دَع مِن دُموعِكَ بَعدَ البَينِ لِلدِمَنِ
غَداً لِدارِهِمُ وَاليَومَ لِلظُعُنِ
هَل وَقفَةٌ بِلوى خَبتٍ مُؤَلِّفَةٌ
بَينَ الخَليطَينِ مِن شامٍ وَمِن يَمَنِ
عُجنا عَلى الرَكبِ أَنضاءً مُحَزَّمَةً
أَثقالُها الشَوقُ مِن بادٍ وَمُكتَمِنِ
مَوسومَةً بِالهَوى يُدرى بِرُؤيَتِها
أَنَّ المَطايا مَطايا مُضمِري شَجَنِ
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ثُمَّ اِنثَنَينا عَلى يَأسٍ وَقَد وَجِلَت
نَواظِرٌ بِمَجاري دَمعِها الهَتِنِ
تَرومُ رَدَّ نُفوسٍ بَعدَ طَيرَتِها
عَلى قَوادِمَ مِن وَجدٍ وَمِن حَزَنِ
تَعريسَةٌ بَينَ رَملَي عالِجٍ ضَمِنَت
بَلَّ الغَليلِ لِقَلبِ المَوجَعِ الضَمِنِ
بِتنا سُجوداً عَلى الأَكوارِ يَحمِلُنا
لَواغِبٌ قَد لَطَمنَ الأَرضَ بِالثَفَنِ
أَهفو إِلى الريحِ إِن هَبَّت يَمانِيَةً
تَحدو زَعازِعُها عيراً مِنَ المُزُنِ
أَبى ضَميرِيَ إِلّا ذِكرَهُ وَأَبى
تَعَرُّضُ البَرقِ إِلّا أَن يُؤَرِّقَني
شَوقٌ أَلَمَّ وَما شَوقي إِلى أَحَدٍ
سِوى الَّذي نامَ عَن لَيلي وَأَيقَظَني
إِن زاغَ قَلبي فَإِنَّ الهَجرَ أَحرَجَني
وَإِن صَبَرتُ فَإِنَّ اليَأسَ صَبَّرَني
وَكَم رَمَتني مِنَ الأَقدارِ مُنبِضَةٌ
لَم تَثنِ باعي وَلَم يَحرَج لَها عَطني
ما كُنتُ أَعلَمُ وَالأَيّامُ عالِمَةٌ
أَنَّ اللَيالي تُقاعيني لِتَنهَشَني
قَد أَدمَجَ الهَمُّ في عُنقي حَبائِلَهُ
وَلَزَّةُ الهَمِّ تُنسي لَزَّةَ القَرَنِ
إِن يَبلَ ثَوبي فَإِنّي أَكتَسي حَسبي
أَو تودَ خَيلي فَإِنّي أَمتَطي مُنَني
وَأَدخُلُ البَيتَ لَم تَأذَن قَعائِدُهُ
عَلى الحَصانِ أَمامَ القَومِ وَالحُصُنِ
لا أَطلُبُ المالَ إِلّا مِن مَطالِبِهِ
وَلا يَفي لِيَ بَذلُ المالِ بِالمِنَنِ
إِنَّ البَخيلَ الَّذي قَد باتَ يُؤنِسُني
مِثلُ الجَوادِ الَّذي قَد باتَ يَمطُلُني
لَقَد تَقَدَّمَ بي فَضلي بِلا قَدَمٍ
أَعظِم بِأَمرٍ عَلى ذي السِنِّ قَدَّمَني
لا يَبرَحُ المَجدُ مَرفوعاً دَعائِمُهُ
ما دامَ مُعتَمِداً مِنّا عَلى رُكُنِ
مِن أُسرَةٍ تُنبِتُ التيجانَ هامُهُمُ
مَنابِتَ النَبعِ في الأَطوادِ وَالقُنَنِ
المَجدُ أَنوَطُ مِن كَفٍّ إِلى عَضُدٍ
فيهِم وَأَقوَمُ مِن رَأسٍ عَلى بَدَنِ
مَن مُبلِغٌ لي أَبا إِسحَقَ مَألُكَةً
عَن حِنوِ قَلبٍ سَليمِ السِرِّ وَالعَلَنِ
جَرى الوَدادُ لَهُ مِنّي وَإِن بَعُدَت
مِنّا العَلائِقُ مَجرى الماءِ في الغُصُنِ
لَقَد تَوامَقَ قَلبانا كَأَنَّهُما
تَراضَعا بِدَمِ الأَحشاءِ لا اللَبَنِ
مُسَوِّدٌ قَصَبَ الأَقلامِ نالَ بِها
نَيلَ المُحَمِّرِ أَطرافَ القَنا اللُدُنِ
إِن لَم تَكُن تُورِدُ الأَرماحَ مَورِدَها
فَما عَدَلتَ إِلى الأَقلامِ عَن جُبُنِ
وَالطاعِنُ الطَعنَةَ النَجلاءَ عَن جَلَدٍ
كَالقائِلِ القَولَةَ الغَرّاءَ عَن لَسَنِ
حارَ المُجارونَ إِذ جارَوكَ في طَلَقٍ
وَأَجفَلوا عَن طَريقِ السابِقِ الأَرِنِ
ضَلّوا وَراءَكَ حَتّى قالَ قائِلُهُم
ماذا الضَلالُ وَذا يَجري عَلى السَنَنِ
ما قَدرُ فَضلِكَ ما أَصبَحتَ تُرزَقُهُ
لَيسَ الحُظوظُ عَلى الأَقدارِ وَالمِهَنِ
قَد كُنتُ قَبلَكَ مِن دَهري عَلى حَنَقٍ
فَزادَ ما بِكَ مِن غَيظي عَلى الزَمَنِ
كَم راشَنا وَبَرانا غَيرَ مُكتَرِثٍ
بِما نُعالِجُ بَريَ القِدحِ بِالسَفَنِ
أَلقى عَلى آلِ وَضّاحٍ حَوِيَّتَهُ
وَحَكَّ بَركاً عَلى سَيفِ بنِ ذي يَزَنِ
وَمِثلَها أَنشَبَ الأَظفارَ في مُضَرٍ
وَمَرَّ يَحرُقُ بِالأَنيابِ لِليَمَنِ
إِن يَدنُ قَومٌ إِلى داري فَآلَفُهُم
وَتَنأَ عَنّي فَأَنتَ الروحُ في البَدَنِ
فَالمَرءُ يَسرَحُ في الآفاقِ مُضطَرِباً
وَنَفسُهُ أَبَداً تَهفو إِلى الوَطَنِ
وَالبُعدُ عَنكَ بَلاني بِاستِكانِهِمُ
إِنَّ الغَريبَ لَمُضطَرٌّ إِلى السَكَنِ
أَنتَ الكَرى مُؤنِساً طَرفي وَبَعضُهُمُ
مِثلُ القَذى مانِعٌ عَيني مِنَ الوَسَنِ
كَم مِن قَريبٍ يَرى أَنّي كَلِفتُ بِهِ
يُمسي شَجايَ وَتُضحي دونَهُ شَجَني
وَصاحِبٍ طالَ ما ضَرَّت صَحابَتُهُ
عَكَفتُ مِنهُ عَلى أَطغى مِنَ الوَثَنِ
مُستَهدِفٌ لِمَرامي العَيبِ جانِبُهُ
يَكادُ يَنعَطُّ بُرداهُ مِنَ الظِنَنِ
ذي سَوءَةٍ إِن ثَناها مَحفِلٌ كَثُرَت
لَها المَضارِبُ فَوقَ الصَدرِ بِالذَقَنِ
إِذا اِحتَمَيتُ بِهِ أَحمي عَلى كَبِدي
كَيفَ اِجتَناني إِذا أَسلَمنَني جُنَني
لا تَجعَلَنَّ دَليلَ المَرءِ صورَتَهُ
كَم مَخبَرٍ سَمجٍ عَن مَنظَرٍ حَسَنِ
إِنَّ الصَحائِفَ لا يَقريكَ باطِنُها
نَفسَ الطَوابِعِ مَوسوماً عَلى الطِيَنِ
أَشتاقُكُم وَدَواعي الشَوقِ تُنهِضُني
إِلَيكُمُ وَعَوادي الدَهرِ تُقعِدُني
وَأَعرِضُ الوُدَّ أَحياناً فَيُؤنِسُني
وَأَذكُرُ البُعدَ أَطواراً فَيوحِشُني
هَذا وَدِجلَةُ ما بَيني وَبَينَكُمُ
وَجانِبُ العَبرِ غَيرُ الجانِبِ الخَشِنِ
وَمُشرِفٍ كَسَنامِ العودِ مُلتَبِسٍ
كَالماءِ لُزَّ بِأَضلاعٍ مِنَ السُفُنِ
كَالخَيلِ رُبِّطنَ دُهماً في مَواقِفِها
وَالبُزلِ قُطِّرنَ بَينَ الحَوضِ وَالعَطَنِ
قَد جاءَتِ النَفثَةُ الغَرّاءُ ضامِنَةً
ما يوبِقُ النَفسَ مِن عُجبٍ وَمِن دَرَنِ
أَنبَطتُ مِن حُسنِها ماءً بِلا نَصَبٍ
وَحُزتُ مِن نَظمِها دُرّاً بِلا ثَمَنِ
أَنشَدتُها فَحَدا سَمعي غَرائِبُها
إِلى الضَميرِ حَداءَ الرَكبِ لِلبُدُنِ
جازَت إِلى خاطِري عَفواً وَخُيِّلَ لي
مِمّا اِستَبَت أُذُني أَن لَم تَجُز أُذُني
فَاِقتَد إِلَيكَ أَبا إِسحَقَ قافِيَةً
قَودَ الجَوادِ بِلا جُلٍّ وَلا رَسَنِ
كادَت تَقاعَسُ لَو ما كُنتَ قائِدَها
تَقاعُسَ البازِلِ المَجنوبِ في الشَطنِ
تَستَوقِفُ الرَكبَ إِن مَرَّت مُعارِضَةً
تُهدي عَقيلَتَها العَذراءَ مِن يَمَنِ