هل تساءلت سابقاً عما إذا كان الوقت يمر على الحيوانات بسرعة مماثلة لسرعة مروره علينا نحن البشر؟ وفقاً للعلماء فإن إحساس الحيوانات صغيرة الحجم بالزمن يختلف عن إحساسنا، فالذباب على سبيل المثال يشعر بالوقت بشكل أبطأ، لذلك يستطيع تفادي الضربات ببراعة، إذ يلاحظ الذباب الضربة الموجهة إليه بنظام “الحركة البطيئة”، ما يتيح له الفرصة للهرب في الوقت المناسب.
تعالوا نعرفكم أكثر على كيفية إحساس الحيوانات بالزمن:
هل تشعر الحيوانات بالوقت مثلنا؟
كشفت دراسة نُشرت في مجلة Animal Behavior أن كتلة الجسم ومعدل الأيض يحددان كيفية إدراك الوقت للحيوانات من مختلف الأنواع.
ووفقاً للدراسة فإن إدراك الوقت يعتمد على مدى سرعة معالجة الجهاز العصبي للحيوان للمعلومات الحسية، فكلما استطاع الحيوان معالجة معلومات أكثر خلال الوحدة الزمنية أدرك الوقت بشكل أبطأ.
قام الباحثون بتعريض مجموعة مختلفة من الحيوانات إلى ضوء يومض بسرعة كبيرة، بهدف قياس السرعة التي يمكن للعين من خلالها معالجة الضوء.
بسبب سرعة الوميض الهائلة لن نميز نحن البشر ومضات الضوء السريعة والمتتالية، وسنشعر بأنه ضوء ثابت، لكن ماذا عن الحيوانات؟
وفقاً لما ورد في موقع Science American، درس الباحثون نشاط دماغ الحيوانات عند تعرضها لهذا الضوء الوامض، وكانت المفاجأة أن بعض الحيوانات استطاعت إدراك وتمييز وميض الضوء حتى عند الترددات العالية، بمعنى آخر كانت ترى الضوء بنظام الحركة البطيئة، أو الـSlow-Motion، أي أنها تشعر بالحركة بشكل أدق وبالزمن بشكل أبطأ مما نشعر به نحن.
ولتبسيط الصورة سنضرب لكم مثالاً أكثر عملية، هل سبق وشاهدتم فيلم الخيال العلمي الشهير The Matrix؟ يستطيع “نيو”، بطل الفيلم تفادي الرصاصات السريعة الموجهة نحوه ببراعة، لأنه يستطيع أن يشعر بالزمن بشكل أبطأ ممن حوله، وبالتالي لن تفاجئه الرصاصة وتخترق جسده خلال لحظات، إنما ستسير باتجاهه ببطء شديد بحيث يتسنى له تفاديها ببراعة، تماماً كما تفعل الذبابة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
الإحساس الأبطأ بالزمن ينقذ حياة الحيوانات صغيرة الحجم
في الدراسة سابقة الذكر، جمع العلماء بيانات من تجارب سابقة حول معدل معالجة المعلومات المرئية لدى 34 من الفقاريات، بما في ذلك السحالي والطيور والأسماك والثدييات.
واستنتجوا أن الحيوانات القادرة على الاستجابة بسرعة كبيرة للمنبهات البصرية هي الحيوانات الأكثر قدرة على المراوغة والهروب من الحيوانات المفترسة.
بمعنى آخر، فإن الإحساس الأبطأ بالزمن يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على حياة هذه الكائنات.
الرابط بين بنية الحيوان وإحساسه بالوقت
كشف الرسم البياني لنتائج الدراسة السابقة عن نمط أظهر علاقة قوية بين حجم الجسم ومدى سرعة استجابة العين، لتغير المعلومات المرئية مثل وميض الضوء.
ووفقاً للبيانات التي تم جمعها، فقد كانت الحيوانات خفيفة الوزن ذات عمليات الأيض السريع تشعر بالوقت بشكل أبطأ من الحيوانات ثقيلة الوزن ذات عمليات الأيض الأبطأ.
على سبيل المثال، فإن الحشرات والطيور الصغيرة يمكن أن ترى معلومات أكثر في ثانية واحدة من حيوان أكبر مثل الفيل.
وبالرغم من أن الذباب مثلاً يمتلك دماغاً صغيراً للغاية فإنه يمكنه اتخاذ قرارات جيدة بسرعة كبيرة بسبب إحساسه المختلف بالوقت.
هل يمكن للبشر أن يطوروا إحساساً أبطأ بالزمن؟
وفقاً لـBBC، قد يكون هناك تفاوت في كيفية الإحساس بالزمن بين أفراد النوع الواحد أيضاً.
عند البشر على سبيل المثال، يمكن للرياضيين المتمرسين معالجة المعلومات المرئية بسرعة أكبر، لذلك فإن الحارس المتمرس سيكون أسرع من غيره في مراقبة مصدر الكرة.
ويقول أندرو جاكسون، المؤلف المشارك للدراسة سابقة الذكر، إن السرعة التي يمتص بها البشر المعلومات المرئية مرتبطة أيضاً بالعمر.
إذ يمكن للأشخاص الأصغر سناً أن يتفاعلوا بشكل أسرع من كبار السن، وتتراجع هذه القدرة بشكل أكبر مع تقدم العمر.
المصدر: عربي بوست