افتراؤهم على الشيخ عبد القادر الجيلاني
مما افتروه على الشيخ الكبير والعالم النحرير والقطب الشهير الباز الأشهب سيدنا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ما يلي:
ما ورد في قصيدة عبد الكريم الجيلي التي رويّها “العين المضمومة” ومن جملتها:
قطعت الورى من نفس ذاتك قطعة وما أنت مقطوع ولا أنت قاطع
فإنه لفظ لا يجوز إطلاقه على الله تعالى مطلقًا بل هو كفر وضلال.
افتراؤهم على الشيخ أبي يزيد البسطامي
* التحذير مما ينسب إلى الشيخ الكبير أبي يزيد البسطامي.
ففي كتاب “لطائف المنن المنسوب لابن عطاء الإسكندري” ونظن أن مثل هذه الكلمات دست عليه عبارة منسوبة إلى أبي يزيد وهو منها برئ وهذه العبارة هي: “قال أبو يزيد: خضت بحرًا وقفت الأنبياء بساحله” وهذا كلام ظاهر البطلان فيه رفع لمقام أبي يزيد فوق مقام الأنبياء، وأبو يزيد البسطامي رضي الله عنه لا يقول مثل هذه الأقاويل.
ومما يحذر منه ما ينسبه بعض الناس من أن أبا يزيد البسطامي قال: “سبحاني ما أعظم شاني” وأنه قال “أنا الحق” أي الله وأنه قال: “الجنة ملعبة الصبيان” وكل هذه الأقوال مكذوبة لم يقلها أبو يزيد وهي أباطيل ملفقة مكذوبة، وحاشاه أن يقول مثل هذا الكلام القبيح لأنه من المتمسكين بآداب السنة الشريفة حالاً وقالاً وفعلاً، وقد كان في زمنه رجل “بقومس” مشهور بالورع والزهد فقال يومًا أبو يزيد البسطامي لأصحابه: قوموا بنا ننظر إلى الرجل الذي شهر نفسه بالولاية فذهبوا معه، فلما خرج الرجل من منزله ودخل مسجده رمى ببزاقه نحو القبلة فقال أبو يزيد: قوموا بنا ننصرف من غير أن نسلم فإن هذا الرجل ليس بمأمون على أدب من ءاداب الشريعة التي أدب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مأمونًا على ما يدعيه من مقامات الأولياء الصديقين.
افتراؤهم على الشيخ محي الدين بن عربي
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
* ومما يلزم التحذير منه افتراؤهم على الشيخ المشهور سيدنا محي الدين بن عربي رضي الله عنه.
ومن الكلام الرائج عند بعض مدعي التصوف والطريقة والذكر وغيرهم هذه الكلمة “ما الكون إلا القيوم الحي”، وأما نسبتها إلى الشيخ عبد الغني النابلسي في ديوانه وكذا في ديوان الشيخ محي الدين بن عربي فهو محض افتراء ودس وهما بريئان منها ومن مثلها لأنهما من أكابر الموحدين ويذكر الشيخ الشعراني أن الشيخ محي الدين ابن عربي يقول: “من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد” ولا يخفى على كل ذي عقل ثاقب أن الكلام الذي فيه أنهما يقولان “ما الكون إلا القيوم الحي” مدسوس على الشيخ محي الدين رضي الله عنه وعلى الشيخ عبد الغني النابلسي الذي قال في بيان كفر التشبيه وأنه يكفر من اعتقد واحدة منها ما نصه: “أو أنه له الحلول في شىء من الأشياء او في جميع الأشياء، أو أنه متحد بشىء من الأشياء أو بجميع الأشياء، أو أن الأشياء منحلة منه أو شىء منه، وجميع ذلك كفر صريح والعياذ بالله، وسببه الجهل بمعرفة الأمر على ما هو عليه” اهـ.
وكيف ينسب إليه أي إلى الشيخ النابلسي هذا وهو القائل في منظومته في التوحيد:
معرفة الله عليك تفترض *** بأنه لا جوهر ولا عَرَض
افتراؤهم على الطريقة النقشبندية
* ومما يلزم التحذير منه بعض مدعي النقشبندية وحاشا للشيخ القطب شاه نقشبند أن يكون من أمثالهم.
ومن مدعي الطريقة وهو منحرف عن أهل الحقيقة رجل يسمى عبد الله الداغستاني وهو داغستاني الأصل والمنشأ وقد قال عنه الشيخ محمد زاهد النقشبندي: “ليس سنيًّا وأنه خرج من بلاده وادعى أنه سني نقشبندي الطريقة وهو مقطوع ليس موصولا”، وله كتاب اسمه “الوصية” وقد ملأه بالفساد والضلال مما يلزمنا التحذير منه. وقد قال الداغستاني في أول كتابه هذا ما نصه: “يقول مولانا الشيخ الذي سيفوز في هذا الزمان بما لم يفز به الأولون من الخلوات والرياضات ومن الجهاد الأصغر والأكبر والذي سينال درجة عليا ورتبة كبرى لم ينلها الأنبياء ولا الصحابة” اهـ وهذه جرأة تتضمن دعوى أفضليته على الأنبياء ما تجرأها أحد ولم يتجرأ أحد من أولياء الله على أن يقارب بينه وبين نبي من الأنبياء فضلًا عن دعوى الأفضلية التي ادعاها هذا الرجل.
وهذا الرجل طاماته كثيرة منها أنه نزل من دمشق إلى بيروت ليتداوى لعينه في مستشفى الأطباء وفي أثناء مكثه هناك أعطى مقالة للصحافة في جريدة الأنوار اللبنانية قال فيها: إني مت قبل هذا فجاء أربعة وعشرون ألف نبي فأخذوا روحي وداروا بها في الجنة ثم ردوني إلى الدنيا ثم أنا لا أموت إلا بعد ظهور المهدي بسبع سنين”. ثم أماته الله بعد هذه المقالة بنحو ثلاثة أشهر أو أربعة حُمِلَتْ جنازته إلى دمشق فدفن هناك.
وله مريد اسمه “ناظم القبرصلي” أو القبرصي الذي سمى نفسه “ناظم الحقاني” وهو مثل شيخه في نشر الضلال، وقد قلد شيخه الداغستاني فقد ذكر في هذه الرسالة المسماة “الوصية” ويزيد فقال في موضع منها ما نصه: لو قرأ الكافر فاتحة الكتاب ولو مرة واحدة في حياته لا يخرج من الدنيا إلا وينال قسمًا من تلك العناية لأن الله لا يفرق بين كافر أو فاسق أو مؤمن أو مسلم بل كلهم على السوية اهـ. إلى غير ذلك مما حوته هذه الرسالة من الضلال.
نعوذ بالله من الكفر والخسران والافتراء على الله عز وجل ونسأل الله السلامة
افتراؤهم على شيخ الطائفة الجنيد البغدادي
* التحذير مما ينسب إلى شيخ الطائفة ومقدم الجماعة الصوفية الجنيد البغدادي رضي الله عنه.
ومما أفتري على الإمام الجنيد البغدادي رضي الله عنه ما جاء في كتاب يسمى “لطائف المنن” منسوب لابن عطاء الإسكندري ونظن أن مثل هذه الكلمات دست عليه ونص العبارة المذكورة فيه: “وقال الجنيد: أدركت سبعين عارفًا كلهم يعبدون الله على ظن ووهم، حتى أخي أبي يزيد لو أدرك صبيًّا من صبياننا لأسلم على يديه” اهـ وهذا الكلام باطل لا يقوله إمام الصوفية الجنيد رضي الله عنه، فكيف يغيب عن مثله قوله تعالى:
﴿أَفِي اللهِ شَكٌّ (10)﴾ [سورة إبراهيم] فمقام الجنيد وأمثاله بعيد كل البعد عن مثل هذه العبارة أو عن مثل هذا الاعتقاد
التحذير مما نسب إلى الغزالي
* مما يلزم الحذر والتحذير منه ما ينسب إلى الشيخ الغزالي رحمه الله.
وذلك من مواضع جاءت في كتاب “إحياء علوم الدين” مثل ذلك ما نصه: “وفي الحديث من قال أنا مؤمن فهو كافر ومن قال أنا عالم فهو جاهل” اهـ وهذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الرسول لا يقول هذا الكلام، بل اشتهر حديث عند الصوفية وهو حديث حارثة بن مالك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لقيه ذات يوم فقال له: “كيف أصبحت يا حارثة” قال: أصبحت مؤمنًا حقًا” قال: “انظر ما تقول فإن لكل قول حقيقة” قال: “عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري فكأني بعرش ربي بارزًا وكأني بأهل الجنة يتزاورون فيها وكأني بأهل النار يتعاوون فيها” قال: “عرفت فالزم عبدٌ نور الله الإيمان في قلبه”. وهذا الحديث متداول بين الصوفية وفيه أن الرسول لم ينكر على حارثة قوله: أصبحت مؤمنًا حقًا معناه يجوز أن يقول المؤمن أنا مؤمن. وهذا هو الحق فالزم. وقد قال الله تعالى في القرءان الكريم ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾ [سورة فصلت] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أنا أعلمكم بالله” رواه أبو داود، وقال تعالى إخبارًا عن يوسف عليه السلام ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)﴾ [سورة يوسف] وعليم أبلغ من عالم.
وقد ذكر العلماء أن كتاب “الإحياء” لا يعتمد عليه في الحديث لذكره في كتابه المذكور جملة من الأحاديث الموضوعة. قال الشعراني في كتابه “لطائف المنن والأخلاق” ما نصه: “قال الإمام العلامة عمر بن محمد الإشبيلي الأشعري رضي الله عنه في كتابه المسمى “لحن العوام” وليحذر من العمل بمواضع من كتاب الإحياء للغزالي، ومن كتاب النفخ، والتسوية وله غير ذلك من كتب الفقه فإنها إما مدسوسة عليه أو وضعها أول أمره ثم رجع عنها كما ذكره في كتابه المنقذ من الضلال اهـ.