سَقاها وَإِن لَم يَروَ قَلبي بَيانُها
وَهَل تَنطِقُ العَجماءُ أَقوى مَعانُها
ضَمانٌ عَلى قَلبي الوَفاءُ لِأَهلِها
وَثَمَّ ظِباءٌ لايَصِحُّ ضَمانُها
عَرَضنَ بِما رَوّى الغَليلَ اِعتِراضُها
وَلا قَطَعَ الدَمعَ اللَجوجَ اِعتِنانُها
وَهَل نافِعٌ أَن يَملَأَ العَينَ حُسنُها
إِذا هِيَ لَم تُحسِن إِلَينا حِسانُها
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
تَذَكَّرتُ أَيّاماً بِذي الأَثلِ بَعدَما
تَقَضّى أَواني في الصِبا وَأَوانُها
يُطَيِّبُ أَنفاسَ الرِياحِ تُرابُها
وَيَخضَلُّ مِن دَمعِ الغَمائِمِ بِانُها
وَلَمّا عَطَفتُ الناظِرَينِ بِلَفتَةٍ
إِلى الدارِ خَلّى عَبرَةَ العَينِ شانُها
لَيالِيَ تَثنيني عَواطِفُ صَبوَتي
إِلى بَدَوِيّاتٍ تَثَنّى لِدانُها
وَلا لَذَّةٌ إِلّا الحَديثُ كَأَنَّهُ
لَآلٍ عَلى جَيداءَ واهٍ جُمانُها
عَفافٌ كَما شاءَ الإِلَهُ يَسُرُّني
وَإِن سيءَ مِنهُ بِكرُها وَعَرانُها
أَأَلآنَ لَمّا اِعتَمَّ بِالشَيبِ مَفرَقي
وَجَلّى الدُجى عَن لِمَّتي لَمَعانُها
وَنَجَّذَني صَرفُ الزَمانِ وَوُقَّرَت
عَلى الحِلمِ نَفسي وَاِنقَضى نَزَوانُها
تَرومُ العِدا أَن تُستَلانَ حَميَّتي
وَقَبلَهُمُ أَعدى عَلَيَّ حِرانُها
أَنا الرَجُلُ الأَلوى الَّذي تَعرِفونَهُ
إِذا نُوَبُ الأَيّامِ أُلقي جِرانُها
إِذا كانَ غَيري مِن قُرَيشٍ هَجينَها
فَإِنّي عَلى رَغمِ العَدُوِّ هِجانُها
وَإِن يَكُ فَخرٌ أَو نِضالٌ فَإِنَّني
لَها يَدُها طَوراً وَطَوراً لِسانُها
وَإِنَّي مِنَ القَومِ الَّذينَ بِبَأسِهِم
يُذَلِّلُ مِن أَيّامِهِم حَدَثانُها
إِذا غَبَّروا في الجَوِّ ضاقَ فَضاؤُهُ
وَإِن نَزَلوا البَيداءَ عُمَّت رِعانُها
فَوارِسُ تَجري بِالدِماءِ رِماحُها
وَتَفهَقُ بِالنَيِّ الغَريضِ جِفانُها
يَثورُ إِذا أَوفى الصَباحُ عِجاجُها
وَيَعلو إِذا جَنَّ الظَلامُ دُخانُها
وَإِنّي لَوَثّابٌ عَلى كُلِّ فُرصَةٍ
تَخَيلُ عَلى الرائي وَيَخفى مَكانُها
سَبَقتُ وَقَفَّيتُم بِكُلِّ طَليعَةٍ
عَلى عَقِبي يَلوي بِها هَدَجانُها
وَما كُنتُ إِلّا كَالثُرَيّا تَحَلُّقاً
يَدِفُّ عَلى آثارِها دَبَرانُها
عَصائِبُ ما اِستامَ الفَخارَ وَضيعُها
وَلا اِستَأنَفَ العِزَّ الجَديدَ مُهانُها
إِذا لَحَظَتني أَمسَكَت بِأَكُفِّها
عَلَيَّ قُلوباً دائِماً خَفَقانُها
فَلا هِيَ يَوماً فِيَّ يَنفُذُ كَيدُها
وَلا يَنجَلي مِن غَيِّها شَنَآنُها
يُريدُ المَعالي عاطِلٌ مِن أَداتِها
وَهَيهاتَ مِن مَحصوصَةٍ طَيَرانُها
دَعوها لِمَن رَبّاهُ مُذ كانَ حِجرُها
وَأَرضَعَهُ حَتّى اِستَقَلَّ لِبانُها
وَلا تَخطُبوها بِالرَجاءِ فَما أَرى
تُدَنَّسُ بِالبَعلِ الدَنِيِّ حَصانُها
رَآني بَهاءُ المُلكِ سَيفاً عَلَيكُمُ
جَرِيءَ الظُبى لا يَنثَني صَلَتانُها
فَجَرَّدَني مِن بَعدِ طولِ صِيانَةٍ
وَإِنَّ مُضِرّاً بِالسُيوفِ صِيانُها
أَفاضَ بِلا مَنٍّ عَلَيَّ كَرامَةً
وَنَقصُ الأَيادي أَن يَزيدَ اِمتِنانُها
خَرَجتُ أَجُرُّ الذَيلَ مِنها وَقَد نَزَت
قُلوبُ العِدا مِنّي وَجُنَّ جَنانُها
وَلَيسَ عَلى زُهرِ الكَواكِبِ سُبَّةٌ
إِذا غَضَّ مِن أَنوارِها زِبرِقانُها
وَقَرَّبَ لي وافي العِذارِ تَلَبَّسَت
بِهِ خُيَلاءٌ ما يَزولُ اِفتِنانُها
أَلا إِنَّ أَصنافَ السُيوفِ كَثيرَةٌ
وَأَقطَعُها هِندِيُّها وَيَمانُها
وَكُلُّ أَنابيبِ القَناةِ شَريفَةٌ
وَأَشرَفُها لَو تَعلَمونَ سِنانُها
فَكَيفَ وَأَنتِم وَثبَةُ اللَيثِ إِذ رَمى
تَخَمُّطُها في جَمعِكُم وَاِستِنانُها
وَكانَ يَسوءُ السامِعينَ سَماعُها
فَصارَ يَهولُ الناظِرينَ عِيانُها
فَمَن مُبلِغٌ عَنّي الجَبانَ بِأَنَّني
أَنا المُورِدُ الشَقراءَ يَدمى لَبانُها
وَلَو لَم تُعِن كَفّي قَناةٌ قَويمَةٌ
لِأَجرى يَنابيعَ الدِماءِ بَنانُها
بَلينا وَنَحنُ الناهِضونَ إِلى العُلى
بِزَمنى يُمَنّيها الغُرورَ زَمانُها
ذِئابٌ أَرادَت أَن تُعازِزَ ضَيغَماً
فَطالَ عَلى مَرِّ الزَمانِ هَوانُها
رَأوا فَترَةً مِنّا فَظَنّوا ضَراعَةً
وَتِلكَ بُروقٌ غَرَّهُم شَوَلانُها
فَكَيفَ تَعَرَّضتُم بِغَيرِ نَباهَةٍ
لِصَعبَةِ عِزٍّ في يَدَيَّ عِنانُها
فَإِن تَعتَطِل يَوماً مِنَ الدَهرِ صَعدَتي
فَقَد طالَ في نَحرِ العَدُوِّ طِعانُها
وَإِن تَستَجِمُّ النائِباتُ سَوابِقي
فَمِن قَبلِ ما بَذَّ الجِيادَ رِهانُها