الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد رسول الله وبعد…
فقد وُلِدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيم الأب فربته أمه ءامنة، ولما بلغ ست سنين توفيت أمه فرعاه جده عبد المطلب ورق عليه رقةً لم يرقّها على ولده، وكان يقرّبه منه ويدنيه، وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة وبنوه يجلسون حوله، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو طفل يأتي ويجلس على هذا الفراش فيأخذه أعمامه ليؤخّروه عنه، فيقول عبد المطلب: دعوا حفيدي، فواللهِ إن له شأنا كبيرًا، ثم يجلسه معه ويمسح ظهره بيده.
وأتى يومًا قوم من بني مُدلج وهم يعرفون بالاثار وقالوا لعبد المطلب: احتفظ بحفيدك هذا، فإننا لم نرَ قدمًا أشبه بالقدم التي في مقام إبراهيم قرب الكعبة من قدمه، فقال عبد المطلب لأبي طالب: اسمع ما يقول هؤلاء.
وعندما توفي عبد المطلب كفل أبو طالب سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم وضمّه إلى أبنائه فأحبه حبًا شديدًا، وكان أبو طالب إذا أراد أن يُغَذّي أبناءه أو يُعَشّيَهم يقول لهم: ابقوا كما أنتم حتى يحضر محمد فإذا أتى أكل معهم، فيبقى من الطعام الكثير، وإذا لم يكن معهم أنهوا الطعام ولم يشبعوا، فيقول أبو طالب: إنك مبارك. وكان أبناء أبي طالب إذا قاموا من نومهم كان على أعينهم الرمص وقد تشعّثت شعورهم، وأما رسول الله فيقوم وهو مكحول العين معطَّرًا مهذَّب الشعر صلى الله عليه وسلم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website