أيا كانت الدوافع والاسباب السياسية التي تقف وراء الخلاف الدموي بين جبهة النصرة وتنظيم داعش، وأيا كانت علاقة كل منهما بعواصم واطراف اقليمية معروفة، يقال انها تغذي الجماعتين وتمدهما بالسلاح والاموال قبل وبعد سرقة ونهب آبار النفط في سورية والعراق، الا ان هناك اسبابا وجذورا ايديولوجية ايضا، تفسر جانبا من هذا الخلاف، الذي ادى حتى الان الى مقتل ما بين ستة وثمانية الاف من اعضاء الجماعتين، معظمهم من جنسيات غير عراقية وغير سورية.
ويمكن اختصار هذا الخلاف الايديولوجي بالخلاف بين تيارين داخل الجناح المتشدد من الحنبلية واهل الحديث، فليس كل الحنابلة ولا كل اهل الحديث من المتشددين، بل ان الحنبلية التي تظهر كمرجعية متشددة قياسا بالحنفية، تحفل ايضا بمقاربات ومعالجات غاية في الاعتدال، إلا أن من ينسب نفسه الى الحنابلة في ايامنا هذه وهم تلاميذ واتباع ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب هم ليسوا من هذا المذهب في شيء ، بل الاسلام بريء منهم ومن افكارهم ومعتقداتهم الصهيونية.
الخلاف المذكور، هو خلاف بين الوهابية من جهة والحشوية من جهة ثانية، ذلك أنه برغم ان كلتيهما من اهل التشبيه والصفاتية والظواهر، الا ان الحشوية تختلف عن الوهابية التي تتبناها جبهة النصرة، في ذهابها كثيرا وبعيدا في التوسع والغلو في تكفير كل مخالف كما في تعطيل العقل لاقل “شبهة” ازاء النقل والتجسيم، بل ان خصومها “عبر التاريخ” عابوا عليها تقاطعها مع تيار قوي في اليهودية هو التيار المعروف بالتشبيهات الاسرائيلية الذي لا يتعامل مع مفردات مثل “يد الله وعين الله ووجه الله..الخ” كمفردات منزهة ورمزية او تجريدية، بل كمفردات تجسيمية بكل ما تعنيه هذه الاعضاء والحواس في العقل البشري، ففي رأيهم ان الله يرى بمعنى يبصر كما نبصر، وهكذا…
إن معتقد الوهابية من جبهة النصرة الى داعش وصولًا الى هيئة الامر بالمنكر والنهي عن المعروف في السعودية عندهم نفس المعتقد ولكن مختلفون في التفاصيل؛ فكلهم يعتقد أن الله جسمٌ يجلس في السماء فوق عرشه، وهذه عقيدة اليهود كما هو معلوم وكما هو مذكور في التلمود والتوراة المحرّف.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
إن عقيدة اهل السنة والجماعة تنص على ان الله منزّه عن مشابهة خلقه، ليس كمثله شيء، الله كان قبل خلق السماء والعرش والمكان بلا سماء وبلا عرش وبلا مكان ؛ الله لا يتغير ، الله موجود ازلًا وابدًا بلا مكان.