ثلاث باءات موحدات أولاهنّ و ثالثتهنّ مفتوحتان و الثانية ساكنة و بالغين المعجمة و هي هذا الطائر الأخضر المسمي بالدرة، بدال مهملة مضمومة، قاله في العباب و ضبطها ابن السمعاني في الأنساب بباءين بفتح الأولى و بإسكان الثانية. و قال: لقب بها أبو الفرج الشاعر لفصاحته، و قال القضاعي: للثغة كانت في لسانه، و هي في قدر الحمام يتخذها الناس للانتفاع بصوتها، كما يتخذون الطاوس للانتفاع بصوته و لونه. و من الببغاء، نوع أبيض و قد أهدي لمعز الدولة بن بويه درة بيضاء اللون، سوداء المنقار و الرجلين على رأسها ذؤابة فستقية، و جميع أنواعها معدوم سوى الأخضر فهو الموجود الآن.
و هو حيوان دمث الخلق، ثاقب الفهم، له قوة على حكاية الأصوات و قبول التلقين، يتخذه الملوك و الأكابر لينم بما يسمع من الأخبار، و يتناول مأكوله برجله، كما يتناول الإنسان الشيء بيده. و الناس يحتالون في تعليمه بطرق عدة: قال أرسطاطاليس: إذا أردت تعليم الببغاء الكلام، فخذ مرآة و اجعلها أمامها، فترى صورتها أي صورة نفسها، ثم تكلم من ظاهر المرآة و تعاودها،
إنها تعيد الكلام. و قال ابن الفقيه: رأيت بجزيرة رانج حيوانات غريبة الأشكال و رأيت فيها صنفا من الببغاء أحمر و أبيض و أصفر، يعيد الكلام بأي لغة كانت قال أبو إسحاق الصابي في وصفها:
أنعتها صبيحة مليحة # ناطقة باللغة الفصيحة
عدت من الأطيار و اللسان # يوهمني بأنها إنسان
تنهي إلى صاحبها الاخبارا # و تكشف الاسرار و الاستارا
بكماء إلا أنها سميعه # تعيد ما تسمعه طبيعة
زارتك من بلادها البعيدة # و استوطنت عندك كالقعيدة
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
الحكم
يحرم أكلها على الأصح في الرافعي، و نقله في البحر عن الصيمري، و أقره و علل ذلك بخبث لحمها، و قيل: حلال لأنها تأكل من الطيبات، و ليست من ذوات السموم و لا من ذوات المخلب، و لا أمر بقتلها و لا نهي عنه. و قطع المتولي بجواز استئجارها للأنس بصوتها.
و حكى البغوي في ذلك وجهين. و كذا كل ما يستأنس بصوته كالعندليب و غيره.
الخواص
من أكل لسان الببغاء، صار فصيحا جريئا في الكلام. و مرارتها تثقل اللسان أكلا. و دمها يجفف و يسحق و ينثر بين الصديقين، تظهر بينهما العداوة. و ذرقها بخلط بماء الحصرم، ينفع من الظلمة و الرمد اكتحالا.