ج: جاء في صحيح مسلم أنَّ رجلاً جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فسأله مع جارية له قال: قلت يا رسول الله أفلا أعتقها قال ائتني بها فأتاهُ بها فقال لها: أينَ الله؟ قالت: في السماء قال: من أنا؟ قالت: أنتَ رسول الله قال: إعتقها فإنها مؤمنة. وليس معناه أن الله ساكن السماء بل معناه أن الله عالي القدر جداً.
وقد قال أهل الحديث فيه مضطرب سنداً و متناً لا يصح عن رسول الله ولا يليق برسول الله أن يقال عنه إنه حكم على الجارية السوداء بالإسلام لمجرد قولها الله في السماء فمن أراد الدخول في الإسلام يدخل فيه بالنطق بالشهادتين وليس بقول الله في السماء، أما المشبهة فقد حملوا حديث الجارية على ظاهره وليس على مراد الرسول.
وعند علماء أهل السنة حديثين يبطلان تفسير حديث الجارية على ظاهره:
١- روى البخاري أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: إذا كان أحدُكم في صلاته فإنه يناجي ربه فلا يبصقن في قبلته ولا عن يمينه فإن ربه بينه وبين قبلته. وهذا أقوى إسنادا من حديث الجارية.
٢- أخرج البخاري عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنما تدعون سميعاً قريباً إنه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته.
هذا وينبغى لك أيها السلئل عدم حمل الأحاديث المتشابهة على ظاهرها ماتتخيل وتتوهم بل لابد من الرجوع إلى النصوص والقواعد الأصل ,ولاسيما في مسا ئل الإعتقاد لأن من المقرر والثابت عند المسلمين بالأجماع أن الله تعالى لايوصف بصفات الخلق بتاتاً والمكان والجهة والسماء والعرش خلق لله تعالى وحاشا أن يحتاج الله إليها، قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه لا يشبه الخالق مخلوقه فتبين أن معنى حديث الجارية نسبة التعظم لله حيث فالت في السماء وليس مرادها المكان.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website