مثلث الدال حكاه ابن معن الدمشقي و ابن مالك و غيرهما، الواحدة دجاجة الذكر و الأنثى فيه سواء و الهاء فيه كبطة و حمامة، و قال ابن سيده: سميت الدجاجة دجاجة لإقبالها و ادبارها يقال: دج القوم يدجون دجيجا إذا مشوا مشيا رويدا في تقارب خطو. و قيل هو أن يقبلوا و يدبروا. و قال الأصمعي: الدجاجة بالفتح الواحدة من الدجاج، و بالكسر الكبة من الغزل.
و قال غيره: الكبة من الغزل دجاجة بفتح الدال أيضا. قاله الإمام ابن بيدار في شرح الفصيح.
و كنية الدجاجة أم الوليد و أم حفصة و أم جعفر و أم عقبة و أم إحدى و عشرين و أم قوب و أم نافع.
و إذا هرمت الدجاجة لم يكن لبيضها مح، و إذا كانت كذلك لم يخلق منها فرخ، و من عجيب أمرها أنه يمر بها سائر السباع فلا تخشاها فإذا مر بها ابن آوى و هي على سطح أو جدار أو شجرة رمت بنفسها إليه. و توصف الدجاجة بقلة النوم، و سرعة الانتباه. يقال إن نومها و استيقاظها إنما هو بمقدار خروج النفس و رجوعه، و يقال إنها تفعل ذلك من شدة الجبن، و أكثر ما عندها من الحيلة أنها لا تنام على الأرض، بل ترتفع على رف أو على جذع، أو جدار أو ما قارب ذلك، و إذا غربت الشمس فزعت إلى تلك العادة و بادرت إليها. و الفرخ يخرج من البيضة كاسيا كاسيا، ظريفا مقبولا، سريع الحركة يدعى فيجيب، ثم هو كلما مرت عليه الأيام، حمق و نقص حسنه و كيسه و زاد قبحه، فلا يزال كذلك حتى ينسلخ من جميع ما كان فيه إلى أن يصير إلى حالة لا يصلح فيها إلا للذبح أو الصياح أو البيض. و الدجاج مشترك الطبيعة يأكل اللحم و الذباب، و ذلك من طباع الجوارح، و يأكل الخبز و يلتقط الحب، و ذلك من طباع البهائم و الطير. و يعرف الديك من الدجاجة و هو في البيضة و ذلك أن البيضة إذا كانت مستطيلة محدودة الأطراف فهي مخرج الإناث، و إذا كانت مستديرة عريضة الأطراف، فهي مخرج الذكور. و الفرخ يخرج من البيضة تارة بالحضن و تارة بأن يدفن في الزبل و نحوه. و من الدجاج ما يبيض مرتين في اليوم، و الدجاجة تبيض في جميع السنة، إلا في شهرين منها شتويين، و يتم خلق البيض في عشرة أيام، و تكون البيضة عند خروجها لينة القشر، فإذا أصابها الهواء يبست، و هي تشتمل على بياض و صفرة، بينهما قشر رقيق، يسمى قميصا، و يعلوه قشر صلب. فالبياض رطوبة مختلطة لزجة متشابهة الأجزاء، و هي بمنزلة المني. و الصفرة رطوبة سلسة ناعمة أشبه شيء بدم قد جمد، و هي للفرخ مادة يغتذي بها من سرته.
الخواص
لحم الدجاج معتدل الحرارة جيد. و أكل لحم الفتي من الدجاج يزيد في العقل و المني و يصفي الصوت، لكنه يضر بالمعدة و المرتاضين. و دفع مضرته أن يتناول بعده شراب العسل. و هو يولد غذاء معتدلا يوافق من الأمزجة المعتدلة و من الإنسان الفتيان، و من الأزمان الربيع. و أعلم أن الدجاج المعتدلة الغذاء ليست حارة مستحيلة: إلى الصفراء، و لا باردة مولدة للبلغم، و لا أعلم من أين أجمعت العامة و الأطباء الأغمار على مضرتها بالنقرس و توليد هاله، و القائلون بذلك لعلهم معتقدون بالخاصية و حسب لا غير. و هي محسنة للون و أدمغتها تزيد في الأدمغة و العقل. و هي من أغذية المترفهين، لا سيما من قبل أن تبيض. و إما بيضها فحار مائل إلى الرطوبة و اليبس و قال بياروق: بياضه بارد رطب، و صفرته حارة جيدة للكاد. و الطري منفعته تزيد في الباه لكنه إذا أدمن أكله يولد كلفا. و هو بطيء الهضم و دفع ضرره بالاقتصار على صفرته هو يولد خلطا محمودا. و أعلم أن أجود البيض للإنسان بيض الدجاج، و الدراج إذا كانا طريين معتدلي النضج، فإن الصلب إما أن يتخم، أو يورث حمى، و هو يلبث طويلا و يغذو إذا انهضم كثيرا، و النيمرشت يغذو غذاء كثيرا و المسلوق بخل يعقل البطن، و الساذج ينفع من حرارة المعدة و المثانة و نفث الدم، و يصفي الصوت. و أنفع السليق ما ألقي على الماء و هو يغلي عد مائة و رفع.
و مما ينفع لحل المعقود أن تكتب على جوانب السيف هذه الأحرف بكصم لا لا و م ما ما لا لا لا ه ه ه و تقطع به بيضة دجاجة سوداء نظيفة مناصفة، فتأكل المرأة النصف و الرجل النصف، فإنه مجرب و هو يحل اثنين و سبعين بابا بإذن اللّه تعالى. و مما ينفع لحل المعقود أيضا أن يكتب و يعلق في عنق الرجل، ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر و فجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر و حملناه على ذات ألواح و دسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر. و مما جرب أيضا لحل المعقود أن تكتب و تعلق عليه الفاتحة و الإخلاص و المعوّذتين، و يَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلْجِبََالِ فَقُلْ يَنْسِفُهََا رَبِّي نَسْفاً `فَيَذَرُهََا قََاعاً صَفْصَفاً `لاََ تَرىََ فِيهََا عِوَجاً وَ لاََ أَمْتاً (٢) أَ وَ لَمْ يَرَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ كََانَتََا رَتْقاً فَفَتَقْنََاهُمََا وَ جَعَلْنََا مِنَ اَلْمََاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَ فَلاََ يُؤْمِنُونَ (٣) وَ نُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْآنِ مََا هُوَ شِفََاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (١) فَلَمََّا تَجَلََّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسىََ صَعِقاً مَرَجَ اَلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيََانِ `بَيْنَهُمََا بَرْزَخٌ لاََ يَبْغِيََانِ فقلنا اِضْرِبْ بِعَصََاكَ اَلْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكََانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ اَلْعَظِيمِ و هُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمََاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كََانَ رَبُّكَ قَدِيراً (٥) و عَنَتِ اَلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ اَلْقَيُّومِ (٦) و قَدْ خََابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (٧) و مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللََّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (٨) إِنَّ اَللََّهَ بََالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اَللََّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (٩) و تكتب اسم الرجل و المرأة في آخر الكتاب و تقول: اللهم إني أسألك أن تجمع بين فلان بن فلانة و بين فلانة بنت فلانة بحق هذه الأسماء و الآيات إنك على كل شيء قدير. باهيا شراهيا أصبأوت آل شداي و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم في في في في تم و كمل. و قال ابن وحشية: دماغ الدجاجة إذا وضع على لسعة الحية خاصة أبرأتها. و قال القزويني: إذا طبخت الدجاجة مع عشر بصلات بيض و كف سمسم مقشور حتى تتهرى و يؤكل لحمها و يشرب مرقتها فإنه يزيد في الباه و يقوّي الشهوة. و قال غيره: المداومة على أكل لحم الدجاج تورث البواسير و النقرس. و هذا قول جاهل بالطب و هو قول أغمار الأطباء كما تقدم. قال القزويني: و في قانصة الدجاجة حجر إذا شد على المصروع أبرأه، و إذا علق على إنسان زاد في قوّة الباه، و يدفع عنه عين السوء، و إذا ترك تحت رأس الصبي فإنه لا يفزع في نومه. و ذرق الدجاجة السوداء إذا ألصق على باب قوم، وقع بينهم الخصومة و الشر، و إذا طلي الذكر بمرارة الدجاجة السوداء و جامع من شاء لم ينله أحد بعده. و إذا دفنت رأس دجاجة سوداء في كوز جديد، تحت فراش رجل قد خاصم زوجته، صالحها من وقته. و إذا احتمل رجل من دهن الدجاجة السوداء قدر أربعة دارهم هيج الباه. و إذا أخذ عينا دجاجة سوداء شديدة السواد، و عينا سنبور أسود، و جففن و سحقن و اكتحل بهن، رأى من يفعل ذلك الروحانيين، فإن سألهم أخبروه بما يريد و اللّه أعلم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website