الأبراج هي منازل الكواكب والشمس والقمر وهي خلق من مخلوقات الله تعالى لا تأثير لها على حياة الناس ولا بمستقبل حياتهم ولا بتصرفاتهم. وقد كثر في هذا الزمان إهتمام الناس بالأبراج ومن يسمون بالفلكيين.
فكما كل عام، تستقبل الوسائل الاعلامية في استديوهاتها المظلمة المُشبَعَة بالتأثيرات و التصميمات والصوتيات التي تلائم جو و طقوس “المُنَجِّم”، فينطلق بنا بقذف الجُمَل المطّاطة و التوقّعات بكل بساطة. وبكل دهاء و سذاجة، يتربّع على كرسيه الخاص، يجعل لنفسه جوًا من الغموض والظلامية، تراه و تتخيّل أنه سيخرج لك من الشاشة، يتكلّم بكل ثقة، يربط جميع توقعاته بكلمة “أنا لا أعلم الغيب، أنا اتوقّع”، الربط هذا ليس من باب التقى والنقاء، بل ما هو الا من باب الهروب من المحاسَبة عندما ينكشف كذبه وخداعه.
ومن باب اثبات أن كل هؤلاء “المتوقّعين” يستندون على تحاليل وتقارير صحفية و اخبار و شائعات، كما عوّدنا القارىء الكريم ان نسبق جميع هؤلاء ونضع التوقّعات التي سيتوقّعونها في ليلة رأس السنة الرومية، وما دافعنا إلا تسخيفهم وكشف أساليبهم و وضوح توقّعاتهم التي يقدر ان يتوقّعها أصغر قارىء للصحف اليومية.
لبنان
- إتّفاق نسبي على قانون انتخابات يقوم على اساس النسبية
- رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يواجه صعوبات في حل بعض القضايا المحلّية وذلك لحسابات الاطراف الداخلية
- عودة عمليات الاغتيال السياسي وقد تكون خاتمتها
- تأجيل تِقني للإنتخابات النيابية
- فضائح مالية وفساد كبير يظهر الى العلن يشغل الرأي العام
- ظهور اوبئة وامراض جديدة
- لا عودة للمقاتلين اللبنانيين الذين يقاتلون في سوريا
- عودة النفوذ السوري الى لبنان
- انقلاب التحالفات السياسية وتشكيل تحالفات جديدة
- ظهور معارضات سُنّية داخل حزب سياسي كبير
- توترات امنية في شمال لبنان تستدعي تدخّلًا سريعًا للجيش
- توافق جميع الاطراف في شمال لبنان على ضرورة تحييد المدينة عن الصراعات
- تنظيم اوضاع السوريين في المخيمات
- ملف النفط الى الواجهة وبوادر اتفاق على استخراجه
- تحرّك العجلة الاقتصادية وتحسُّن ملحوظ في اداء الليرة
- السُيّاح الى لبنان من جديد
- هل هذه التوقعات صعبة؟ مَن مِنّا لا يعرف ان ملف النفايات سيسبب اوبئة بعد فترة من الزمن؟ ومنذ متى لا يحصل توتوات في الشمال؟ ومنذ متى توقفت الصراعات السياسية في لبنان بين الاطراف التي ترتفع حينًا و تنخفض احيانًا ؟
سوريا
- الجيش السوري يفرض سيطرته على معظم انحاء سوريا
- انهيار الهدنة الهشّة في سوريا وعودة المعارك الى بعض المناطق
- تحرير تدمر من داعش
- وجود متزايد للجيش الروسي
- تراجع الدور التركي المعارض للنظام السوري وقبوله بالدبلوماسية
- جلسات حوار ومصارحة بين النظام السوري و المعارضة المعتدلة
- الرئيس السوري الى زيادة في الصلاحية و حكومة توافقية تكون بداية لنهاية الازمة
- عمليات أمنية في قلب دمشق، ونجاح السلطات الامنية في إحباط بعضها
- عمليات اعادة الاعمار والنهوض تبدأ في كثير من المناطق السورية وعودة بعض اللاجئين اليها
- زيارات سرّية لبعض المسؤولين العرب الى سوريا
- دعوة سوريا لحضور جلسات الجامعة العربية
- من البديهي والمنطقي حصول كل هذه الامور بعد انتهاء الوضع العسكري في حلب و التوافق الروسي-التركي ومحاولة اضعاف الدور الاميركي في سوريا. وبطبيعة الحال الوضع العسكري هو الذي يحدد المسار السياسي، وبما أن الوضع العسكري يميل الى النظام فمن السهل رمي أي توقّع مطاط يصبُّ في هذه الخانة
السعودية
- قبول سعودي بالحل التوافقي في اليمن
- الاعباء الاقتصادية والعجز الى تزايد
- لجوء سعودي الى القيادة الروسية
- ضغوط روسية وغربية على السعودية لتغيير موقفها تجاه سوريا والمنطقة والى تخفيف الاحتقان مع ايران
- ترحيل العديد من الوافدين العرب المصريين واللبنانيين
- خضّة أمنية في موسم الحج يستدعي تطويقات و تحرّكات أمنية كبيرة لأول مرة في مكة المكرمة والمدينة المنوّرة
- خلافات كبيرة تظهر الى العلن
- محاولات لإنعاش الاقتصاد عبر الموارد الغير نفطيّة
- خلاف كبير مع ايران يؤدي الى حشد عسكري على الحدود بين البلدين من دون المواجهة المباشرة
- الحرب دائمًا تثقِل كاهل الحكومات، وعندما ترى ان سياستك تجاه قضيّة معيّنة باءت بالفشل و ترى الجميع يتوجه الى مسار معيّن، فمن الطبيعي ان تذهب وراءهم، أما الاحداث الامنية فهي نتيجة منطقية للممارسات السياسية.
أخيرًا وليس آخِرًا، يمكننا كتابة العشرات من التوقّعات لكل بلد، بل لكل مدينة، وهذا ليس لأن الابراج تؤثر على الانسان وليس لأن الابراج تكشف مستقبل القضايا، بل لأن الصحافة والتحليل والمتابعة والمنطق سَيُوصلونك الى النتيجة عيْنها.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
أما المنجّمون ومُتصدِّروا الشاشات اليوم، فحماقة المُشاهِد والرأي العام هي قوّتهم الاساسية.
و خُلُوّ الفهم من عقول الناس يملأ جيوب المُخادعين بالمال.
(هذا المقال يخدم للتحذير من الدجالين المنافقين الذين يظهرون على شاشات التلفزة ويخدعون الناس، وهذه التوقعات تمثل الموقع ولا تمثل جهة أخرى)