Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
فصل في بيان أن الإنجيل ليس بمتواتر وبيان بعض ما وقع فيه من الخلل
إن هذا الكتاب الذي بيد النصارى اليوم الذي يسمونه بالإنجيل ليس هو الإنجيل الذي قال الله فيه على لسان رسوله صلى الله
عليه و سلم وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس
هذا الكتاب الذي يدعى النصارى أنه الإنجيل فقد قالوا وتوافقوا هؤلاء النصارى في كل مجمعاتهم التي عقدوها على أنه إنما تلقى عن إثنين من الحواريين وهما متاؤوش ويوحنا وعن اثنين من تلاميذ الحواريين وهما ماركش ولوقا وأن عيسى عليه السلام لم يشافههم بكتاب مكتوب عن الله كما فعل موسى ولكن لما رفع الله عيسى عليه السلام إليه تفرق الحواريون في البلاد والأقاليم كما أمرهم عيسى فكان منهم من كتب بعض سيرة عيسى وبعض معجزاته وبعض أحواله حسب ما تذكر وما يسر الله عليه فيه فربما توارد الأربعة على شيء واحد فحدثوا به وربما انفرد بعضهم بزيادة معنى وكذلك كثيرا ما يوجد بينهم من اختلاف مساق وتناقض بين قولين وزيادة ونقصان وهذا يرجع إلى أن البعض كتب آراءه و “ظنه”, و الأخير لا ينكره أي من الأساقفة عندهم, حيث عقدوا الكثير من التجمعات و اجتمع أكثر من 3000 أسقف ليناقشوا أي الكتب هي التي تصنف تحت خانة الكتب الظنية التي لا يؤخذ بها و أي الكتب التي تصنف تحت خانة الكتب ” قيد الدراسة” .وسترى بعض ذلك إن شاء الله تعالى فعلى هذا لايسمى الإنجيل كتاب الله المنزل حقيقة فإن حقيقة الكتاب المنزل بحكم العرف إنما هو عبارة عن كلام الله الذاتي الأبدي الذي ليس بصوت أو حرف المبلغة على لسان رسول من رسله يحكيها ذلك الرسول عن الله تعالى وليس شيء من هذا موجودا في الإنجيل, فإن سماه مُسَمّ كتابا منزلا ولم يرد هذا المعنى فلا بد من أن يردف مفسراً المعنى الذي يريده بذلك الإطلاق فلا شك أنه يقول إنما سميته كتابا منزلا لأن عيسى جاء من عند الله وبلغنا شرع الله, وفي ذلك الكتاب وصف سيرته وحكايات وأخبار فكيف لا يقال عليه هو كتاب الله ومنزل من الله فنقول له نسميه هذا كتاب الله بالمجاز أو بالحقيقة فإن قال بالحقيقة فكلامه باطل فإن حقيقة كتاب الله المنزل هو ما قدمناه وإن قال بالمجاز ألزمناه عليه أن يكون كل كتاب يحكى عن نبي من أنبياء الله فإن ألفه أي مؤلف كان كتاب الله ولا فرق
وإذا انتهينا إلى هذا فقد حصل غرضنا وهو أن هذا الإنجيل الذي بأيديهم ليس منزلا ولا يقال عليه كتاب الله المنزل كما يقال على التوراة والإنجيل الأصليين والقرآن وذلك ما كنا نبغي
فقد حصل من هذا الكلام أنه ليس منزلا من الله حقيقة وأن نقله ليس متواترا فإنه راجع إلى الأربعة الذين ذكرناهم والعادة تجوز عليهم الغلط والسهو والكذب فإن قالوا هم معصومون فيما نقلوه عن عيسى عليه السلام قلنا ما دليل عصمتهم فإن قالوا دليل عصمتهم أنهم كانوا أنبياء ودليل نبوتهم ما ظهر على أيديهم من خوارق العادات وشهادة عيسى عليه السلام لهم -بحسب كتابهم- حيث قال لهم كل ما سألتموه إذا حسن إيمانكم ستجابون وقال لهم ستوقفون على الملوك ويسألونكم فلا تفكروا فيما تقولون فإنكم ستهدون ذلك الوقت لما تقولونه ولستم تنطقون أنتم لكن روح القدس ينطق على ألسنتكم وقد جاء عن عيسى عليه السلام أنه دعا الإثني عشر حواريا وأعطاهم من القدرة والسلطان ما يتقون به جميع الجن ويبرءون به الأسقام وكذلك قال لبطرس ما عقدته أنت في الأرض فمعقود في السماء وما حللته في الأرض فمحلول في السماء وأما خوارق العادات فقد كانوا يحيون الموتى ويبرءون المرضى كما كان يفعله عيسى عليه السلام وذلك معروف من حالهم
قلنا ما ذكرتموه عن عيسى عليه السلام من الشهادة فلا يصح لكم الإستدلال بشيء مما ذكرتموه لوجوه
أحدها أنكم أسندتم ذلك إلى الإنجيل واستدللتم على صدقهم بما جاء عنهم فيه وما جاء عنهم فيه لا يثبت حتى تثبت عصمتهم فلا يثبت بما ذكرتموه لا الإنجيل ولا عصمتهم
الوجه الثاني أنا لو سلمنا ذلك لكم لما كان فيما ذكرتموه حجة لأنه ليس شيء منها ينص على أنهم معصومون فيما أخبروا به على الإطلاق وغاية ما ذكرتموه أن يدل على أنهم يعانون ويؤيدون مما يبلغون عن عيسى في بعض الأوقات أو في بعض الأخبار والأحوال
والوجه الثالث أن ما ذكروه معارض بما نقلوه أيضا وذلك أنهم نقلوا في الإنجيل أنه قال للحواريين يا نسل التشكيك والكفر إلى متى أكون معكم وإلى متى أحتملكم وأما ما قال لبطرس فهو أيضا معارض بما حكيتم عنه أنه قال له تأخر يا شيطان فإنك جاهل بمرضات الله
وأما ما ادعوه من معجزاتهم فلم ينقل منها شيء على التواتر وإنما هي أخبار آحاد غير صحيحة ولو سلمنا أنها صحت لما دلت على صدقهم في كل الأحوال وعلى أنهم أنبياء فإن القوم لم يدعوا النبوة لأنفسهم وإنما ادعوا التبليغ عن عيسى عليه السلام فظهر من هذا البحث أن الإنجيل المدعى لم ينقل تواترا ولم يقم دليل على عصمة ناقليه فإذن يجوز الغلط والسهو على ناقليه فلا يحصل العلم بشيء منه بل ولا غلبة الظن فلا يلتفت إليه ولا يعول في الإحتجاج عليهم وهذا كاف في رده وبيان قبول تحريفه وعدم الثقة بمضمنه ولكنا مع ذلك نعمد منه إلى مواضع يتبين فيها تهافت نقلته ووقوع الغلط في نقله بحول الله تعالى.
شهادتي غير مقبولة و هي مقبولة !
في الإنجيل المحرف أنه قال إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي غير مقبولة ولكن غيري يشهد ثم في موضع آخر من الإنجيل أنه قال إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق لأني أعلم من حيث جئت وإلى أين أذهب
فكيف تكون شهادته حقا وباطلا ومقبولة وغير مقبولة وكيف يجمع بين هذين في كتاب ينسب إلى الله
أنساب متضاربة !
ومن أظهر دليل على وقوع الغلط فيه أن في إنجيل متاؤوش المحرف الحواري حين ذكر نسب عيسى عليه السلام حيث نزل خطيب مريم أبا لعيسى فقال ابن يوسف بن يعقوب بن مثان بن أليعازر بن أليود ابن أخيم وعد إلى إبراهيم الخليل تسعة وثلاثين أبا ثم في إنجيل لوقا يقول يوسف بن هالى بن متثات بن لاوى بن ملكي بن ينا وعد إلى إبراهيم نيفا وخمسين
أبا
فياليت شعرى كيف يجوز مثل هذا على الله أو كيف ينقل هذا في كتاب معلوم عن الله وقد أراد بعض أساقفتهم أن يرقع هذا الخرق المتسع بأن قال أحد النسبين طبيعي نسب التوليد والآخر نسب شرعي نسب الولاء والكفالة والتناقض باق عليه بعد اختراع هذا الهذيان
فلواً و حمارا!ً
وفي الإنجيل المحرف أيضا للوقا أن عيسى قال لرجلين من تلاميذه اذهبا إلى الحصن الذي يقابلكما فإذا دخلتماه فستجدان فلوا مربوطا لم يركبه أحد فحلاه واقبلا به إلى وفي الإنجيل لمتاؤوش يصف هذا الخبر بعينه ويذكر أنها كانت حمارة فحسبك بهذا خللا وتناقضا
رأسه أم رجله ؟!
وفي الإنجيل المحرف أيضا للوقا يخبر عن المرأة التي صبت الطيب على رجلي المسيح وشق ذلك على التلاميذ وقالوا لها هلا تصدقت به وفي الإنجيل لمتاؤوش أنها إنما صبت الطيب على رأس المسيح فما أبعد اليقين عن خبر فيه مثل هذا الإختلاف المبين
عجب العجاب !
وفي الإنجيل المحرف أيضا أنه قال لا تحسبوا أني قدمت لأصلح بين أهل الأرض لم آت لصلاحهم لكن لألقى المحاربة بينهم إنما قدمت لأفرق بين المرء وإبنه والمرأة وإبنتها حتى يصيروا أعداء المرء أهل بيته
وفيه أيضا عنه إنما قدمت لتحيوا وتزدادوا خيرا وأصلح بين الناس وأنه قال من لطم خدك اليمنى فانصب اليسرى ولا مزيد في التناقض والفساد على هذا
مطيع و شيطان بنفس الوقت !!
وفي الإنجيل المحرف أيضا لمتاؤوش أن المسيح قال لبطرس طوبى لك يا شمعون بن الحمامة وأنا أقول أنك الحجر وعلى هذا الحجر أبتنى بيتي فكل ما حللته على الأرض يكون محلولا في السماء وما عقدته على الأرض يكون معقودا في السماء ثم بعد أحرف يسيرة قال بعينه اذهب يا شيطان ولا تعارض فإنك جاهل بكوني
فكيف يكون شيطان جاهل يطيعه صاحب السماء وهذا غاية التناقض
هو الحق و هم الباطل
وفي الإنجيل المحرف أيضا لمتاؤوش أن عيسى قال لم تلد النساء مثل يحيى ثم في إنجيل يوحنا أن يحيى بعثت إليه اليهود من يكشف لهم أمره فسألوه من هو أهو المسيح قال لا قالوا أتراك الياس قال لا قالوا أنت نبي قال لا قالوا أخبرنا من أنت قال أنا صوت مناد في المفاز
فنفى عن نفسه كونه نبيا ولا يجوز لنبي أن ينكر نبوته فإنه يكون كاذبا والنبي الصادق لا يكذب
فيلزمهم أحد أمرين إما أن يكون يحيى ليس بنبي وهو باطل أو يكن إنجيلهم محرفا وهو حق
ولو تتبع ما فيه من هذا القبيل لاحتاج ذلك إلى التكثير والتطويل وبموضع واحد من هذه المواضع يحصل أن كتابهم قابل للتحريف والتغيير فكيف بالتزييد والتكثير
فقد حصل من هذا البحث الصحيح
أن التوراة والإنجيل المحرفين بين يدي النصارى و اليهود الآن لا تحصل الثقة بهما فلا يصح الإستدلال بهما لكونهما غير متواترين وقابلين للتغيير
وقد دللنا على بعض ما وقع فيهما من ذلك وإذا جاز مثل ذلك في هذين الكتابين مع كونهما أشهر ما عندهم وأعظم عمدهم ومستند ديانتهم فما ظنك بغير ذلك من سائر كتبهم التي يستدلون بها مما ليس مشهورا مثلهما ولا منسوبا إلى الله نسبتهما