بكسر الجيم و فتحها و ضمها ثلاث لغات مشهورات الصغير من أولاد الكلب و سائر السباع و في المثل لا تقتن من كلب سوء جروا قال الشاعر:
و لو ولدت فقيرة جرو كلب # لسب بذلك الجرو الكلاب
الخواص
مرارته يسعط بها الفرس المجنون يذهب جنونه. و لحمه يجوّد الصوت. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى في باب الصاد المهملة في لفظ الصيد ما ذكره البخاري في صحيحه في الجري.
الجزور: من الإبل يقع على الذكر و الأنثى، و هو مؤنث، و الجمع جزر. و كذا قاله الجوهري، و قال ابن سيده: الجزور الناقة التي تجزر و الجمع جزائر و جزر و جزرات جمع الجمع كطرق و طرقات. قالت خرنق بنت هفان :
لا يبعدن قومي الذين هم # سم العداة و آفة الجزر
النازلون بكل معترك # و الطيبين معاقد الأزر
و بها سميت المجزرة و هي الموضع الذي يذبح فيه. و في كتاب العين الجزور من الضأن و المعز خاصة مأخوذ من الجزر، و هو القطع. و في صحيح مسلم، من حديث عبد الرحمن بن شماسة أن عمرو بن العاص قال عند موته: إذا دفنتموني فسنوا عليّ التراب سنائم، أقيموا حول قبري قدر ما تنحر الجزور و يقسم لحمها، حتى أستأنس بكم، و أنظر ما ذا أراجع به رسل ربي.
قلت: و إنما ضرب المثل بنحر الجزور و تقسيم لحمها، لأنه كان في أول أمره جزارا بمكة، فألف نحر الجزائر، و ضرب به المثل، و كونه كان جزارا جزم به ابن قتيبة في المعارف، و نقله ابن دريد في كتاب الوشاح و كذلك ابن الجوزي في التلقيح، و أضاف إليه الزبير بن العوام بن كرير فقال:
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
هؤلاء كانوا جزارين و ذكر التوحيدي في كتاب «بصائر القدماء و سرائر الحكماء» صناعة كل من علمت صناعته من قريش فقال: كان أبو بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه بزازا، و كذلك عثمان و طلحة و عبد الرحمن بن عوف رضي اللّه تعالى عنهم، و كان عمر رضي اللّه تعالى عنه دلالا يسعى بين البائع و المشتري، و كان سعد بن أبي وقاص يبري النبل. و كان الوليد بن المغيرة حدادا، و كذلك أبو العاص أخو أبي جهل و كان عقبة بن أبي معيط خمارا، و كان أبو سفيان بن حزب يبيع الزيت و الأدم، و كان عبد اللّه بن جدعان نخاسا يبيع الجواري، و كان النضر بن الحارث عوادا يضرب بالعود، و كان الحكم بن أبي العاص خصاء يخصي الغنم. و كذلك حريث ابن عمرو و الضحاك بن قيس الفهري و ابن سيرين. و كان العاص بن وائل السهمي بيطارا يعالج الخيل، و كان ابنه عمرو بن العاص جزارا. و كذلك أبو حنيفة صاحب الرأي و القياس و كان الزبير بن العوام خياطا، و كذلك عثمان بن طلحة الذي دفع له النبي صلى اللّه عليه و سلم مفتاح الكعبة، و قيس بن مخرمة و كان مالك بن دينار وراقا، و كان المهلب بن أبي صفرة بستانيا، و كان قتيبة بن مسلم الذي فتح بلاد العجم إلى ما وراء النهر جمالا، و كان سفيان بن عيينة معلما، و كذلك الضحاك بن مزاحم، و عطاء بن أبي رباح، و الكميت الشاعر ، و الحجاج ابن يوسف الثقفي، و عبد الحميد بن يحيى صاحب الرسائل، و أبو عبيد اللّه القاسم بن سلام و الكسائي هذه صناعة الأشراف.
قال و أما أديان العرب فإن النصرانية كانت في ربيعة و غسان و بعض قضاعة و اليهودية كانت في حمير و كنانة و كندة و بني الحارث بن كعب و المجوسية في تميم و منهم الحاجب بن زرارة الذي رهن قوسه عند كسرى، و وفى به حتى ضرب المثل به فقالوا: «أوفى من قوس حاجب» و فكت أيام النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أهديت إليه و الزندقة كانت في قريش انتهى. و ما ذكره من كون الزبير بن العوام كان خياطا، فيه نظر، و الصواب أنه كان جزارا. ذكره ابن الجوزي و غيره كما تقدم. و لأن عمرو بن العاص يومئذ كان كبير مصر و عظيم أهلها، فأشبه الجزور بالنسبة إلى غيرها، من بهيمة الأنعام و نحرها موته، و تفرقة لحمها قسمة أمواله بعد موته. و كان من جملة تركته تسعة أرادب ذهبا. و أما الوضوء من أكل لحم الجزور فقد تقدم في باب الهمزة في لفظ الإبل ذكر من ذهب إليه من الأئمة و أنه المختار المنصور من جهة الدليل ففي صحيح مسلم و غيره عن جابر بن سمرة رضي اللّه تعالى عنه: أن رجلا سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم أ نتوضأ من لحوم الغنم فقال: «إن شئت توضأ و إن شئت فلا تتوضأ» فقال: أ نتوضأ من لحوم الإبل؟قال: «نعم توضأ من لحوم الإبل». و روى أحمد و أبو داود و غيرهما عن البراء بن عازب قال: سئل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن الوضوء من لحوم الإبل فقال: «توضؤا منها» . و سئل عن لحوم الغنم فقال: «لا تتوضئوا منها». قال النووي رحمه اللّه هذان حديثان صحيحان ليس عنهما جواب شاف و قد اختاره جماعة من محققي أصحابنا المحدثين ا هـ.
و روى البخاري و مسلم و أبو داود النسائي عن ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه، قال: بينما النبي صلى اللّه عليه و سلم ساجد إذ جاءه عقبة بن أبي معيط بسلى جزور فقذفه على ظهر النبي صلى اللّه عليه و سلم فلم يرجع رأسه حتى جاءت فاطمة رضي اللّه تعالى عنها فأخذته من على ظهره، ودعت على من صنع ذلك.
فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «اللهم عليك بالملإ من قريش اللهم عليك بأبي جهل بن هشام و عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و عقبة بن أبي معيط و أمية بن خلف أو أبي بن خلف» . قال: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر فألقوا في بئر، غير أمية أو أبي فإنه كان ضخما فلما جروه تقطعت أوصاله قبل أن يلقى في البئر.