اكتشفت السلطات الاسبانية مقبرة للمسلمين في مدينة سرقسطة الواقعة في الاندلس، هذا الحدث ايقظ جرحًا عميقًا في قلوب المسلمين الذين يعرفون تاريخ هذه المدينة التي حكمها المسلمون لعدّة قرون قبل ان تحصل الابادة الجماعية للمسلمين في تلك المناطق على ايدي محاكم التفتيش
يرتبط تاريخُنا بتلك الذكرى المحزنة التي تأبى الذاكرة العربية محوَها أو نسيانها، تَضِج الروح بكل مشاعر الحزن والآسى كلما ذُكِرَ إسمُ غرناطة أو لُمِح مقالاً بإسمها، تعود ذاكرتنا بنا إلى تلك اللوحة المرسومة بدقة في خيالنا، التي لم نشهدها ولكنّا تعايشنا مع تفاصيلها التي ذُكِرَت جيلاً بعد جيل، تعود بنا إلى تلك اللحظة التي وقف بها السلطان أبو عبدالله على سفح جبلٍ ينتظر مرور موكب المَلِكَين الكاثوليكييَن “فيرناندو وإيزابيل”، ليتقَدم لهما ويسلمهما مفاتيح المدينة، مفاتيح مجد وعزة المسلمين في ذاك الوقت، وقف أبو عبدالله ينظر إلى المجد الضائع والكنز المفقود باكياً بكل حزنٍ وانكسار، لتعاتبه أمه بمقولةٍ لا يزال صداها يتردد في أيامنا.
“ابكِ كالنساء على ملكٍ لم تحافظ عليه كالرجال”
بعد تلك الكلمات سقطت غرناطة التي تُعتبر آخر قلاع المسلمين في إسبانيا عام 1492م، لتنهي حكم المسلمين الذي دام ثمانية قرون، ولتبدأ بعدها سنين الدم في الأندلس. بدأ الظلم بالإنتشار، لم يسلَم أحدٌ منه، طال المسلمين واليهود، بدأ طمس كل أثر بقي بعد المسلمين وتم حرق الكتب العلمية والدينية ومنها القرآن الكريم، صدرت الأوامر بطردهم أو تحويل ديانتهم إلى المسيحية، ومن يرفض ينهالون عليه بأشدّ أنواع التعذيب، لم يلتزم الجميع بالأوامر فبدأ البحث عن حلٍ لإخضاع الجميع، فظهرت من هنا الفكرة الدموية التي أزهقت أرواح الملايين من الأبرياء ألا وهي محاكم التفتيش.
محاكم التفتيش التي تُسمى بالإسبانية (La inquisición) هي المحاكم الكاثوليكية التي إرتكبت الفظائع بأفعالها وقراراتها، لم يسلَم منها أحد. لم تكن تحتاج محاكم التفتيش إلى دليل لإثبات شيء على الُمتَهم، فكان بإمكان أي شخص الاخبار على اي شخصٍ آخر بأنه ليس مسيحيّ لتبدأ محاكم التفتيش عملها من التعذيب والقتل. تفننت تلك المحاكم بأساليب التعذيب وكانت تتم العملية ببطىءٍ شديد حتى ينال المذنب بنظرهم عقابه ولا ينجو من براثِن الموت. فما هي تلك الأساليب التي عُذّب بها المسلمين أشدّ العذاب؟
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ناي المشاغبين
كان “ناي المشاغبين” إحدى الأساليب المستخدمة لتعذيب الضحايا، كان يتكون من حلقة كبيرة يتم وضعها حول رقبة المسلم، ويوجد حلقات أخرى صغيرة يتم وضع أصابعه بها، مع تسخين هذه الآلة مع درجة حرارة تعتمد على مزاج المُعَذِّب، كانت تتسبب هذه الآلة بتسلخات جلدية عميقة تصل إلى العظام والمفاصل وقد تؤدي في النهاية إلى الموت.
الثور الحديدي
قطعة نحاسية صلبة على شكل ثَور، مفتوحة من جهة واحدة ليتم إدخال الضحية بها، ثم يتم إشعال النار تحته حتى يتحول لون الثور إلى الأصفر ويخرُج البُخار من أنفه، يستمعون إلى صوت صراخ المسلم وهو يُشوى حتى الموت.
الحوض
يتم وضع الشخص في حوض وأمره بالجلوس بوضعية القرفصاء مع إبقاء وجهه ظاهراً، يتم طلي وجهه بالحليب والعسل حتى تتغذى عليه الحشرات، يبقى المسلم غارقًا في فضلاته حتى يُجهِز عليه الدود ويقتله ببطىءٍ شديد.
كاسر الأصابع
أداة تتكون من مسامير حديدية يتم وضع الأصابع بين فكّيها، يتم إغلاقها ببطىء حتى تتهشم العظام وتتفتت، ويستمر المُعَذِب بإغلاقها حتى تلتقي المسامير العلوية بالسفلية. تتنوع أشكالها وتتعدد، فمنها لتهشيم أصابع القدم وآخرى للركبة والكوع.
المخلعة
تم تصميم هذه الأداة لخلع كل جزء موجود في جسم الضحية، فكان يستلقي عليها ويتم ربط يديه وقدميه، ثم تُدار الأداة من خلال بَكَرات موجودة على طرف الأداة، ليبدأ جسد المُعَذَب بالتمدد بطريقة لا يمكن إحتمالها حتى تتمزق العضلات وكل شيء موجود في جسده.
كرسي محاكم التفتيش
جاء المُسمى نتيجة لإستخدامه بكثرة من قِبَل محاكم التفتيش، كانت الأداة عبارة عن كرسي مثبت في كل جزء منه عدد مهول من المسامير، يتم تثبيت الضحية عليه لتخترق المسامير كامل جسده، ولم يكتفوا بذلك بل يتم وضع أثقال فوقه ليضمنوا أن المسامير قطّعت أعضاءه.
القفص المُعَلَّق
بعد أن يتم تعذيب المسلم ويُكتَشَف أنه لم يلقى حتفه بسبب تعذيبه، يتم نقله إلى القفص المُعَلَّق وهو قفص حديدي يتم وضع الشخص بداخله في العراء وأمام الشمس ليمتص الحديد الحرارة، ولا يتم تقديم الطعام ولا الماء له، إضافة إلى وضع إبر أسفل المسلم على أرضية القفص لتؤلم قدميه إن أراد أن يريح رأسه على ركبتيه.
تعددت أساليبهم الشنيعة في حق الملايين من الأبرياء، ولم نذكر هنا إلا جزء بسيط من إجرامهم وسوداويتهم في حق الذين أرادوا فقط أن يمارسوا ديانتهم بكل سلمية.
رحلت غرناطة ورحلت معها أرواح الأبرياء بين يديّ الطغاة الذين لا يعرفون معنى الإنسانية، يتملّكنا الفضول كيف للعالم أن ينسى هذه الفظائع وأن يتّهم المسلمين ويناديهم بالإرهابيين بسبب افعال ومعتقدات الوهابية الخوارج (الذين ينسبون نفسهم الى السلفية) ويدّعون انهم من المسلمين؟ وهم ليسوا بمسلمين لا عقيدة ولا افعالًا، بل هم صهاينة المعتقد وماسونية الافعال.
يبقى السؤال هو أي عقل نكاد نجزم أنه ليس ببشريّ قد يخرج بأفكارٍ تعذيبية وشيطانية كتلك؟