الردّ على من جعل التوحيد ثلاثة أقسام؛
والمراد بالتوحيد من حيث الحقيقة توحيد الله الواحد الأحد سبحانه؛
فمن زعم من مدّعي السلفية نفاة التوسل أن التوحيد ثلاثة أقسام لا يصح الإسلام إلا بها هي عندهم: توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات؛ يقال له أنت مبتدع ضال لأنك تشترط ما لم يقله ولم يشرطه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح رضي الله عنهم وﻻ من تبعهم بإحسان، وكلامك يتضمن تكفير المسلمين الذين لم يعرفوا في تاريخهم عن أي عالم من أهل السنة والجماعة هذا التقسيم المبتدع، لا الشافعي قال به ولا أحمد ولا أبو حنيفة ولا مالك ولا غيرهم من السلف الصالح رضي الله عنهم.
والحق أن تَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ هُوَ تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ، لاَ يَنْفَصِلاَنِ، الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ” (رواه البخاري وغيره). هَذَا حَدِيثٌ مُتَوَاتِرٌ رَوَاهُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَحَابِيًّا عَنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا مِثْلُ الْقُرْآنِ، أي من حيث كونه متواتراً لا يُشك في صحته متناً وسنداً وكذلك من حيث المعنى.
الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَرَطَ تَوْحِيدَيْنِ وَلا أَكْثَرَ كَمَا يَقُولُ أتباع ابن تيمية. فالْمُشْرِكُ لاَ يُقَالُ عنهُ “وَحَّدَ اللَّهَ بِالرُّبُوبِيَّةِ”، لأن تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ هُوَ تَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ. أَمَّا ذَاكَ التَّقْسِيمُ فَهُوَ بِدْعَةٌ جَدِيدَةٌ جَاءَ بِهَا ابن تيمية المجسم ومن اتبعوه من المشبهة نفاة التوسل بالأنبياء والأولياء ليكفروا المسلمين بﻻ حق.
العلامة الشيخ يوسف الدجوي المتوفى سنة 1948 وهو من كبار مشايخ المالكية في مصر في زمنه وعضو هيئة كبار العلماء قال: “قولهم (أي أتباع ابن تيمية) إن التوحيد ينقسم إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية تقسيم غير معروف لأحد قبل ابن تيمية (متوفي سنة 728 هـ.)، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد دخل في الإسلام إن هناك توحيدين وإنك لا تكون مسلماً حتى توحد توحيد الألوهية، ولا أشار إلى ذلك بكلمة واحدة، ولا سُمِع ذلك عن أحد من السلف الذين يتبجحّون (أي مدعو السلفية) باتباعهم في كل شيء (وهم كاذبون)، ولا معنى لهذا التقسيم، فإن الإله الحق هو الرب الحق”، هكذا يقال لهم: كلامكم وتقسيمكم مردود عليكم.
ويكفي في الردّ على هؤلاء المبتدعة ما يقرؤه المسلم في كل ركعة من صلاته كل يوم وهو قولنا في سورة الفاتحة: “الحمد لله رب العالمين”، هذه وحدها تكفي في الردّ عليهم، لأن من له الحمد وهو الله أي من له الألوهية أي الخالقية، هو ربّ العالمين أي هو من له الربوبية وهو أنه مالك كل شيء. فتوحيد الألوهية هو توحيد الربوبية لا فارق بينهما.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ومما يدل على ذلك كذلك ما ذكره ابن خالويه (ت 370 هـ.) في كتابه في إعراب الفاتحة وهو من مشاهير اللغويين النحاة، قال رحمه الله إن لفظ “ربّ” مجرور إما على أنه نعت لله أو بدل من لله، اي في آية “الحمد لله رب العالمين”، فيكون في الحالين من له الألوهية هو من له الربوبية، فالله هو ربّ العالمين، وهذه الآية كافية وحدها في نقض زعم المشبهة في أن هنالك فارقاً بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية.
ثم الذي ورد في الحديث أن المسلم في القبر يسأله الملكان من ربك وما دينك وماذا كنت تقول في هذا الرجل محمد فيقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله فيقوﻻن له إن كنا لنعلم أنك تقول ذلك.ولم يقل الرسول إنهم يقولان له هل كنت توحد ثلاث توحيدات!!!وكل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط.
والحمد لله على نعمه ظاهراً وباطناً، وسراً وعلانية،