شهدت الأوساط القيادية في ما تسمى بـ “الجماعة الإسلامية” او ما عُرفت باسمها “الإخونجيّة” سجالات حادّة خلال الأيام القليلة الماضية، على خلفية ظهور المسؤول السياسي للجماعة في بيروت، المختار باسم الحوت، في جولة داخل الكنيس اليهودي في وادي أبو جميل، خلال افتتاحه شبه الرسمي. ما أدّى إلى صدور مواقف وتعليقات من قياديين في الجماعة ترفض وتستهجن هذا الظهور، وتستغرب كيف تكون القيادة منخرطة في حملة ضدّ التطبيع، ويشارك أعضاؤها في نشاط يحمل هذا الحجم من الالتباس، الأمر الذي استدعى تدخلاً مباشراً من الأمين العام عزام الأيوبي، فأصدر تعميماً داخلياً وجد طريقه إلى وسائل التواصل وانتشر خارج الدوائر المغلقة للجماعة.
بحسب مصدر في الجماعة، فإنّ الحوت برّر حضوره بكونه وكيلاً للأوقاف اليهودية في لبنان. وحسب المعلومات المتوافرة، فإن المتبرّع بالترميم هو ريتشارد ألبير هيكل، صاحب مستشفى هيكل في الكورة، وهذا الأخير يتابع ترميم بعض الأوقاف اليهودية في الزاهرية بطرابلس.
أثار هذا الموقف اعتراضات بين قيادات الجماعة، طالبت بتخيير الحوت بين مسؤولية العمل السياسي وبين التوكّل عن اليهود. وصدرت سلسلة مواقف، أبرزها ما قاله القيادي في الجماعة سامي الخطيب الذي اعتبر أنّه “بعيداً عن الصهيونية واليهودية، وموقفنا من هؤلاء وهولاء، ونوعية يهود بيروت، غير أنّ تجديد القوم كنيسهم أمر يدعو إلى الريبة. فليس الأمر مجرّد حدث عابر. ومن جهة أخرى: حضور مسؤول الجماعة السياسي في بيروت حفل الافتتاح ليس طبيعياً ولا مقبولاً”ً.
يعتبر المتابعون ان هذا التصرّف يُضاف الى لائحة حافلة لتاريخ حزب الاخوان الذي لطالما كان متذبذبًا دينيًا، فتارة يفتون بأن الناس جميعهم كفّار لأنهم يحتكمون بقانون وضعي (حسب كلام مؤسس عقيدهم سيد قطب في كتابه “في ظلال القرءان”) وتارة يفتون بعكس هذه الفتاوى. و تراهم في كثير من البلاد يصدرون الفتاوى حسب مصالحهم مع حكّام الدول.
أما القيادي الآخر في الجماعة المدعو حسين عطوي، فذكر أنّ “موضوع الكنيس هذا ليس وليد اليوم، ويكرّس قاعدة متقدّمة للعدو في قلب العاصمة. وإلا كيف نفسّر السعي الأميركي والإسرائيلي الحثيث لإعادته إلى العمل. أيّ حجة مقنعة هذه التي تتحدّث عن التعايش؟”.
في حين طرح العديد من المراقبين تساؤلات اهمّها لماذا كرّس حزب الاخوان نفسهم في لبنان لخدمة قاعدة متقدّمة للعدو في قلب العاصمة بيروت؟ وما الذي يجمع بين الاخونجية والكيان الصهيوني؟
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website