Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
جبل العفاريت أو كهف الجن أو كهف سلمى، مسميات لا اختلاف عليها كلها لمعنى واحد لتحليلات مختلفة، توصل لها العلماء الذين بحثوا داخل بطن الكهف الذى يسكنه الجن، وتجتمع فيه ليلا بحسب روايات سكان المناطق القريبة منه.
يقع جبل الجن، وهو واحد من أضخم الكهوف في العالم في سلطنة عمان، وترجع تسميته إلى أسطورة مفادها أن نفرًا من الجن يتخذون هذا الكهف مجلسًا لهم، وقد اتضح لاحقًا أن ثمة تجويفا في سقف الكهف يتسلل منه الضوء إلى الحائط الأيمن عاكسًا معه ظلالًا متحركة، حملت الأهالي على الاعتقاد بأنها عفاريت من الجن تتخذ الكهف مجلسًا لها.
ولسنوات بعيدة وسكان منطقة الشمال الشرقي من سلطنة عمان يخافون الاقتراب من تجويف في جبل بمنطقتهم؛ إذ يعتقدون أن الجن تسكنه، وتعقد اجتماعات فيه، ولأجل ذلك أطلقوا عليه “كهف الجن”، و”كهف مجلس الجن”، كانوا يرون أشباحًا تتحرك من بعيد داخل الكهف، وكانوا يتناقلون روايات عن تلك الأشباح، وهو ما كان يمنع من اكتشاف ذلك المكان من قبل السكان.
من بين الأحاديث المرعبة العديدة التي قيلت في هذا الكهف إنّ “من دخل إلى جوفه لا يعود”، وقيل أيضاً: إنّ “المغيّبين في أعماقه مُحتجزون”.
وتقول إحدى الحكايات الشعبية إنّ امرأة صالحة تدعى سلمى كانت تأكل من قوت يومها، وترعى خرافها، وحين غفلت عنهن أكلهنَّ “النمر العربي”. غضبت سلمى ودعت الله أن ينتقم من الجاني، فنزل من السماء سبعة نيازك أدت إلى تلك الفتحات في جدرانه.
مواصفات الكهف
ومن ميزاته أن جميع جدرانه من الحجر الجيري، يتخللها بعض المجاري المائية المكونة من الرمال والحصى، كما كانت بقايا الهياكل العظمية المتناثرة على أرضه، التي تبين أنها عائدة لأفاع ولزواحف أخرى، من أول ما اكتشف داخل هذا الكهف المثير.
واعتبر الكهف مستودع كنوز، إذ إن من بين ما اكتشف في داخله مجموعة من اللآلئ النادرة الفائقة الأهمية تاريخيًّا، المتكونة في التجاويف المائية الجافة؛ بفعل التفاعلات الكيميائية الحاصلة من جراء تكثف ذرات كربونات الكالسيوم على حبيبات الرمل والحصى.
وأولى المستكشفون وعلماء الآثار لهذا المكان الساحر قدرًا كبيرًا من الاهتمام، للتعرف على المزيد من أسراره المكنونة منذ عصور قديمة.
أول ما أزيح عنه الستار من أسرار ضخامةُ هذا الكهف، الذي وصف بأنه أول أكبر الكهوف في المنطقة العربية، وتاسع أكبر كهوف العالم؛ إذ يبلغ 340 مترًا طولًا، وبعرض 228 مترًا وبارتفاع 120 مترًا على هيأة قبّة.
الصدفة وراء الاكتشاف
كتشف كهف مجلس الجن لأول مرة بالصدفة أثناء البحث عن الصخور الكربونية بغية اكتشاف احتياطيات مائية جوفية عميقة، وكان أول من هبط بداخل الكهف الضخم أحد الخبراء وهو دون ديفيسون عام ١٩٨٣ عبر الفتحة التي يبلغ عمقها ١٢٠ مترًا والتي تعتبر أقصر فتحه من الفتحات الثلاث، ثم جاءت زوجته شيريل جونز في العام التالي ١٩٨٤ لتهبط من أعمق فتحة ويبلغ عمقها ١٥٨ مترًا ثم جاء دون جونز، بعد ذلك ليهبط من الفتحة الثالثة عام ١٩٨٥.
يتطلب الوصول إلى فتحة الكهف جهدًا كبيرًا حيث يقتضي قطع مسافة ١٣٠٠ متر من الدروب الجبلية الوعرة تستغرق حوالي خمس ساعات تقريبًا، كما أنه لا يمكن النزول إلى داخل الكهف إلا بالحبال.
وفي أوقات معينة خلال اليوم، تتسلل أعمدة ضوء الشمس الجميلة من خلال الثقوب في السقف مباشرة إلى أرضية القاعة، مضيفة منظرًا جماليًّا خلّابًا. وفي الليل، يمكن أن يترك ضوء القمر التأثير نفسه.
وهو من أشهر الكهوف التي توفر فرصة نادرة للتعرف إلى الأساسيات الجيولوجية للكهوف، وتغيّرها عبر مئات السنين، كما توفر زيارة هذا الكهف أيضًا فرصة للاطلاع على فن النقش على الصخور الذي تركه الإنسان قديمًا عندما سكن هذه الكهوف.
كما يستمتع زوار الوادي بالمناظر الجميلة الخلابة لشلال وادي دربات، الذي تنساب مياهه الكثيفة من ارتفاع ١٠٠ متر بعد هطول الأمطار الغزيرة، وكذلك بمناظر بحيرات الوادي والحياة البرية فيه.