The Wall Street Journalعثر علماء على بيضة ديناصور متحجرة تحوي جنيناً محفوظاً بحالة جيدة في جنوب الصين. صحيفة الأمريكية نقلت الخبر، وقالت إن الاكتشاف يقدم دليلاً على أن بعض هذه الكائنات التي تعود إلى عصور ما تسمى بما قبل التاريخ تجمعها قواسم مشتركة مع الطيور في عصرنا الحديث أكثر مما كان يعتقد سابقاً.
وقال العلماء إن الجنين الذي تحويه البيضة، التي وُضِعت قبل 72 إلى 66 مليون عام في العصر الطباشيري المتأخر، كان لديناصور لاحم ذي قدمين وريش يُعرف باسم أوفيرابتوري. وقالوا، في ورقة بحثية عن الاكتشاف نُشرت يوم الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2021 في مجلة iScience، إن وضعية الجنين- ظهره لقاعدة البيضة التي يبلغ طولها 7 بوصات (حوالي 18 سم) ورأسه بين ساقيه- تشبه وضعية أجنة الطيور.
فيما تقول فيون وايسوم ما، عالمة الحفريات الفقارية بجامعة برمنغهام البريطانية وواحدة من معدّي الورقة البحثية: “لم يسبق أن اكتشفنا هذه الوضعية في أي جنين ديناصور آخر”. وقالت إن هذه الوضعية تشبه الوضعية التي تتخذها الطيور قبل الفقس، والتي كان يُعتقد أن الطيور تتفرد بها.
ووصفت العينة المُكتشفة حديثاً بأنها “واحدة من أفضل أجنة الديناصورات المحفوظة التي اكتُشفت على الإطلاق”.
وأجنة الطيور في الوضعية التي تسبق الفقس تكون أجنحتها اليمنى فوق رأسها ومنقارها متجهاً نحو فراغ هوائي عند قاعدة البيضة، وهذه الوضعية تساعد الأجنة في توجيه رأسها واستخدام مناقيرها في كسر قشر البيضة والخروج منها. وأضافت فيون: “أي خلل قد يمنع اتخاذ هذه الوضعية يزيد من فرص النفوق، وتقل احتمالية خروج الطائر من البيضة بنجاح”.
وأظهر فحص بيضة الأوفيرابتوري ما بدا أنه فراغ هوائي بين العمود الفقري للجنين وقاعدة البيضة، وفقاً للباحثين.
وهذه العينة واحدة من ضمن العديد من الحفريات المكتشفة منذ حوالي عقدين من الزمن في مدينة غانتشو الصينية، ولكن لم يدرك العلماء أنها بيضة ديناصور متحجر حتى عام 2015، حين درسها أحد الخبراء. وأظهر الفحص الدقيق لواحدة من هذه البيضات، التي تحجرت بعد تهشمها، أنها كانت تحمل جنين أوفيرابتوري المحفوظ.
وغالباً ما يستخدم علماء الحفريات التصوير المقطعي المحوسب لفحص الأجزاء الداخلية في الأحافير. لكن فيون قالت إنه حين أجرى الباحثون مسحاً للجنين المتحجر، “لم تكن النتائج رائعة كثيراً”؛ لذا فحص العلماء العينة عن قرب، ثم أعادوا بناء صورة واقعية قدر الإمكان للجنين داخل البيضة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وقد اكتُشفت عشرات العينات من بيض الديناصورات المتحجر خلال الـ150 عاماً الماضية. لكن البيض الذي يحوي أجنة نادر، لأن عظام أجنة الديناصورات هشة جداً لدرجة أنها غالباً ما تتهشم قبل اكتمال عملية التحجر.
وحيوانات الأوفيرابتوريات، وهي فئة من الديناصورات اسمها يعني “لصوص البيض”، لم تكن لديها أسنان ولكن مناقير منحنية شبيهة بمنقار الببغاء تساعده على أكل البيض وربما المحار. وكانت- بعضها بحجم الديوك الرومية والبعض الآخر يصل طوله إلى 7 أمتار- تعيش بأعداد وفيرة في آسيا وأمريكا الشمالية منذ حوالي 125 إلى 70 مليون سنة.
المصدر: عربي بوست