثة أطباء تم اعتقالهم ومنعهم من السفر في 18-12-2012
بدأت الأزمة في 18 كانون الأول الحالي، حين منع الدكتور (ع.س) وأسرته من مغادرة الإمارات، لقضاء إجازته السنوية، وتمت إعادتهم من المطار، بدعوى وجود تعليمات أمنية بذلك.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد عودة الطبيب وأسرته إلى منزلهم، اقتحمت قوات من الشرطة الإماراتية المنزل وقامت بتفتيشه، وصودر جهاز الكومبيوتر المحمول والهاتف الخلوي الخاصين به، وتم اقتياد الطبيب إلى جهة غير معلومة، ومن دون مذكرات قانونية أو قضائية، فيما أُبلغت الأسرة بأنها ممنوعة من السفر.
توجهت زوجة الطبيب في اليوم التالي إلى مقر الشرطة والنيابة، وطلبت معرفة أسباب إلقاء القبض على زوجها، لكنهم قالوا إنهم لا يعرفون شيئاً عنه، وإنه ربما يكون محتجزا لدى سلطة أمنية عليا.
سيناريو شبيه تكرر مع الدكتور (م.ش)، الذي يعمل طبيباً نفسيا في دبي، والدكتور (ع.ز)، الذي يعمل في إمارة عجمان.
هذه هي المعلومات المعروفة، والتي لا تفسر شيئاً. الأهم من هذا هو المعلومات غير المؤكدة، والتي قد تقدم تفسيراً لما حدث للأطباء المصريين.
المعلومة الأهم في هذه السياق هي الانتماء السياسي-الديني للأطباء المختفين، حيث ترددت أنباء عن انتمائهم إلى الجماعة المسمّاة «الإخوان المسلمين» المعروفة بشذوذها العقائدي.
الجماعة من ناحيتها، لن تصرح بهذا حتى لا يصبح وضعهم أسوأ؛ ومن ناحية أخرى فالإمارات لن تقول هذا لأن الانتماء إلى الجماعة ليس تهمة تبرر الاعتقال».
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
الانتماء السياسي للأطباء، إن صح، يكتسب أهمية كبرى إذا وضع في سياق العلاقات المتوترة بين «الإخوانجية» والنظام الحاكم في الإمارات.
ومنذ أشهر بدأت حرب تصريحات بين قائد شرطة دبي ضاحي خلفان، وبين قياديين في جماعة «الإخوان». هذا التلاسن، انعكاس لقلق الإمارات من صـعود نظام «الإخوان» في مصر وسيطرتهم على مقاليد الأمور. ويوضح المحللون في هذا الإطار إن «دول الخليج وعلى رأسها الإمارات رأت مساوئ الحكم الإخونجي الشاذ في دول عربية كثيرة، ما جعل لديها خوف كبير من امتداد عدوى الحكم الإخواني لدولهم».
وبدأ التلاسن عندما طالب خلفان بإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الاتحاد العـالمي لعلـماء المسـلمين، يوسف القرضاوي، المعروف من جهتهم بفتاويه التي تثير جدلاً واسعاً; من فتاويه يقول القرضاوي أن نار جهنم تفنى وتزول,وقد ورد في القرآن الكريم “خالدين فيها” و ورد ذكر بقاء النار في العديد من الآيات والأحاديث, بالإضافة إلى فتواه الشهيرة التي تقول أنه يجوز للمسلم أن يتحول من دينه إلى دين آخر .
واتهم خلفان القرضاوي بأنه يعمل بأسلوب «يا تخلوا تنظيم الإخوان يأخذ راحته أو أشتمكم في الجزيرة وفي خطبة الجمعة»، واصفاً الأمر بأنه «بلطجة».
واستمر التلاسن بين الطرفين، ليصرّح خلفان بأن الإخونجية يشكلون «خطرًا على أمن الخليج.. وأنا لا أرتجي من الإخوان أن يوحدوا الصفوف ولا نتوقع منهم ذلك أبداً». وهذا هو الكلام الصواب, كما هو معلوم أن الإخوان يكفرون كل من تعامل بقانون وضعي ( حسب ما ورد في كتاب ظلال القرآن لزعيمهم سيد قطب| المجلد الخامس).. فالسؤال كيف انطلقتم في تكفير كل الحكام و الآن أنتم تحكون بقانون وضعي ؟ أليس هذا تكفيراً غير مباشراً لكم و دليل على أنكم تسعون فقط للسلطة؟
«النظام الحاكم في الإمارات يعتبر أن نظام الإخوان خطر عليه وعلى باقي دول الخليج. الإمارات لا ترتاح لنظام الحكم العقائدي التكفيري (كمنهج الوهابية و الإخوان ) وتراه خطراً على استقرارها.
مازال مصير الأطباء غير محسوم. ربما يتم الإفراج عنهم، وربما تتم محاكمتهم بتهمة السعي لقلب نظام الحكم في الإمارات كما ردد البعض. الأمر الوحيد المحسوم أن قصتهم لن تكون الفصل الأخير في صراع «الإخوان» مع الجميع.