قول الله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من ارتضى من رسول فأنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا الاستثناء في هذه الآية منقطع فليس ما بعد “إلا” مستثنى من قوله (فلا يظهر على غيبه أحد) إنما المعنى “لكن من ارتضى من رسول فأنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا” أي يجعل ملائكة يرصدونه ويحفظونه معناه الرسول لهم هذه المزية، ليس المعنى أن الرسول يطلعهم على غيبه، فليس فيها متمسك لمن يقول إن الله يطلع الرسول على كل الغيب، هؤلاء سووا بين الله وبين غيره فهم يدخلون تحت قوله تعالى الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون كما أن هؤلاء المشركين ساووا معبوداتهم بالله كذلك هؤلاء الذين يقولون إن الله يطلع نبيه على جميع الغيب، يعلم كل ما يعلم الله، ساووا بين الله وبين الرسول، فحكمهم كحكم أولئك ولا ينفعهم قولهم إن الله علمه بجميع الأشياء بذاته أما الرسول ليس بذاته بل بإعلام الله له. فلو كان الله يطلع أحدا من خلقه على جميع ما يعلمه هو لم يمتدح بقوله وهو بكل شئ عليم ثم هؤلاء خالفوا قوله تعالى قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحي إليّ أي لا أعلم جميع ما يفعله الله بي وبكم أنما أعلم القدر الذي أوحى الله به إليّ.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website