في تعظيم التابعين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرّكهم بهم رضي الله عنهم:
ففي مسند الإمام أحمد عن حيان أبي النضر قال دخلت مع واثلة بن الأسقع (رضي الله عنه) على أبي الأسود الجرشي في مرضه الذي مات فيه فسلم عليه وجلس قال فأخذ أبو الأسود يمين واثلة فمسح بها على عينيه ووجهه لبيعته بها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي لأن واثلة بايع النبي بيده تلك) فقال له واثلة واحدة أسألك عنها قال وما هي قال كيف ظنك بربك قال فقال أبو الأسود وأشار برأسه أي حسن، قال واثلة أبشر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء.
وفي حديث الترمذي “إن حسن الظن بالله من حسن عبادة الله”.
قال الحافظ النووي: قال العلماء معنى حسن الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه، قالوا: وفي حالة الصحة يكون خائفا راجيا، ويكونان سواء، وقيل: يكون الخوف أرجح، فإذا دنت أمارات الموت غلب الرجاء أو محضه لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال، وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال، فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى والإذعان له. اهـ.
ومن حسن الظن بالله تعالى أن يوافق اعتقاده في الله عز وجل ما عليه أهل السنة والجماعة من أنه تعالى لا يشبه شيئا من مخلوقاته من أي وجه من الوجوه، إذ لو أشبهها من أي وجه من الوجوه لكان مخلوقا مثلها من حيث أشبهها، وهذا لا يجوز على الله، قاله الإمام البيهقي في كتاب الاعتقاد.
ومن سوء الظن بالله تعالى أن يعتقد أن الله تعالى جسم ولو قال لا كالأجسام لا ينفعه بل قال الإمام أحمد كافر كما ذكره الحافظ الزركشي في تشنيف المسامع، وهو من كتب الأصول المشهورة شرح على جمع الجوامع للإمام السبكي رحمهما الله.
ومن سوء الظن بالله تعالى اعتقاد أن الله له كيفية، ولو قال كيفية لا نعرفها، فذلك مردود باطل لأن السلف اتفقوا على أن الله منزه عن الكيف والهيئة والصورة لأن ذلك غير معقول في حق الله، لأن الله خالق الكيفيات كلها فيستحيل عليه أن يتصف بها لما تقدم من كلام الحافظ البيهقي؛ ولأن ذا الكيفية والصورة حادث لجواز غير ذلك من الصور والكيفيات عليه، وكلّ حادث فبإحداث الله وخلقه على ما هو عليه (أي المخلوق) من الكيفية والصورة، وهو دليل عقلي دامغ.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
قال الإمام مالك رضي الله عنه: “والكيف غير معقول” أي يستحيل نسبة ذلك إلى الله لتنزهه تعالى عنه.
هذا من حسن الظن بالله أن نعتقد أن الله لا يشبه شيئا وأنه خالق كل شيء، هذا عقيدة الإسلام، هذا عقيدة أهل السنة والجماعة، هذا عقيدة السلف الصالح رضي الله عنهم، لا عقيدة لهم إلا ذلك.
ارجو الدعاء لكاتبه وناشره وفق الله من كتبه ونشره وختم لنا بخير ورزقنا رؤية نبيه محمد صلی الله عليه وسلم، امين