في مجتمع ما فهم من النصوص النبوية سوى الأحرف، ولم يتعدّى فهمه أسوار الكلمات، في مجتمع ما دخل شعاع نور الحبيب إلى خلايا مُخّه، ليجعلها تتفتّح وتشرق، في مجتمع أدى سوء فهمه إلى فشل أغلب العلاقات. ويتساءل مُراقبون، بهجوم على الفتاة، كيف ترفضينه! قال رسول الله “إذا جاءكم مَن…”، ماذا تودّين أكثر من ذلك! جيل آخر زمن.
ومَن قال لك وله ولهم، بأن الدين الذي قصده الحبيب، هو عبارة عن صلاة شكليّة، وتجنّب للكبائر فقط! من قال بأن الدين الذي قصده الحبيب هو فقط الشكليات بدون ممارسة فعلية صحيحة. بينما نرى مقصده صلى الله عليه وسلم كما يلي:
إذا جاءكم مَن ترضَون خُلُقه ودينه؛ دينه الذي قلب روتين حياته إلى شُعلة طموحات تتقّد بين جوانبه. دينه الذي جعله يرفض أن تقتصر حياته على دوام، نوم، دوام، نوم… واليوم قرر إضافة امرأة إلى حياته لتزيّن هذا الروتين القاتل. دينه الذي جعله يفكّر بالزواج كخطوة مهمّة لتسير الحياة، لا ليقف عند مُتعة فحسب. بل لتكون هذه الفتاة سنداً يأخذ بيدها، وينيران معاً شُعلة في ظلام هذا العالم. دينه الذي جعله يرفض أن يكون متعلّماً فقط لما أُجبر عليه من قِبل المجتمع -الشهادة الجامعية- بل دينه الذي غرس فيه شغف المعرفة لكل ما هو جديد، بتوسيع مداركه قبل الزواج.
دينه الذي أبى عليه الانغلاق على نفسه، دينه الذي جعل من المرأة التي يبحث عنها مثالاً في الحياة.
دينه الذي خرَّج خديجة، وعائشة، وفاطمة الزهراء، رضوان الله عنهم، اللواتي لولاهنّ ما وصل إليه دينه. دينه الذي أبى عليه العبادة بلا علم, بلا تفكّر، بلا تدبّر، بلا روحانية. دينه الذي لو تأمّل في زهرة حقّ التأمل، لأحب الله من فوح عبيرها. دينه دينه دينه… آه ما أجمل دينه! لو كان يعلم ما معنى دينه.
لذا تُفضل فتاة الافتراق عمّن قيل عنه يعرف دينه؛ لأنه والله لم يلامس حتى أرض طموحها، وتخيّلها عن الدين وعن حياة الحبيب الأعظم. لذا احرص أن تقرأ الأنوار المخفيّة، في أحاديث خير البريّة، قبل أن تأتي بها كأدلّة. كما قيل الطيبون للطيبات، فالراضون بحياة روتينية للراضيات، والطموحون للطموحات، والموتى على شكل أحياء للميّتات، والمُشرقون بقلوبهم على هذا العالم للمشرقات، والواثقون بشغفهم وجمالهم وقدرتهم وإرادتهم للواثقات، وقِس على ذلك..
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website